تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتواتر: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل) الحديث. وواضح فيه أن نزول الله تعالى حادث في الثلث الآخر دون الأول والأوسط، ودون الفجر.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة المشهور: (فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين. فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط) فكل من القول والقبض حادثان بعد أن لم يكونا. والحديث متفق عليه.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم حاكياً أهوال يوم القيامة في حديث المقام المحمود: (فيقول لهم آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله) وهذا نص على تغير عما سبق ثم يعقبه تغير آخر.

وغير ذلك في الأحاديث كثير.

ثم إن سلف الأمة أثبتوا لله تعالى المحبة والبغض والخلق والكلام وغيرها من الصفات الفعلية، وأعني بالفعلية أنها متعلقة بمشيئة الله تعالى، فيتصف بها في وقت دون وقت.

والله سبحانه أعلى وأعلم.

ثالثاً زعم المتكلمين أن الحدوث يدل على الخلق، ثم الصفة المخلوقة عندهم لا تحل إلا في مخلوق مثلها؛ زعم باطل. وهذا باطل نشأ عنه باطل مثله.

ذلك أن الحدوث يفارق الخلق، بمعنى أن الحادث ليس هو المخلوق. فكلام الله تعالى حادث كما قال تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث) وليس هو بمخلوق اتفاقاً بين الأشاعرة وأهل السنة، على خلاف في ماهية الكلام.

فالحادث هو ما يوجد بعد أن لم يكن موجوداً بأي طريق وجد، بينما الخلق هو ما وجد بعد أن لم يكن موجوداً عن طريق الخلق والصناعة خاصةً. فالمخلوق أخص مطلقاً من المحدث. وبينهما من الفروق ما لا يخفى.

ويدل على هذا قول الله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) فالمراد هنا مخلوق، وكلمة (كن) التي تقال له حادثة غير مخلوقة، وهما متباينان أشد التباين. ولو كانت كلمة (كن) مخلوقة للزم لإيجادها أن يقال لها: (كن) وللزم لإيجاد (كن) الثانية هذه أن يقال لها (كن) وهكذا يتسلسل الأمر، والتسلسل هنا ممنوع، إذ لازمه أن لا يكون شيء ألبتة.

فإذا تبين لك الفرق بينهما وأن المخلوق أخص من الحادث، علمت فساد زعمهم لزوم وجود الخلق عند وجود الحدوث. وذلك لأنه لا يلزم من وجود العام وجود الخاص. وتوضيحه: لو قلت لك: يوجد في الغرفة إنسان، فهل تفهم من ذلك لزوم وجود رجل؟ أم يمكن أن يكون الموجود صبياً أو امرأة؟ يمكن أن يكون صبي أو امرأة. وهذه عكس الأولى.

وبهذا يتلخص الكلام في هذه النقاط الثلاثة:

1. الأفول هو الغروب. ولا يلزم من انتفاء الغروب والزوال عن الله انتفاء التغير.

2. الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله تعالى، فتحدث بعد أن لم تكن، ثابتة لله تعالى، قطعاً.

3. لا يلزم من كون الصفة حادثة أنها مخلوقة، لأنه لا يلزم من وجود الأعم وجود الأخص.

هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 02:03 ص]ـ

الأخ القلاف

أنا لا أظن أن المنتدى مقصود منه المناقشات العقدية

عندي ميل أن يكون المنتدى بيتا للجميع

فلا نبدع ولا نفسق ولا نضلل

وفي كلامك تعريض في الأشاعرة لا مبرر له وليس هنا مكانه

فلنقتصر على التفسير رحمك الله

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[13 Nov 2004, 02:28 ص]ـ

أخي الفاضل أنا لم أقصد أن أتعرض للأشاعرة لذاتهم، لكن كان تنبيها على خطإ عقدي لا يخفى معارضته للكتاب والسنة والإجماع. ودلالة الآية على الوجه الذي تكلمتُ فيه لا تخرج كثيراً عن التفسير أخي. ثم لا يخفى عليك أخي الفاضل أن تفسير الرازي الذي نقلته يتعرض لأهل السنة كذلك، ألا ترى أنه جعل من قال بحدوث صفات الله تعالى قائلاً بأن الله تعالى مخلوق! وهذا فيه نقد منه لأهل السنة.

وعلى كل فالحق أحق أن يتبع أخي الفاضل. والله أسأل أن يجمع كلمة المسلمين على كتابه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفهم الصحابة الكرام، لا يتنازعهم رأي ولا مذهب ولا عصبية. اللهم آمين.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 01:34 م]ـ

الأخ القلاف

كان القول منك ((وهذا الكلام أخي الكريم جارٍ منهما رحمهما الله على طريقة الأشاعرة، وهي طريقة مخالفة للكتاب والسنة وما عليه اعتقاد سلف الأمة.))

من قبيل التعريض بالأشاعرة وكان الاولى عدم ذكره وخصوصا أن هذا الموقع مختص بالتفسير وكثير من المفسرين اشاعرة

كذلك قولك ((أما عقيدة الأشاعرة وغيرهم من أهل البدع،))

والحق كما قلت احق أن يتبع والاصل مناقشة القول مناقشة علمية بعيدا عن ألفاظ الإقصاء ونفي الاخر من رحمة الله

كان يكفي منك أن تناقش ان الأفول هو الغروب فنوجه نظرنا نحو هذه النقطة فقط دون التعرض لجزء كبير جدا من الأمة

ما رأيك؟؟؟

ـ[محمد حسن الفيلالي]ــــــــ[15 Nov 2004, 02:20 ص]ـ

كلام الأخ جمال صحيح ... فان مصطلحك " اهل السنة " فيه خلاف مع غيرك .... ويدل على هذا ادعاءك ان الامام الرازي ليس من اهل السنة ...

فاذا كان الرازي والنسفي والقرطبي والبيضاوي وابو حيان والعز بن عبدالسلام والنووي والعسقلاني والبيهقي وغيرهم الآف من الائمة الاعلام ليسوا من أهل السنة ... فلا أدري من هم أهل السنة ...

والذي أراه أن يناقش الموضوع من غير هذه المصطلحات المدعاة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير