تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الثاني: اسم زوجة موسى عليه السلام (صِفُّورة)، وهو اسم عربي دخله التحوير، والأصل (عصفورة)، وقد ذكر مؤلفو (قاموس الكتاب المقدس / ص: 544) هذه المعلومة، فقالوا:» صِفُّورة: اسم مدياني معناه عصفورة «.

وينتج عن لطيفة، وهي علاقة العرب ببني إسرائيل، فالعرب أخوال لأولاد موسى من عصفورة بنت شيخ مدين.

وليست هذه أول علاقة، فما بالهم يحسدوننا ويكرهون كل شيء عربي؟!

ثانيًا: كما لم يحتج موسى إلى ترجمان بينه وبين المرأتين، فكذلك لم يحتج إليه في مخاطبة والدهما من باب أولى، والعقد الذي تمَّ بين موسى وشيخ مدين كان مدة ثمان سنين أو عشرة، وقد قضى موسى العشرة كلها، لكن الملاحظ هنا أنه جاء بعبارة (ثماني حِجَج) جمعُ حجة، فمن أين جاء التعبير عن هذا بهذا.

1 ـ إنَّ شيخ مدين ممن يؤرخون بالحجِّ؛ تلك الشعيرة العظيمة التي بقيت آثارها في العرب دون من سواهم، وإن كان الأنبياء بعد إبراهيم قد حجوا كما ثبت في آثارٍ ليس هذا محلُّ ذكرها، وكان من بين من حجَّ موسى عليه السلام.

وكل ذلك مصداق لقوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج:27).

2 ـ أن موسى عليه السلام قد فهم عن شيخ مدين ما يقصده من عبارة (حِجج)، وهذا يشير إلى معرفة موسى عليه السلام آنذاك بهذه الشعيرة، وإن كان لا يمكن الجزم بذلك.

ومن الأمور التي تدعو إلى القول بمعرفته بالحج آنذاك أن دعوة إبراهيم بالحج كانت لبنيه وغيرهم، وبنو إسرائيل من أبنائه، ولا يُتصوَّر أن لا يكون عندهم علمٌ بالحجِّ، كما لا يخلو أن يكون في حديثهم إشارة إليه، وقد يكون موسى سمعها قبل نبوته، فهو مع كونه في بيت فرعون كان مختلطًا ببني إسرائيل في مصر، والله أعلم.

لكنك حينما لا تجد هذه الشعيرة في كتبهم، فإن ذلك مما يخفونه من باب العداء للعرب ولكل ما هو عربي، وذلك أمر قد طبعوا أنفسهم عليه من دهور سالفة، ولولا خشيت الاستطراد لذكرت أمثلة لذلك.

3 ـ أنه لا يبعد أن يكون اللفظ الذي تلفظ به شيخ مدين (حِجَج) كما ننطقه اليوم أو قريبًا منه، فالحج قديمٌ جدًّا.

فعدم تكرر هذا المدلول (حجج) في القرآن، واختياره في هذا الموطن واختصاصه به، مع وجود ما يقوم مقامه كل هذا مما يُستأنس به لما قلت من كونه هو ما نطق به شيخ مدين، والله أعلم بغيبه.

وللحديث بقية

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 Feb 2007, 12:26 ص]ـ

فضيلة الدكتور أحسن الله إليك ورفع مقامك على هذا التحرير والتنوير

الثاني: اسم زوجة موسى عليه السلام (صِفُّورة)، وهو اسم عربي دخله التحوير، والأصل (عصفورة)، وقد ذكر مؤلفو (قاموس الكتاب المقدس / ص: 544) هذه المعلومة، فقالوا:» صِفُّورة: اسم مدياني معناه عصفورة «.

قاموس الكتاب المقدس، هل لي أن أعرف من ألفه وطبعته؟

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2007, 10:02 ص]ـ

جزى الله شيخنا الطيار فقد طار بنا اليوم الى افق عال ولكن لا يزال في النفس شيء من تخاطب موسى عليه السلام بالعربية ولعل في بقية حديث شيخنا المنتظرة ما يرفع ذلك الشيء وانا لمنتظرون

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:21 م]ـ

لقد طال الانتظار فلعل الشيخ يجد فسحة لإكمال الموضوع

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Oct 2010, 05:18 م]ـ

جزاك الله خيراً

ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[06 Oct 2010, 07:20 م]ـ

ليس بين يوسف عليه السلام وموسى عليه السلام فرق زمني كبير. والد موسى هو عمران وقد جاء أباه مع يعقوب عليه السلام من بير سبع. ومعلوم أن يوسف كان يعيش في دولة الهوكسوس وهم قبائل أصلها من شمال الجزيرة، فلا يُستبعد أن يحافظ اليهود على لغتهم السامية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير