تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأعادني موضوع الشيخ عبدالرحمن حفظه الله إلى الحديث مرة أخرى، فأعود فأقترح عند حدوث نازلة كأحداث العراق أن تصاغ ورقة علمية تصدر عن الملتقى يوقع عليها من يشاء من أعضائه يتم من خلالها إبراء الذمة برؤية شرعية عن الحدث المراد بيان الحق فيه، أو صياغة رسالة إلى أطراف المشكلة، ومن وجهة نظري أنه لا بد في هذا الجانب مما يلي:

1 - الاطلاع الكامل والدقيق على ملابسات القضية والمشكلة وأطرافها ووجهات النظر فيها وأسبابها من مصادر وثيقة من أهلها ومن المصطلين بنارها وعدم إصدار أحكام مجردة لما يسمع في وسائل الإعلام التي يختلط فيها الحق بالباطل، ومحاولة مد جسور التواصل مع العلماء والدعاة في تلك المدن واستقراء آرائهم وتوصيفهم لتلكم الأحداث، حتى يمكن الوصول إلى رؤية شاملة للحدث بكل أبعاده يمكن معها الحكم بعد التصور التام، وقد أنعم الله على هذا الملتقى بصفوة من علماء البلدان وقد سمعت عن مشاركة بعض علماء العراق فيه، وأعلم أن هذا يتطلب جهدا كبيرا وربما سماه البعض انحرافا عن مسار الملتقى وهدفه، لكن لا بد منه، فإن كثيرا من البدع ارتكبت باسم القرآن وقصة الاحتجاج بقوله تعالى (إن الحكم إلا لله) ماثلة لأولي الألباب، بل ما من بدعة إلا وتعسف راكبوها حجج القرآن وتأولوا لنصرتها آيات الكتاب،

2 - التفصيل الدقيق للأحكام الشرعية المستنبطة وبيان واجب المكلف تجاهها بكل وضوح، دون تعميم أو تلبيس، لأنها قضايا في غاية الخطورة فقضية البراء من المشركين وتكفير المتلبسين بها ينبغي الحذر من التعميم فيها دون تفصيل فلو قرأ عراقي هذا المقال الذي نقله الشيخ، ثم رأي عراقيا يبيع أو يؤجر نفسه أو سيارته لأمريكي فربما فهم منه أن ذلك من الإعانة واستحل دمه بذلك، مع أن عقود الغبن كالبيع والإجارة جائزة حتى مع الحربي كما ذكر العلماء، والتولي الذي يكون كفرا هو التولي التام قال الشيخ السعدي في قوله تعالى

{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} لأن التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم. والتولي القليل يدعو إلى الكثير، ثم يتدرج شيئا فشيئا، حتى يكون العبد منهم.

ثم قال في قوله تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} أي: شك ونفاق، وضعف إيمان، يقولون: إن تولينا إياهم للحاجة، فإننا {نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} فانظر إلى قوله ضعف إيمان. وأظن الشيخ د. عبدالعزيز بن عبداللطيف فصل ذلك جزاه الله خيرا في رسالته نواقض الإسلام ونقل عن الشيخ السعدي ذلك. وابن تيمية رحمه الله أفتى في التتار وهو أمير الجهاد ضدهم وعالم بهم علما تفصيليا قائما على المباشرة وا لمناظرة والمشافهة.

ولذا فإن الإجمال في مواضع تحتاج إلى البيان والتفصيل من أسباب الوقوع في الغلط وزيادة الفتن وتأخر النصر، وعليه فينبغي تسمية الأشياء بأسمائها دون مواربة وذكر الأفعال بالإيضاح ثم تنزيل النصوص عليها دون تعسف.

3 - مراعاة مقاصد الشريعة ومصالحها والسياسة الشرعية وبيان اختلاف الأحكام باختلاف الأحوال من قوة وضعف، فالنبي صلى الله عليه وسلم هادن قريشا بل شاور أهل المدينة في دفع غطفان وبعض الأحزاب بثمار المدينة فأبوا، ودفع الثمار لهم لا يعني توليهم أو محبتهم بل دفع شرهم الأعظم باحتمال ما دونه، فمثل هذا الإجمال قد تسفك معه دماء الأبرياء والمعصومين، وقتل بعض العوام الذين لا يعلمون هذه الأحكام ولم تقم عليهم الحجة بها، هذا مع الحاجة إلى النظر الواقعي في أهل العراق وما هم فيه من تفرق الكلمة وعدم اجتماع الناس وكون بعض المسلمين لهم أحكام الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا، مع ما تعلمون من كلام شيخ الإسلام في عوام الشيعة والخوارج وأن تكفير المعين لا بد فيه من توفر شروط وانتفاء موانع.

4 - لا يعني تخبط الكثير من وسائل الإعلام وخدمتهم للمشروع الصليبي لا يعني ذلك ولا يسوغ قطعا أن يتعجل أهل الحق في الإحكام بل عليهم النظر لما في تلك الوسائل من الحق فيقبل وما فيها من الباطل فيرد، حتى يكونوا كما أراد الله، {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (213) سورة البقرة أسأل الله أن يحسن منا القصد والنية وأن يهدينا لا تباع السنة وصلى الله وسلم على محمد

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2006, 10:32 م]ـ

جزاكم الله خيراً.

وما ذكره أخي الشيخ عبدالله بلقاسم كلام وجيهٌ، وأرجو أن يوفقنا الله في هذا الموقع لاستثمار وجود هذا العدد الكبير من طلاب العلم من مختلف دول العالم لصياغة مثل هذه الأفكار بإذن الله على علم وبصيرة وهدى، ونشرها ليعم النفع بها. وفق الله الجميع لكل خير.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير