تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(منه آيات محكمات)،وباب (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) و "باب (وإني الذين

يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) "،وغيرها من الأبواب،وهو ما يفيد أن الإمام ـرحمه الله ـ لم يذكر

من مائتين من الآيات في السورة إلا عشرين آية، وهي لا تمثل إلا نسبة العشر من مجموع الآيات.

وقد أورد رحمه الله في كل باب من هذه الأبواب رواية أو أكثر لها علاقة بالآية قريبة أو بعيدة،بعضها

مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم، والبعض الآخر موقوف على الصحابة أو التابعين أو غيرهم، و يهمنا من هذه المرويات تلك المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم، و هي تمثل أقل من نصف مجموع المرويات (أقل عشرة).

و هذه ترجمة الأبوب الواردة في الأحاديث المرفوعة:

"آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ"

"وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "

"إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً"

"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا"

(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)

(قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)

(ليس لك من الأمر شيء)

(ولا يحسبن الذين يبخلون)

(إن في خلق السماوات والأرض)

والملاحظ أن هذه المرويات جميعا عالجت قضايا جزئية وجانبية ليست هي موضوع السورة ولا مقصودها،فلم تعالج قضية أهل الكتاب وخصوصا النصارى منهم، ولم تناقش عقائدهم وأساليبهم في المراوغة والخداع والكفر بآيات الله وأنبيائه،وغير ذلك مما هو موضوع السورة.

إن الآيات التي تعرضت لها المرويات لم تكن غامضة ومحتاجة إلى تفسير، بل لايوجد بين الآيات المفسرة والمرويات المفسرة إلا تشابه ما، سواء في بعض الألفاظ، أو ذكر في الراوية بعض ما جاء في الآية، أو قيل إنه كان سببا لنزولها،أوإنه تطبيق لها في زمن النزول من طرف النبي صلى الله عليه و سلم أو غيره .. فمثلا في قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) آل عمران /، 190

أورد البخاري رواية عن بن عباس انه قال:" فلما كان ثلث الليل الآخر قعد النبي فنظر فنظر إلى السماء و قال: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} (الآية) فال: ثم قام و توضأ و استن فصلى ". (ص البخاري /4569).فالحديث يصف تعامل النبي مع القرآن الكريم لا تفسيره بالمعنى الاصطلاحي و الذي يكشف عن المعاني الغامضة و الخفية في النص و التي لا تعرف إلا عن طريق التفسير، بل إن هذا التعامل هو واحد من آلاف التعاملات الممكنة، فالنبي صلى الله عليه و سلم يحاول أن يعيش بالقرآن كما أمره ربه في مختلف الأوضاع، و يحول أن ينزل هذه الآيات في واقعه كما يراه مناسبا، و لذلك فيمكن استعمال الآية الواحدة في مناسبات لاحصر لها، من طرف مختلف الناس، و لايعني ذلك أبدا أن هذا الاستعمال أو غيره هو تفسير الآية.

و مثل ذلك نجده في رواية أبي هريرة حيث يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من آتاه مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع، ثم تلا هذه الآية: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِه}، فهو استشهاد على قول النبي بالآية و ليس تفسيرا لها، إذ ليس فيها الشجاع الأقرع ولا غيره.

و مثل دلك نجده في تفسير قوله تعالى:ِ {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ... } بحديث أبي سفيان الطويل و رسالة الرسول إلى هرقل و التي ضمنها الآية، و لم يعن ذلك أن الآية كانت غامضة حتى بينتها الرواية، بل إن الآية قد وردت ضمن كلام مختلف عنها إن لم نقل مخالف لها، و منه " أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، و أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده .. " وهكذا باقي الأحاديث.

الفرق بين التفسير النبوي و التفسير بالحديث النبوي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير