قلت: كذا قال - عفا الله عنا و عنه - و هو منه غريب جدا لأنه على خلاف ما نعرفه عنه في كتابه المذكور، من سلوك الجادة في تفسير آيات الكتاب على نهج السلف، دون تأويل أو تعطيل، فما الذي حمله هنا على أن يفسر الحديث على خلاف ما يدل عليه ظاهره، و أن يحمله على كناية عن العدل التام، أليس هذا تكذيبا
للحديث المصرح بأنه يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء، فيقول هو تبعا لعلماء الكلام: إنه كناية! ... أي لا يقاد للشاة الجماء. و هذا كله يقال لو وقفنا بالنظر عند رواية مسلم المذكورة، أما إذا انتقلنا به إلى الروايات الأخرى كحديث الترجمة و حديث أبي ذر و غيره، فإنها قاطعة في أن القصاص المذكور هو حقيقة و ليس كناية، و رحم الله الإمام النووي، فقد أشار بقوله السابق:" و إذا ورد لفظ الشرع و لم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل و لا شرع وجب حمله
على ظاهره ".
قلت: أشار بهذا إلى رد التأويل المذكور و بمثل هذا التأويل أنكر الفلاسفة و كثير من علماء الكلام كالمعتزلة و غيرهم رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة و علوه على عرشه و نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة و مجيئه تعالى يوم القيامة.
و غير ذلك من آيات الصفات و أحاديثها. و بالجملة، فالقول بحشر البهائم و الاقتصاص لبعضها من بعض هو الصواب الذي لا يجوز غيره، فلا جرم أن ذهب إليه الجمهور كما ذكر الألوسي نفسه في مكان آخر من " تفسيره " (9/ 281)، و به جزم الشوكاني في تفسير آية " التكوير " من تفسيره " فتح القدير "، فقال (5/ 377): " الوحوش ما توحش من دواب البر، و معنى (حشرت) بعثت، حتى يقتص بعضها من بعض، فيقتص للجماء من القرناء ". و قد اغتر بكلمة الألوسي المتقدمة النافية لحشر الوحوش محرر " باب الفتاوي " في مجلة الوعي الإسلامي السنة الثانية، العدد 89 ص 107، فنقلها عنه، مرتضيا لها معتمدا عليها، و ذلك من شؤم التقليد و قلة التحقيق. و الله المستعان و هو ولي التوفيق.
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Dec 2006, 06:54 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد:لكن عبارة " أليس هذا تكذيباً " للحديث " تحتاج إلى إعادة نظر، فالشيخ لم يكذب الحديث وحاشاه من ذلك،وإنما "لم يفسر " الحديث على ظاهره وشتان ما هما،وذكرعلة رايه وهي قوله:"لأنه لم يخرج مخرج التفسير للآية" خاصة وأن الشيخ نفسه رحمه الله قال كما نقلته أنت عنه:" وخبر مسلم وإن كان "صحيحاً " ... الخ،فهذا تصريح منه بصحة الحديث،وكيف يعقل من مسلم عامي يثبت عنده "صحة " الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم "يكذبه " فضلاً عن عالم كبير كالألوسي.
فيجب علينا التأني وعدم التسرع في إعطاء الأحكام قبل أن نفهم جيداً كلام العلماء.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Dec 2006, 10:57 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد:لكن عبارة " أليس هذا تكذيباً " للحديث " تحتاج إلى إعادة نظر، فالشيخ لم يكذب الحديث وحاشاه من ذلك،وإنما "لم يفسر " الحديث على ظاهره وشتان ما هما،وذكرعلة رايه وهي قوله:"لأنه لم يخرج مخرج التفسير للآية" خاصة وأن الشيخ نفسه رحمه الله قال كما نقلته أنت عنه:" وخبر مسلم وإن كان "صحيحاً " ... الخ،فهذا تصريح منه بصحة الحديث،وكيف يعقل من مسلم عامي يثبت عنده "صحة " الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم "يكذبه " فضلاً عن عالم كبير كالألوسي.
فيجب علينا التأني وعدم التسرع في إعطاء الأحكام قبل أن نفهم جيداً كلام العلماء.
جزاك الله خيرا أخي الدكتور السالم الجكني، والكلام الذي تعقبته وفقك الله ليس لي، وإنما هو من كلام الألباني رحمه الله.
وقد وقع في نفسي شيء مما ذكرتَه، كما أن في ثناء الشيخ على تفسير الألوسي شيئاً من التسامح.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[25 Dec 2006, 06:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Mar 2007, 09:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر العلامة أحمد شاكر مقالاً في مجلة المنار ـ المجلد [31] الجزء [3] صـ 193 ربيع الآخر 1349 ـ سبتمبر 1930)). بعنوان: تفسير القرآن الحكيم
وهذا بعض ما ورد فيه بنصه:
¥