تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفي كتاب الله عزوجل لقطة بعكس هذا الوضع. إنسان أطاع القرين ونفَذ أوامر الشيطان ((وقال قرينه هذا ما لديَ عتيد * ألقيل في جهنم كل كفَار عنيد * منَاع للخير معتد مريب * الذي جعل مع الله الها آخر فألقياه في العذاب الشديد * قال قرينه ربَنا ما أطغيته ولكن كان قي ضلال بعيد * قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدَل القول لديَ وما أنا بظلَام للعبيد *)) {ق آية: 23 - 29}

(وقال قرينه) هو الشيطان قُيِض له في قوله تعالى ((ومن يعش عن ذكر الرَحمن نقيِض له شيطانا فهو له قرين)) {الزخرف آية: 36}

((هذا ما لديَ عتيد)) هذا شيء لديَ وفي ملكتي عتيد لجهنم ,

والمعنى: أنَ ملكا يسوقه وآخر يشهد عليه وشيطانا مقرونا به يقول: قد أعتدته لجهنم وهيَأته لها بإغوائي وإضلالي ... تفسير الزمخشري

((ألقيا في جهنم كل كفَار عنيد)) أمر الملائكة أن يلقوا في النار كل كفَار معاند للحق متكبر.

((منَاع للخير معتد مريب)) منَاع للزكاة وعمل الخير. معتد أي ظالم متكبر مريب الذي لايؤمن بالله ومريب يرتاب في وجود الخالق شاكٌ وجاحد ,ودليل جحوده وكفره ((الَذي جعل مع الله الها آخر فألقياه في العذاب الشديد)) أشرك بالله وكفر. فجاء أمر الله للملائكة ألقياه في جهنم حتى يذوق العذاب الشديد هو وقرينه أي الشيطان. والذي أطاع الشيطان ونفَذ أوامره وطبَقها عمليا , وجاء القرين يعترض ولا ينفع اعتراضه ((قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد)) ..

أراد القرين أي الشيطان أن يخلِص نفسه بهذا الاعتذار وقال أنا ما أطغيته , ويأتي الردُ الحاسم من الله العليم:إخرس أيُها الرَجيم فأنت المخطط وهو المنفذ ((قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد)). إن الله عزوجل يقيم يوم القيامة محكمة العدل الالهيَة. فالاحكام قطعية ثبوتية لاظلم فيها. فلا محام ولا محكمة تمييز لان الاحكام لم تصدر إلا بعد الأدلَة الثبوتية. وقد نبَه الله تعالى بني آدم بعدم طاعة الشيطان فقال: ((إنَ الشيطان للإنسان عدوٌ مبين)) {يوسف آية: 5}

وقال تعالى: ((يآأيُها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان)) {النور آية:21}

وقال تعالى: ((إنَ الشيطان لكم عدوٌ فاتَخذوه عدوَا)) {فاطر آية:6}

هكذا جاءت الآيات القرآنية متظافرة تنبه الانسان من وساوس الشيطان وألاعيبه , وأمر المؤمنين أن يتخذوا الشيطان عدوَا.ولهذا لم يقبل الخالق العظيم إعتذار القرين عندما قال ماأطغيته فأجابه الله تعالى بقوله ((لاتختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد)) لا عذر لاهل الباطل , ويوم القيامة يتبرأ الشيطان من أتباعه الذين اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ثم يلوم اتباعه:

((وقال الشيطان لما قضي الامر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيَ إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم)) {إبراهيم آية:22}

هكذا يتبرأ الشيطان يوم القيامة من أتباعه لأنهم أشركوا بالله ولم يقل كلمة حق إلا في هذه الآية عندما قضي الأمر .. ويستمر الحكم الالهي: ((ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)) فما قاله الله تعالى وما وعد به لا يخلفه أبدا. ((وعدا علينا إنا كنَا فاعلين)) {الأنبياء آية:104}


__
يتبع (((الاعيب الشيطان))) {17}

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير