ـ[د. عماد]ــــــــ[09 Nov 2004, 08:45 م]ـ
أخي الكريم جمال!
لا داعي لتأسفك، ولا مبرر له؛ لأنك لو اطلعت على ما قيل في تفسير الآية في كتب اللغة والتفسير، لما قلت الذي قلته .. وليتك تعلم أن ما ذكرته من تفسير إنما هو مأخوذ من قول الراغب الأصفهاني، ومن قول ابن كثير، والزمخشري، والسيد قطب، وكلهم من كبار علماء اللغة والتفسير.
ومما جاء في لسان العرب قول ابن منظور: والتطهر: التنزه والكف عن الإثم. ورجل طاهر الثياب. أي: منزه. ومنه قول الله عز وجل في ذكر قوم لوط وقولهم في مؤمني قوم لوط: (إنهم أناس يتطهرون). أي: يتنزهون عن إتيان الذكور. وقيل: يتنزهون عن أدبار الرجال والنساء. قاله قوم لوط تهكمًا. والتطهر: التنزه عما لا يحل. وهم قوم يتطهرون. أي: يتنزهون من الأدناس .. وفي الحديث: (السواك مطهرة للفم). ورجل طهر الخلق وطاهره، والأنثى طاهرة، وإنه لطاهر الثياب. أي: ليس بذي دنس في الأخلاق. ويقال: فلان طاهر الثياب: إذا لم يكن دنس الأخلاق. قال امرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهارى نقية
وقوله تعالى: (وثيابك فطهر) معناه: وقلبك فطهر. وعليه قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ـــ ليس الكريم على القنا بمحرم
أي: قلبه. وقيل: معنى (وثيابك فطهر). أي: نفسك. وقيل: معناه لا تكن غادرًا فتدنس ثيابك؛ فإن الغادر دنس الثياب. قال ابن سيده: ويقال للغادر: دنس الثياب- وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما- وقيل: معناه: وثيابك فقصر؛ فإن تقصير الثياب طهر؛ لأن الثوب إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن تصيبه نجاسة، وقصره يبعده من النجاسة. والتوبة التي تكون بإقامة الحد كالرجم وغيره طهور للمذنب. وقيل: معنى قوله: وثيابك فطهر: يقول عملك فأصلح. وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل: (وثيابك فطهر) يقول: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على فجور وكفر، وأنشد قول غيلان:
إني بحمد الله لا ثوب غادر ــــ لبست ولا من خزية أتقنع
ـــــــــــــــــــــــــ
وفي تفسير البيضاوي: (لا يمسه إلا المطهرون): لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية، وهم الملائكة. أو لا يمس القرآن إلا المطهرون من الأحداث، فيكون نفيًا بمعنى النهي. أو لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر.
فعلى المعنى الأول والثاني تكون (لا) ناهية؛ كما في قوله تعالى: (لا يحطمنكم سليمان وجنوده) .. وعلى المعنى الثالث تكون (لا) نافية.
وفي تفسير القرطبي: قال قتادة وغيره: (لا يمسه إلا المطهرون) من الأحداث والأنجاس. وقال الكلبي: من الشرك. وقال الربيع بن أنس: من الذنوب والخطايا. وقيل: معنى (لا يمسه): لا يقرؤه إلا المطهرون. إلا الموحدون. قاله محمد بن فضيل. وقال عكرمة: كان ابن عباس ينهى أن يُمَكَّن أحد من اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه وبركته إلا المطهرون. أي: المؤمنون بالقرآن. وقال ابن العربي: وهو اختيار البخاري. وقال الحسين بن الفضل: لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Nov 2004, 10:04 م]ـ
دكتور عماد
ماذكرته أنت فيه خير كبير
وأنا يا دكتور عماد مطلع والحمد لله على تفاسير كثيرة----ولكن هذه العبارة بالذات لم أطلع عليها ((وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.))
وأنت يا أخي تشعرني في سياق كلامك أنها لك
فهلا أسندتها لقائلها؟؟
فأنا والله لم أجد بين من فسر الآية تفسيرا قريبا منها
والله أعلم
ـ[د. عماد]ــــــــ[09 Nov 2004, 11:24 م]ـ
إخي جمال
ارجع إلى ما قاله الراغب الأصفهاني في تفسير الآية، وضم إليه ما نقلته لك عن القرطبي والبيضاوي، لعلك تجد الجواب. فأنا لم آت بشيء من عندي .. أتمنى لك كل خير، وأسأل الله تعالى لنا جميعًا الهداية والتوفيق إلى ما يحب ويرضى. ولك الشكر.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Nov 2004, 04:52 ص]ـ
أخي دكتور عماد
في جميع مانقله القرطبي أو ماقال به هو لم أجد قولا أبعد من القول الذي نسبته إلى الأصفهاني
هذا القول ((((وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.))
فلقد فسرها على أنها إخبار ولا غضاضة في ذلك فالبعض قال أنها إخبار وأن الملائكة هم المطهرون على أساس أن الضمير راحع إلى اللوح المحفوظ
وهو يرجع في تفسيره الضمير إلى المصحف لا إلى اللوح المحفوظ لقوله ((طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.)) ولا مشكلة عندي في ذلك
أما تفسير المس---بأنه بلوغ حقائق المعرفة فهو تفسير أستغربه ولا أميل إليه بعقلي القاصر
فهل أنت ترجحه؟؟
واعذرني أخي فأنت ذو فضل ومثلي لا يناقش مثلك
والسلام
((هل يدلني أحد على تفسير الأصفهاني على الشبكة فأكون له من الشاكرين))
¥