تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الباحث تدبر فيما هو (مطلب وواجب) ... وخرج بتحديد هوية الرجلين ... مستنداً على ما يراه من (أدلة القرآن) ... وأي شيء كهذا .. كان يجب أن تكون أدلته المقدمة أكثر يقيناً وإرتباطاً مع آيات الله عن تلك التفسيرات المعلومة بإجماع علماء المسلمين سواءً أكان في قوة ما يحمله من حجة في الإستدلال الشرعي أو وفق مضامين تتصف بأنها الأكثر منطقية عما يحمله الرأي الآخر .... ولكن .. للأسف الشديد .. فما يخص هذا الجانب ... معلوم عند الجميع .... حيث لا يوجد تفسيراً معلوماً يعين لنا هوية العبد الصالح أو ذي القرنين.

مداخلتي كانت (إضافة) تقدم (رؤية مختلفة) لتحديد هوية العبد الصالح ... وكانت مداخلتي تقول أن العبد الصالح هو النبي سليمان بن داود .. عليه السلام .. ومن حق الجميع أن (يوجب) إستناد الرأي على أدلة وحجج شرعية ومنطقية تكون أكثر قبولاً مما يقدمه الرأي الآخر ... ولولا أنه كان يوجد لدي من الأدلة والقناعات ما أعتقد أنه أكثر قوة ومنطقية ... لما سلمت لمداخلتي بأن تكون (إضافة) يمكن تقديمها للباحث أو للمتلقي ... وسأبين كيف أني قدمت ما أرى أنه كان مفيداً للباحث وللقاريء .. ويضيف لمضمون الطرح.

..........

... (1) ... اشرت إلى معلومة (مهمة) .. وهي أن سورة (الكهف) .. تخصصت في تبيان علم وقوانين (الزمن) والسورة تحاكي (أمة بني إسرائيل) وتاريخ أنبياءها ..... وأشرت إلى أن مكث أهل الكهف كان دلالة على (خروجهم عن الزمن) .. وأن لفظة (الكهف) .. كانت كناية بالقبر .. ولم أفصل.

.. (2) .. لا يمكن لنا تفضيل نبي عن نبي .. ولكنا نعلم أن الله فضل بعض أنبياءه عن بعض .. والتفضيل من الله لداود عليه السلام كان بما أوتي من علم .. وبذلك يكون داود وإبنه سليمان عليهما السلام ... الوحيدان المؤهلان بين الأنبياء ... وذلك بما (آتاهم الله من علم) وهما المتمكنان أو أحدهما من القيام بأداء دور (المعلم) للنبي موسى عليه السلام.

قال تعالى (وربك اعلم بمن في السماوات والارض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض واتينا داوود زبورا)

قال تعالى (ولقد اتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين)

قال تعالى (وورث سليمان داوود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين)

إختراق الزمن

.. أشرت إلى أن (إختراق الزمن) ما هو إلا علم من علوم الله عز شأنه .. وتفعيل هذا العلم لا يكون إلا من بقعة معلومة ... وحددتها بفلسطين أو – إسرائيل – والمعلومات التي قادت إلى الإستدلال بأن إنطلاقات العبد الصالح وموسى عليه السلام كانت إختراقاً للزمن. هي التالي

.. (1). الفارق الزمني بين زمن موسى عليه السلام وزمن السفينة ... والذي هو الأقرب لزماننا والأبعد عن زمن موسى عليه السلام ... فتجزئة بدن السفينة لعدة أجزاء مطلب (علمي) وأساسي عند بناء أي سفينة في عالم اليوم ..... وبتحقيق ذلك علمياً وتصنيعياَ أصبحنا اليوم نجد أن بدن السفينة يملك قابلية الطفو حتى لو تعرض (للخرق) أو للإهلاك .. فتسرب مياه البحر إلى بدن السفينة من جهة أو – حتى - من عدة من جهات ... لا يؤول بالسفينة للغرق بعد مشيئة الله .. إلا إذا كان بناء السفينة غير متوافقاً مع قوانين هيئات تصنيف بناء السفن العالمية ... الأمر الذي لم يكن متوافراً زمن موسى عليه السلام ... ولم يكن موسى عليه السلام ملماً بهذا العلم ... وإن كان معلوماً في وقتنا الحاضر ... وهنا تنجلي عنا الغرابة من إستنكار موسى عليه السلام لما فعله العبد الصالح بالسفينة .... فعدم علم موسى عليه السلام بعلم حسابات الإتزان وقوانين الطفو للوسائط البحرية ... إستوجب منه عليه السلام (توقع) غرق السفينة .. ومن هنا كان الإخلال بإلتزامه (المسبق) لذي القرنين بعدم السؤال .... فخرج عن طوره ........ (قَال أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير