تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سعيد الشهري]ــــــــ[31 Oct 2004, 06:16 م]ـ

آيات ووقفات (الحلقة السابعة والعشرون)

كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (28)

يريد الله بهذا الإستفهام، التوبيخي لهؤلاء الناس أن يضعهم في أمر لا مناص منه، وهو أنه المتصرف في شئون خلقه، فهو الذي خلقهم من العدم، ثم بعد تلك الحياة موت وبعث وحساب، هل بعد هذه الآيات يكفر الناس،هل بعد هذه الآيات يبقى كفر، وقد بين الله لهم في هذه الآيات أنه هو من أوجدهم، وأطعمهم وسقاهم، وأرسل لهم الرسل تترا، وبين لهم ما ينفعهم مما يضرهم، ثم بعث بمحمد صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً، ومع ذلك يكفرون بالرسالة النبوية، وكما عرفنا في الآية السابقة كفرهم، ونقضهم للمواثيق الربانية، فكيف بالمواثيق البشرية، إننا اليوم نعاني من الطغمة الصهيونية التي تحاربنا باسم الدين، ونحن نحارب باسم التراب، وباسم الوطن، وباسم العروبة، فماذا كانت النتيجة، هزمت الأمة، واستأسد الجبناء، واحتلت الأراضي، وعندما رفعت شعارات التوحيد في فلسطين، وتحركت الأيدي المتوضئة، والقلوب الخاشعة، والأفئدة المطمئنة بنصر الله، وعندما تغلغلت الروح الإيمانية في أجساد الشعب الفلسطيني، ظهرت الكرامات، وعرفت الأمة الإسلامية مدى جبن وضعف الجندي الصهيوني المجهز بأفتك الأسلحة، والمدرَّب أحسن تدريب، ولكن الاعتماد في ظروف المواجهات على ثبات القلوب على الإيمان، والصدق مع الله، والرغبة في لقائه، هكذا تربت الأمة المسلمة في فلسطين، وهكذا جاء الجيل المنشود، وتربع على عرش البطولة والسؤدد، وعرفت الجيوش العربية أنها بعيدة كل البعد عما تحمله قلوب ذلك الجيل من التضحية، والفداء ونصرة دين الأمة، والذود عن حياضه.

الوقفات

1 - إثبات خلق الله لهذه البشرية.

2 - إثبات الحياة بعد الموت.

3 - إثبات المآب إلى الله والحساب في يوم القيامة.


آيات ووقفات (الحلقة الثامنة والعشرون)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29))

بعدما أنكر الله عز وجل سفه من يكفر به ويجحد وجوده، أو يشرك معه آلهة أخرى، لا تضر ولا تنفع، ولا تغني عنه شيئاً، وما ذلك كله إلا تنكر للرب سبحانه وتعالى الموجد للجميع من العدم، وبعدما ذكرهم بأن مصير الجميع إليه سبحانه وتعالى ذكرهم في هذه الآية بشيء أعظم من ذلك، وهو خلق السموات والأرض فقال (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) ويذكرنا بأن كل ما خلقه على هذه الأرض، هيأه لنا، ولمصالحنا إلا ما حرمه علينا فهو مستثنى في هذه الآية مثل الخبائث من الشراب والأكل وغيرها، (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) قال ابن كثير رحمه الله: أي قصد إلى السماء والاستواء هاهنا مضمن معنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى فسواهن أي فخلق السماء سبعا والسماء هاهنا اسم جنس (انتهى)، ثم قال (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي أحاط علمه بكل شيء سبحانه وتعالى.

الوقفات
1 - إثبات أن الأرض هي الكوكب الوحيد المهيأ والمعد للحياة الدنيوية.
2 - إثبات خلق الله للسموات، وأنها سبع سموات.
3 - إثبات إحاطة علم الله بكل شيء.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير