تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1352 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (ومنهم أميون)، يعني: من اليهود.

1353 - وحدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.

1354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: (ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود.

* * *

قال أبو جعفر: يعني بـ "الأميين"، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" يقال منه:"رجل أمي بين الأمية.

كما:-

1356 - حدثني المثنى قال، حدثني سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن < 2 - 258 > المبارك, عن سفيان, عن منصور، عن إبراهيم: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب)، قال: منهم من لا يحسن أن يكتب.

قال محمود شاكر تعليقاً على قول إبراهيم: (منهم من لا يحسن أن يكتب.):

قوله "لا يحسن أن يكتب" نفى لمعرفة الكتابة، لا لجودة معرفة الكتابة، كما يسبق إلى الوهم. وقديما قام بعض أساتذتنا يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعرف الكتابة، ولكنة لا يحسنها، لخبر استدل به هو - أو اتبع فيه من استدل به من أعاجم المستشرقين - وهو ما جاء في تاريخ الطبري 3: 80 في شرح قصة الحديبية، حين جاء سهيل بن عمرو، لكتابة الصلح. روى الطبري عن البراء بن عازب قال:" .. فلما كتب الكتاب، كتب:"هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله"، فقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح"رسول الله". قال: لا والله لا أمحاك أبدا. فأخذه رسول الله وليس يحسن يكتب: "فكتب مكان "رسول الله" "محمد"، فكتب: " هذا ما قاضى عليه محمد".

فظن أولا أن ضمير الفاعل في قوله "فكتب مكان "رسول الله" - محمد"، هو رسول الله صلى الله عليه. وليس كذلك بل هو: علي بن أبي طالب الكاتب. وفي الكلام اختصار، فإنه لما أمر عليا أن يمحو الكتاب فأبى، أخذه رسول الله، وليس يحسن يكتب، فمحاه. وتفسير ذلك قد أتى في حديث البخاري عن البراء بن عازب أيضًا 3: 184:"فقال لعلى" امحه. فقال على: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى عليه وسلم بيده".وأخرى أنه أخطأ في معنى"يحسن"، فإنها هنا بمعنى"يعلم"، وهو أدب حسن في العبارة، حتى لا ينفي عنه العلم، وقد جاء في تفسير الطبري 21: 6 في تفسير قوله تعالى:"أحسن كل شيء خلقه ما نصه:"معنى ذلك: أعلم كل شيء خلقه. كأنهم وجهوا تأويل الكلام إلى أنه ألهم كل خلقه ما يحتاجون إليه. وأنه قوله:"أحسن"، إنما هو من قول القائل:"فلا يحسن كذا"، إذا كان يعلمه". هذا، والعرب تتأدب بمثل هذا، فتضع اللفظ مكان اللفظ؛ وتبطل بعض معناه، ليكون تنزيها للسان، أو تكرمه للذي تخبر عنه. فمعنى قوله:"ليس يحسن يكتب"، أي ليس يعرف يكتب. وقد أطال السهيلي في الروض الأنف 1: 230 بكلام ليس يغني في تفسير هذا الكلمة.

ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Oct 2004, 05:04 م]ـ

الأمية في ذاتها صفة ذم

لكن يختلف حكمها إذا اقترنت

وليسم هذا علم القرائن فأدلته في الشرع لا تحصى كثرة

فمثلا دعوة كبار القوم ممدوحة لكنها إذا اقترنت بترك دعوة الضعفاء أصبحت الدعوة مذمومة

(عبس وتولى .. )

مثال آخر:

تعلم أمور الدنيا ممدوح لكن إذا اقترن بترك علم الدين أصبح مذموما

( ... يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون ... )

.... الخ

أدلة كثيرة فإن تم الاتفاق على تلك القاعدة سينسحب الكلام إلى (الأمية)

فالأمية في ذاتها مذمومة

ولكنها في حق الرسول صلى الله عليه وسلم صفة مدح لأنها ستكون دليلا أنه لم يأتِ بالقرآن من عند نفسه

فنحن "نمدح" الرسول ليس لذات الأمية وإنما لما يقتضيه المقام

لذا تجدنا نمدح الرسول بأميته فقط، ولا نمدح سواه من المعاصرين لأن الأمية في حقنا مذمومة، فمن منا الذي سينزل عليه قرآن مثل الرسول فيحتاج معه إلى إثبات أنه من عند الله لأنه لا يعرف قراءة ولا كتابة!؟

وكذلك الأمية في حق الصحابة صفة مدح لأنها ستكون دليلا أن العرب الذين كانوا آخر الأمم أصبحوا سادتها "بالقرآن" فأميتهم غير ممدوحة لذاتها وإنما لإثبات صحة القرآن

فأناس يطبقونه فينتقلون من آخر الأمم إلى أولها يدل على أنه كتاب معجز

(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة

وإن كانوا من قبل لفي "ضلال مبين")

فما سيقت ألفاظ الأمية في نصوص الشرع _سواء في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أو حق الصحابة _

إلا لأجل إثبات صدق القرآن، فصارت الآمية في ذلك السياق ممدوحة

أما إذا رجعنا إلى "ذات" كلمة الأمية فلا يشك عاقل فضلا عن مسلم أنها مذمومة

فليس هناك كبير داعٍ لأن ننف عن الأمية معنىً اتفقت على وجوده كل العقلاء من جن وإنس وكفرة ومسلمين

والله أعلم

ـ[موراني]ــــــــ[22 Oct 2004, 07:32 م]ـ

قال أبو علي:

فهو أمي: نسبة إلى أم القرى.

وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة.

وهو أمي: لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة،

..................

من حيث اللغة وعلومها لا يجوز أن يقال ان لعبارة (الأمي) هذه المشتقات من أصل واحد وفي آن واحد وبمعانيها المختلفة كما قيل: من أم القرى (كنسبة!) , من الأمة (والامم). الصواب أنه لا يكتب ولا يقرأ لعدم علمه بالقراءة والكتابة ولا بسبب أنه أرسل الى الناس كافة.

فللغة قواعدها.

هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لا يجوز أن تعتبر العبارة (أمي) ذما , فما هو السبب للذم؟ لا أعتقد أن أحدا في المجتمع المكي أو في مجتمع يثرب في عصر النبوة كان مذموما لمجرد عدم علمه بهذا الفن.

موراني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير