تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Feb 2005, 09:26 ص]ـ

ومما ضُعف من الأقوال ما نُقل في تفسير قول الله تعالى: {{لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَروا} (الفتح: 25) من أن المراد بها: لو تزيّلوا عن بطون النساء وأصلاب الرجال. وقد ذكر القرطبي هذا القول مرفوعاً؛ حيث قال: (وقال عليّ رضي الله عنه: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ?لَّذِينَ كَفَرُواْ} فقال: «هم المشركون من أجداد نبيّ الله ومن كان بعدهم وفي عصرهم كان في أصلابهم قوم مؤمنون فلو تزيَّل المؤمنون عن أصلاب الكافرين لعذب الله تعالى الكافرين عذاباً أليماً».)

قال ابن العربي مضعفاً هذا القول: (وقد قال جماعة إن معناه لو تزيّلوا عن بطون النساء وأصلاب الرجال.

وهذا ضعيف؛ لأن مَن في الصلب أو في البطن لا يوطأ ولا تصيب منه معرّة. وهو سبحانه قد صرح فقال: {وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ} وذلك لا ينطلق على مَن في بطن المرأة وصُلب الرجال، وإنما ينطلق على مثل الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، وأبي جندل بن سهيل.)

وهذا المثال يضاف إلى أمثلة: من بيان القرن للقرآن أن تُفسر الآية بتفسير وفي الآية نفسها ما يدل على بطلانه

ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[25 Feb 2005, 11:44 م]ـ

من مباحث هذه السلسة المباركة: ما رُدَّ من الأقوال التفسيرية لمخالفته السنة النبوية.

وهذا كثير ٌ عند الطبري وابن كثيرٍ رحمهما الله تعالى.

مثاله قوله تعالى: (ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) [البقرة: 196].

فقد روي عن بعض السلف تعيين مقدار الصيام و الصدقة بما يخالف الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 07:19 ص]ـ

قال الرازي: (اختلفوا في {?لإِنسَـ?نَ} في قوله: {وَإِذَا مَسَّ ?لإِنسَـ?نَ ?لضُّرُّ} فقال بعضهم: إنه الكافر، ومنهم من بالغ وقال: كل موضع في القرآن ورد فيه ذكر الإنسان، فالمراد هو الكافر، وهذا باطل، لأن قوله: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ .. } (الانشقاق:6 - 7) لا شبهة في أن المؤمن داخل فيه، وكذلك قوله: {هَلْ أَتَى? عَلَى ?لإِنسَـ?نِ حِينٌ مِّنَ ?لدَّهْرِ} (الدهر: 1) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ?لإِنْسَـ?نَ مِن سُلَـ?لَةٍ مِّن طِينٍ} (المؤمنون: 12) وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا ?لإِنسَـ?نَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} (ق: 16)

فالذي قالوه بعيد، بل الحق أن نقول: اللفظ المفرد المحلى بالألف واللام حكمه أنه إذا حصل هناك معهود سابق انصرف إليه، وإن لم يحصل هناك معهود سابق وجب حمله على الاستغراق صوناً له عن الإجمال والتعطيل.)

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jul 2005, 01:21 ص]ـ

في قول الله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) [النحل:69] قولان مردودان، أحدهما صحيح في نفسه، ولكن في كونه مراداً هنا ضعف. والآخر باطل مضحك.

وإليك الفصيل من تفسير القرطبي:

(قوله تعالى: (فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ) الضمير للعسل؛ قاله الجمهور. أي في العسل شفاء للناس.

وروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد والضحاك والفراء وابن كَيْسان: الضمير للقرآن؛ أي في القرآن شفاء. النحاس: وهذا قول حسن؛ أو فيما قصصنا عليكم من الآيات والبراهين شفاء للناس. وقيل: العسل فيه شفاء، وهذا القول بيّن أيضاً؛ لأن أكثر الأشربة والمعجونات التي يتعالج بها أصلها من العسل.

قال القاضي أبو بكر بن العربيّ: من قال إنه القرآن بعيد ما أراه يصحّ عنهم، ولو صح نقلاً لم يصح عقلاً؛ فإن مساق الكلام كلّه للعسل، ليس للقرآن فيه ذكر.

قال ابن عطية: وذهب قوم من أهل الجهالة إلى أن هذه الآية يراد بها أهل البيت وبنو هاشم، وأنهم النحل، وأن الشراب القرآن والحكمة، وقد ذكر هذا بعضهم في مجلس المنصور أبي جعفر العباسيّ، فقال له رجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فأضحك الحاضرين وبُهِت الآخر وظهرت سخافة قوله.).)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير