تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Aug 2004, 01:11 ص]ـ

اقتراح موفق ابا مجاهد ونأمل أن نرى ذلك مترجما على صفحات الملتقى.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[14 Aug 2004, 05:07 م]ـ

قال العلامة أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي في الفنون 1/ 396:

قال بعض الفقهاء: ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه! كقولهم: {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قالوا:نسخت بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وقوله لما عظم ذلك عليهم، لما قال: {حَقَّ تُقَاتِهِ}، فكان نسخا.

والعلماء من الفقهاء والأصوليين: أنكروا ذلك إنكارا شديدا، وقالوا: مهما أمكن أن يكون تفسيرا فلا يجعل نسخا، وقد أمكن أن يكون القوم ظنوا أن {حَقَّ تُقَاتِهِ} يزيد على ما يدخل تحت استطاعتهم حيث سألوه (1) فقال: " حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر ". فلما انظمّ هذا القول إلى ظنونهم، أزال الباري سبحانه الإشكال، وفسر كلامه بما أراد من الحق وعناه، مثلما فسر قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، ولم يكن ذلك نسخا، بل كان تفسيرا، وبيانا لمقدار الحق.

كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة، فبطل ما ادعوه من النسخ.


(1) يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي أشار إليه ابن عقيل روي مرفوعا، وموقوفا والموقوف أظهر قاله ابن كثير. راجع كلامه عند تفسير آية آل عمران.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Aug 2004, 03:04 م]ـ
جاء في تفسير ابن العربي:

(قوله تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}. هذا خبر، والخبر من الله سبحانه لا يجوز أن يقع بخلاف مخبره، ونحن نرى الكافرين يتسلطون على المؤمنين في بلادهم وأبدانهم وأموالهم وأهليهم، فقال العلماء في ذلك قولين: أحدهما: و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا في الحجة، فلله الحجة البالغة. الثاني: و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا في الحجة يوم القيامة. قال القاضي: أما حمله على نفي وجود الحجة من الكافر على المؤمن فذلك ضعيف؛ لأن وجود الحجة للكافر محال، فلا يتصرف فيه الجعل بنفي ولا إثبات. وأما نفي وجود الحجة يوم القيامة فضعيف؛ لعدم فائدة الخبر فيه؛ وإن أوهم صدر الكلام معناه؛ لقوله: {فالله يحكم بينهم يوم القيامة} فأخر الحكم إلى يوم القيامة، وجعل الأمر في الدنيا دولة تغلب الكفار تارة وتغلب أخرى بما رأى من الحكمة وسبق من الكلمة، ثم قال: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}. فتوهم من توهم أن آخر الكلام يرجع إلى أوله، وذلك يسقط فائدته. وإنما معناه ثلاثة أوجه: .. ) ثم ذكرها

تنبيه: ما ضعفه ابن العربي قد نقل ابن جرير وابن عطية إجماع أهل التأويل عليه.

وفي هذا الإجماع نظر ..

وقد نص ابن عاشور على رد القول الذي ضعفه ابن العربي بقوله [أي ابن عاشور]: (فالآية وعد محض دنيوي، وليست من التشريع في شيء، ولا من أمور الآخرة في شيء لنبوّ المقام عن هذين.) اه

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:41 ص]ـ
لابن عاشور تعليق على ما اشتهر عند المفسرين وغيرهم من كون قول الله عز وجل: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً * فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} يدل على أنه لا يغلب عسر يسرين. قال رحمه الله:

(وجملة: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} مؤكدة لجملة: {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} وفائدة هذا التأكيد تحقيق اطراد هذا الوعد وتعميمه لأنه خبر عجيب.
ومن المفسرين من جعل اليسر في الجملة الأولى يسر الدنيا وفي الجملة الثانية يسر الآخرة وأسلوب الكلام العربي لا يساعد عليه لأنه متمحض لكون الثانية تأكيداً.
هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لن يغلب عسر يسرين» قد ارتبط لفظه ومعناه بهذه الآية. وصُرح في بعض رواياته بأنه قرأ هذه الآية حينئذ وتضافر المفسّرون على انتزاع ذلك منها فوجب التعرض لذلك، وشاع بين أهل العلم أن ذلك مستفاد من تعريف كلمة العسر وإعادتها معرفة ومن تنكير كملة «يسر» وإعادتها منكَّرة، وقالوا: إن اللفظ النكرة إذا أعيد نكرة فالثاني غير الأول وإذا أعيد اللفظ معرفة فالثاني عين الأول كقوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول} (المزمل: 15، 16).

وبناء كلامهم على قاعدة إعادة النكرة معرفة خطأ لأن تلك القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة وهي خاصة بالتعريف بلام العهد دون لام الجنس، وهي أيضاً في إعادة اللفظ في جملة أخرى والذي في الآية ليس بإعادة لفظ في كلام ثان بل هي تكرير للجملة الأولى، فلا ينبغي الالتفات إلى هذا المأخذ، وقد أبطله من قبل أبو علي الحسين الجرجاني في كتاب «النظم» كما في «معالم التنزيل». وأبطله صاحب «الكشاف» أيضاً، وجعل ابن هشام في «مغني اللبيب» تلك القاعدة خطأ.
والذي يظهر في تقرير معنى قوله: «لن يغلب عسر يسرين» أن جملة: {إِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً} تأكيد لجملة {فَإِنَّ مَعَ ?لْعُسْرِ يُسْراً}. ومن المقرر أن المقصود من تأكيد الجملة في مثله هو تأكيد الحكم الذي تضمنه الخبر. ولا شك أن الحكم المستفاد من هذه الجملة هو ثبوت التحاق اليسر بالعسر عند حصوله، فكان التأكيد مفيداً ترجيح أثر اليسر على أثر العسر، وذلك الترجيح عبر عنه بصيغة التثنية في قوله: «يسرين»، فالتثنية هنا كناية رمزية عن التغلب والرجحان فإن التثنية قد يكنى بها عن التكرير المراد منه التكثير كما في قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} (الملك: 4) أي ارجع البصر كثيراً لأن البصر لا ينقلب حسيراً من رَجعتين. ومن ذلك قول العرب: لَبَّيْك، وسَعْدَيك، ودَوَاليك» والتكرير يستلزم قوة الشيء المكرر فكانت القوة لازِمَ لازِممِ التثنية وإذا تعددت اللوازم كانت الكناية رمزية.
وليس ذلك مستفاداً من تعريف {?لْعُسْرِ} باللام ولا من تنكير «اليسر» وإعادته منكراً.) انتهى
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير