ـ[أبو علي]ــــــــ[02 Feb 2005, 10:21 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
سبق أن عرفنا في موضوع سابق عن بعض آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، وأتكلم اليوم عن آية أخرى في الأنفس.
قبل أن أدخل في الموضوع تعالوا نتوقف عند قوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم).
ما المقصود بالآفاق؟
الآفاق جمع أفق ويقصد به كل ما تراه العين، وقد يتسائل أحد فيقول: لماذا يذكر الله الآفاق قبل الأنفس مع أن الأنفس أولى بالذكر أولا لأن المعني بالرؤية هي الأنفس.
فأقول ' مثلا: حينما يستيقظ الإنسان من النوم هل أول ما يقع عليه بصره هو جسمه أو وجهه؟
كلا، يفتح عينيه فيرى الأشياء ثم بعد ذلك يذهب ليقف أمام المرآة ليرى وجهه فيها.
إذن فالأولى أن يذكر الله الآفاق أولا ثم يذكر بعدها الأنفس، ووضع الأبصار الطبيعي يتجه أفقيا، فالإنسان لم يخلقه الله ليمشي مكبا على وجهه ينظر إلى أسفل، إذن فمجال الرؤية مجال أفقي.
ولقد آتى الله رسله آيات في الآفاق وفي أنفسهم. لنأخذ مثلا موسى عليه السلام، أراه الله آية في الآفق أولا وهي:
1) إلقاء العصا فصارت ثعبانا. (آية في الآفق).
2) إدخال اليد في الجيب لتخرج بيضاء (آية في النفس).
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 Feb 2005, 10:41 ص]ـ
الآية الأخرى التي سنراها في أنفسنا هي ضرب المثل للأمة بالإنسان.
وذلك منطقي وصواب من وجهة نظر الحكمة، فالحديث الشريف يقول:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر).
ها نحن نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب المثل للأمة بالفرد.
فما هو وجه الشبه بين الإنسان (الفرد) وبين الأمة؟
الإنسان يولد أميا ليجد ربه قد هيأ له (رحمة) ترعاه وتعتني به وترشده إلى الخير، تلك الرحمة التي هيأها الله للإنسان هي رحمة الوالدين. وإلى جانب الرحمة جعل الله له وسائل الإدراك ليتلقى بها (العلم).
إذن فالله وسع كل نفس (رحمة وعلما)، والرحمة سابقة للعلم، والإنسان يدرك بالفطرة أن أبويه على الحق ويهديانه سبيل الرشاد،
وحين يبلغ أشده ويستوي يدرك هو بنفسه كم كان والداه رحيمين به وكم كانا على الحق في تربيتهما له. وهكذا بعد أن كان التصديق بصواب تربية الوالدين (غيبا) أدرك ذلك (شهادة) لما بلغ الرشد.
نأتي الآن إلى الأمة:
ولدت أمة الإسلام أمية كما يولد الإنسان أميا، وكما فطر الله الإنسان على (الرحمة والعلم) كذلك أنزل الله للأمة (الرحمة) = الهدى وأنزل معها العلم (إقرأ باسم ربك الذي خلق .... علم الإنسان ما لم يعلم). وحينما أضرب المثل لرحمة الله بالإنسان بالهدى الذي أنزله الله للأمة فهو مثل حكيم، فلو عدت إلى المصحف لوجدت كلمة (الرحمة) ذكرت 79 مرة وكلمة (الهدى) ذكرت 79 مرة أيضا.
وكما يبلغ الإنسان سن الرشد فينتقل من الغيب إلى الشهادة، كذلك فإن الأمة ستبلغ أشدها فيؤتيها الله حكما وعلما فيأتيها التأويل والبيان فييرتقي الإيمان من الغيب إلى الشهادة.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 Feb 2005, 10:38 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
خلق الله الزمن وجعل لكل شيء وحدة قياس نسبية، وحدة قياس الزمن بالنسبة للإنسان هي (الحول)، والحول هو أن يتم الزمن دورته ليعود إلى حيث بدأ، فالحول عند الإنسان هو السنة= 365 يوما وربع يوم.
لنأخذ شيئا آخر لنرى ما هي وحدة قياس زمنه.
لنأخذ النور كمثل:
كيف نعرف وحدة قياس الزمن بالنسبة للنور؟ فالنور ليس جسما بذاته وإنما يتولد من انعكاس الضوء على جسم آخر، وما يعكسه هذا الآخير هو الذي نسميه نورا.
إذن فإذا أردنا أن نعرف الوحدة الزمنية لقياس النور فعلينا أن نأخذه من مصدره الذي هو (القمر)، قال تعالى: هو الذي جعل القمر نورا).
فما هو الحول بالنسبة لنور القمر؟
الحول بالنسبة للنور هو (اليوم)، فالنور يبلغ الكمال على القمر في الليلة الخامسة عشر (15).
والإنسان يبلغ الحلم في السنة الخامسة عشر (15).
وبما أن الأمة ضربها الله مثلا للإنسان فإنه ينبغي أن تبلغ الأمة أشدها في زمن يواطئ نسبيا عدته عند الإنسان.
وحيث أن الله وصف الهدى بالنور (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) فإن الهدى يجب أن تنطبق عليه كل صفات الموصوف به (النور)،
¥