وقال عكرمة بن عمار: عن يحيى حدثني نسيب لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن.
وقد اختلف أصحاب يحيى عليه فيه وأحسنهم قولا عنه ما قاله شيبان وأبان والله أعلم)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 295/ برقم 576).
قال الضياء في المختارة (3: 96): ((قلت والله أعلم: لو أن الدارقطني (رحمه الله) قال: وأحسنهم قولا هشام كان أولى؛ لأن شيبان وأبان في روايتهما لم يبين لهما إبراهيم من هو المخبر له وفي رواية هشام أنه بين له أن المخبر له أبوه والله أعلم)). اهـ.
قلت: صحة الرواية لا تنبني على التصريح بالراوي من عدمه؛ لأن الظاهر أن صواب الرواية على الإبهام إذ أن هشامًا وأبانًا لم يتفردا بهذا بل بقية الروايات على ذلك، وتفرَّد هشام بالتصريح بالاسم .. وبيان ذلك في ما يأتي من طرق:
أ ـ أما رواية هشام الدستوائي:
فأخرجها أحمد (1: 191/ برقم 1695).
وأخرجها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (205)، وأبو يعلى برقم (841)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 94 ـ 95/ برقم 897): ثنا أبو خيثمة.
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (263): حدثنا أحمد بن يحيى السوسي.
وأخرجها الشاشي في مسنده برقم (252): حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني.
وأخرجها الضياء في المختارة (3: 95/ برقم 898): من حديث أحمد بن منيع.
أربعتهم (أحمد، وأبو خيثمة، و أحمد بن يحيى السوسي، وعيسى بن أحمد، وأحمد بن منيع): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" أو قال: "بتها أبته". السياق لأبي يعلى.
قال ابن كثير (4: 180): ((تفرَّد به أحمد من هذا الوجه)). اهـ.
مراده تفرد به مطلقًا؛ فلم أجد من تابع هشامًا على ذكر عبدالله بن قارظ .. ويحتمل أن مراده تفرد به عن الأصول (وهو كذلك).
ب ـ وأما رواية شيبان:
فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (1: 312): قال لي سعد بن حفص، قال: ثنا شيبان، عن يحيى، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري: أن رجلاً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم"
ج ـ وأما رواية عكرمة بن عمار:
فأخرجها الشاشي في مسنده برقم (240): حدثنا صاحب، نا سليمان بن معبد، نا النضر بن محمد الجرشى، نا عكرمة، نا يحيى، نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبدالرحمن بن عوف يعوده فى مرضه، فقال له: أفلان! قال: نعم، قال: وصلتك رحم إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (فذكره).
د ـ وأما حديث الأوزاعي:
فالاختلاف فيه ظاهر على الأوزاعي كما مر عن الدارقطني .. وبقي عليه وجه من الخلاف لم يذكره وهي رواية الوليد بن مسلم:
أخرجها الخطيب في التاريخ (5: 426): أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بغدادي بالإسكندرية.
وأخرجها ابن عساكر في التاريخ (5: 406 ـ 407): أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمد بن المسيب بن إسحاق، نا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي الدمشقي.
كلاهما (محمد بن عبد الله بن ميمون، و أحمد بن محمد بن عثمان) حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
هـ ـ وأما رواية أبان: فلم أقف عليها لساعتي هذه.
(2) ـ وأما حديث أبي سلمة: فيرويه الزهري واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الردَّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف.
ورواه سفيان بن حسين: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى.
ورواه عنه البعض: عن الزهري، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه.
ورواه محمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد، ومعاوية بن يحيى الصفدي: عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
¥