((وقال الَذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب)) {المؤمن آية:49}
2:طلبوا الموت من شدة العذاب الذي هم فيه فلم ’يجب طلبهم.
((ونادوا يامالك ليقض علينا ربُك قال انكم ماكثون)) {الزخرف آية:77}
3:طلبوا الرجوع الى الدنيا ليعملوا صالحا ولا ’يكذِبوا ولم ’يجب طلبهم.
((وهم يصطرخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)) {فاطر آية:37}
وبعد هذه المطالب الثلاثة يأتي الجواب مخيِبا أمنياتهم فيقول العليم الحكيم: ((بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردُوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)) {الانعام آية 28}
كانت الحياة الدنيا كافية لهؤلاء: ((أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر)) اي الم نمدكم بأعمار؟ ولكنكم أعرضتم ولم تتفكروا خلال العمر وتسألوا أنفسكم ما هذه الكتب المقدَسة؟
ومن هم هؤلاء الانبياء والمرسلون؟
الم تتفكروا بمن خلقكم؟
الم تسالوا انفسكم من خلق السماوات والارض وما بينهما؟
ويقيم الله تعالى الحجة عليهم دائما فيقول: ((وجاءكم النذير)) وهذه الحجة تاتي دائما لتكبت الكفار وتخرسهم فلا يستطيعون جوابا .. تبا لهم .. فالذي يعرض عن ذكر الله وعن المنهج الذي انزله على رسله وخاصَة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم إن الذي يعرض عن هذا ولم يتدبر بما انزل الله ولم يتفكر بمخلوقاته فهو اضل من الانعام.
((أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا*أم تحسب أن أكثرهم يسمعون او يعقلون إن هم إلا كالانعام بل أضل سبيلا*)) {الفرقان آية:43 - 44}
هؤلاء الشرذمة الكافرة تراها يوم القيامة في وضع لايحسد عليه: ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا*ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا*لقد اضلَني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا*)) {الفرقان آية:27 - 29}
نعود مرة ثانية الى الآيات من سورة فاطر لنرى معاني الالفاظ الرَائعة: ((وهم يصطرخون فيها)) لم يقل الله عزوجل (يصرخون فيها) وسبب ذلك أن الصراخ مؤقت وهو ما يصدر نتيجة لشيء مخيف او مرعب. أما الاصطراخ فانه صراخ مستمر وبدون انقطاع مع الالم الفظيع المميت , وقد جاء الوصف الالهي هذا معبرا عن الحالة الفظيعة التي سيكونون عليها ((وهم يصطرخون فيها)) أي في جهنم ((فما أصبرهم على النار)) {البقرة آية:175}
روى البيهقي عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه أنه قال: لاهل النار خمس دعوات يجيبهم الله تعالى في اربعة منها فإذا كان في الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا:
((قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل))
{المؤمن آية:11}
فيجيبهم الله عزوجل: ((ذلكم بانه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير))
{المؤمن آية:12}
ثم يقولون: ((ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون)) {السجدة آية:12}
فيجيبهم الله تعالى: ((فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون))
{السجدة آية:14}
ثم يقولون: ((ربنا اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل)) {ابراهيم آية:44}
فيجيبهم الله تعالى: ((أولم تكونوا اقسمتم من قبل ما لكم من زوال)) {ابراهيم آية 44}
ثم يقولون: ((ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل)) {فاطر آية:37}
فيجيبهم الله تعالى: ((أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظلمين من نصير))
{فاطر آية:37}
ثم يقولون: ((قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالِين * ربنا اخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون))
{المؤمنون آية:106 - 107}
فيجيبهم الله تعالى: ((إخسؤوا فيها ولا تكلمون)) {المؤمنون آية:108}
فلا يتكلمون بعدها ابدا .. للانسان الضال دعوات في اوضاع مختلفة ورهيبة لا’يستجاب لها.
اولاها: عند الموت.ماذا يريد الضال عند الموت؟
يقول الله عزوجل: ((حتَى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِ ارجعونِ*لعلِي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون *)) {المؤمنون آية:99 - 100}
¥