تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حتى النسبة الزمنية ينبغي أن تكون عدتها متساوية نسبيا.

فما هي وحدة القياس التي يقيس بها الله أعمار الأمم؟

إنها (القرن).

إقرأ إن شئت كلمة (قرن) و (قرون) في القرآن تجدها كناية عن (أمة) و (أمم).

قال تعالى:

أو لم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض).

وكم أهلكنا من قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا).

ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا).

وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح).

إذن بما أن الإنسان يبلغ رشده في عامه الخامس عشر (15)، والنور يبلغ الكمال على القمر في الليلة الخامسة عشر (15)،فإن الأمة تبلغ

أشدها في قرنها الخامس عشر (15) حيث يتم الله نوره (الهدى) على الأمة فيؤتيها حكما وعلما تعلم به تأويل الكتاب فيستيقن الناس جميعا أنه الحق.

هذا ما اهتدينا إليه فإن كانت حكمة فلا بد أن نجد تصديقا لها في الكتاب الحكيم.

كيف نجد في الكتاب ما يثب صحة ما قلته؟

بما أننا نتكلم عن ضرب الله المثل للأمة بالإنسان فمن هو الإنسان الذي تقتضي الحكمة أن يضرب الله به مثلا لأمة الإسلام؟

إذا كان الله قد ضرب المثل للإنسان بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن أحق إنسان بضرب المثل للأمة هو إبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم، فملة الإسلام منسوبة إليه (ملة إبراهيم)، وهو الذي سمانا بالمسلمين،

وهو الذي قال الله عنه: (إن إبراهيم كان أمة).

إذن فإن كان رجل يضرب مثلا للأمة فإبراهيم أولى وأحق أن يكون ذلك الرجل.

وبالرجوع إلى كتاب الله نجد أن إسم إبراهيم ورد في القرآن في سورة البقرة 15 مرة كتب بالرسم التالي: (إبر'هم) بدون ياء، وبعد ذلك

جاء ذكر إبراهيم في باقي سور القرآن بالرسم التالي: (إبراهيم) بزيادة الياء.

وآخر مرة ذكر إسم إبراهيم في سورة البقرة (بدون ياء = إبر'هم) كانت تلك هي المرة الخامسة عشرة (15) في قوله تعالى: وإذ قال إبر'هم رب أرني كيف تحيي الموتى .... إلى أن ختمت الآية بقوله تعالى: واعلم أن الله عزيز حكيم).

وإحياء الموتى هي أعظم الآيات الحسية التي تدرك بالأبصار، وآيات الإسلام هي أعظم الآيات الحكيمة التي تدرك بالبصائر.

إبراهيم عليه السلام طلب أن يريه الله كيفية إحياء الموتى ليس لأنه عنده شك، هو يعلم علم اليقين أن الله يفعل ذلك وإنما أراد رؤية الكيفية لتتحقق (حق اليقين) بعد أن كانت (علم يقين)، فحقق الله له ذلك وعلم حق اليقين أن الله عزيز حكيم.

كذلك نحن أمة الإسلام نؤمن ونعلم أنه تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، والله تعالى يرينا (كيف) أن الكتاب تنزيل من الله العزيز الحكيم. وإنها لرؤية ملكوت الله كما أراها الله لإبراهيم عليه السلام ليكون من الموقنين (حق اليقين).

وإذا بلغ الإنسان سن الرشد في عامه 15 فإنه ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة كذلك كانت الآية 260 من سورة البقرة

هي المرة الخامسة عشرة والأخيرة التي يذكر فيها إسم إبراهيم (بدون ياء = إبر'هم)، بعد ذلك أصبح إسم إبراهيم في باقي سور القرآن: إبراهيم (بياء بعد الهاء).

سنرى إن شاء الله آيات أخرى، وذلك ببركة قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء.

يتبع إن شاء الله متى سمح الوقت بذلك.

ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:52 ص]ـ

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

علمنا أن الله سبحانه وتعالى ضرب الأنبياء أمثالا، فماذا عن قصص القرآن؟

ما هي القصة التي تستحق أن تضرب مثلا للكتاب العزيز وتأويله؟

باستطلاع كل قصص القرآن نجد أن أحسن قصة تستحق أن يضربها الله مثلا بما أوحاه الله إلى رسوله عليه الصلاة والسلام هي قصة يوسف.

فقبل أن يقص الله علينا القصة نبهنا بقوله:الر تلك آيات الكتاب المبين، والكتاب المبين هو القرآن الذي جعله الله عربيا، وبما أن الله نبهنا بأداة الإشارة (تلك) فعلينا ألا نستقبل ما يأتي من كلام لله بعد ذلك على أنها قصة إخبارية فقط وإنما علينا أن نتابعها بعقل متدبر (لعلكم تعقلون).

قال بعد ذلك: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين).

هذا هو المثل المضروب (أحسن القصص)، بماذا ضربه الله؟

الجواب: (بما أوحينا إليك هذا القرآن).

قصة يوسف هي أحسن ما يمكن ضربه من الأمثال لقضية الوحي القرآني وتأويله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير