تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قُلْت: وَفِيهِ حُجَّة لِقَوْلِ الْأَوْزَاعِيّ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُصَلِّي فَأَبْصَرَ غُلَامًا يُرِيد أَنْ يَسْقُط فِي , بِئْر فَصَاحَ بِهِ وَانْصَرَفَ إِلَيْهِ وَانْتَهَرَهُ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ بَأْس. وَاَللَّه أَعْلَم.

يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ

قِيلَ: إِنَّهُ يَقْتَضِي النَّصّ مِنْهُ عَلَى خَلْقه تَعَالَى الْكُفْر وَالْإِيمَان فَيَحُول بَيْن الْمَرْء الْكَافِر وَبَيْن الْإِيمَان الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ , فَلَا يَكْتَسِبهُ إِذَا لَمْ يُقَدِّرهُ عَلَيْهِ بَلْ أَقْدَره عَلَى ضِدّه وَهُوَ الْكُفْر. وَهَكَذَا الْمُؤْمِن يَحُول بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفْر. فَبَانَ بِهَذَا النَّصّ أَنَّهُ تَعَالَى خَالِق لِجَمِيعِ اِكْتِسَاب الْعِبَاد خَيْرهَا وَشَرّهَا. وَهَذَا مَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا , وَمُقَلِّب الْقُلُوب ". وَكَانَ فِعْل اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ عَدْلًا فِيمَنْ أَضَلَّهُ وَخَذَلَهُ ; إِذْ لَمْ يَمْنَعهُمْ حَقًّا وَجَبَ عَلَيْهِ فَتَزُول صِفَة الْعَدْل , وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ لَا مَا وَجَبَ لَهُمْ. قَالَ السُّدِّيّ: يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبه فَلَا يَسْتَطِيع أَنْ يُؤْمِن إِلَّا بِإِذْنِهِ , وَلَا يَكْفُر أَيْضًا إِلَّا بِإِذْنِهِ ; أَيْ بِمَشِيئَتِهِ. وَالْقَلْب مَوْضِع الْفِكْر. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَة " بَيَانه. وَهُوَ بِيَدِ اللَّه , مَتَى شَاءَ حَالَ بَيْنَ الْعَبْد وَبَيْنَهُ بِمَرَضٍ أَوْ آفَة كَيْلَا يَعْقِلَ. أَيْ بَادِرُوا إِلَى الِاسْتِجَابَة قَبْل أَلَّا تَتَمَكَّنُوا مِنْهَا بِزَوَالِ الْعَقْل. وَقَالَ مُجَاهِد: الْمَعْنَى يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَعَقْله حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَصْنَع. وَفِي التَّنْزِيل: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب " [ق: 37] أَيْ عَقْل. وَقِيلَ: يَحُول بَيْنه وَبَيْنَهُ بِالْمَوْتِ , فَلَا يُمْكِنهُ اِسْتِدْرَاك مَا فَاتَ. وَقِيلَ: خَافَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ بَدْر كَثْرَة الْعَدُوّ فَأَعْلَمَهُمْ اللَّه أَنَّهُ يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبه بِأَنْ يُبَدِّلهُمْ بَعْدَ الْخَوْف أَمْنًا , وَيُبَدِّل عَدُوَّهُمْ مِنْ الْأَمْن خَوْفًا. وَقِيلَ: الْمَعْنَى يُقَلِّب الْأُمُور مِنْ حَال إِلَى حَال ; وَهَذَا جَامِع. وَاخْتِيَار الطَّبَرِيّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِخْبَارًا مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُ أَمْلَك لِقُلُوبِ الْعِبَاد مِنْهُمْ , وَأَنَّهُ يَحُول بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا إِذَا شَاءَ ; حَتَّى لَا يُدْرِك الْإِنْسَان شَيْئًا إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.

وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ

عَطْف. قَالَ الْفَرَّاء: وَلَوْ اِسْتَأْنَفْت فَكَسَرْت , " وَإِنَّهُ " كَانَ صَوَابًا.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 Nov 2004, 08:08 م]ـ

بعد أن تقومي بقراءة التفسير من المفضل ان تعيدي صياغة أسئلتك إذ لربما أجيب بعضها

ـ[زينب]ــــــــ[16 Nov 2004, 03:58 م]ـ

بسم الحق

اشكر الاستاذ المحترم لكن شي المهم ان ما العلاقه بين القسمين من الايه اول يقول الله جل جلاله ان استجيبوا الله والرسول اذا دعاكم بعدا يقول الله يحول بين المرئ وقلبه

اولا كل ما كتب لي الاستاذ المحترم من الاقاويل ليس شي جديد اذا نحن نريد ان نتدبر في الايات لازم نري ان فكرنا ما هو انا اردت رايكم انتم اذا نريد ان نري المفسرين ما قالوا كل واحد منهم يعطي راي احد منهم يقول ان المعني تكون كذا والثاني يقول كذا اذا كما نقلت من المفسرين ان معنا الحول تكون حول بين المرئ الكافر والعبد الصالح بصوره ان الانسان اذا ارار ان يكفر الله يقف امامه نكون معتقدون بالجبر لكن نحن نقول اذا الرسول دعا احد الانسان يكون مختار بان يقبل الدعوه او لا او اذا نقبل كلام المفسرين المتاخرين ما العلاقه بين القسم الاجابه الدعوه وحول بين المرء وقلبه

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 Nov 2004, 05:22 م]ـ

السلام عليكم

الذي يظهر أن الأخت تحتاج لمن يربط لها بين بداية الآية ونهايتها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير