تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أي بين ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ))

وبين ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وقلبه))

وأنا أرى أن الأخت مصيبة في طلبها

فهل من مجتهد يحاول الربط بين قسمي الآية؟؟؟

ـ[ولد الديرة]ــــــــ[16 Nov 2004, 07:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الفاضلة / زينب

قال تعالى (يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون)

النبي محمد عليه السلام .. لا يكون (نبياً) إلا إذا جاء برسالة (خاصة) من الله لأمة بعينها .. والنبي محمد عليه السلام جاء برسالة خاصة من الله لخصوص أمته وبذلك كان عليه السلام (نبياً).

كل الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى أمم بعينها كانوا يحملوا من الله (الكتاب والحكمة) .. والكتاب هو المعلومات والحكمة من القدرات الفكرية .. وكل تشريع من أي نبي يمثل لأمة ذلك النبي (المنهاج والشرعة) ... والنبي محمد عليه السلام جاء إلى قومه برسالة (خاصة) بهم من الله تمثل لهم (المنهاج والشرعة) وتعليمات هذا المنهاج هي مناط الإتباع من النبي محمد عليه السلام ومن أمتة.

قال تعالى (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شيء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما)

الآية .. تؤكد أن النبي محمد عليه السلام أنزل الله عليه (الكتاب والحكمة) وهذا يؤكد خصوصية الرسالة في أمة محمد (ص) ... ووحي الكتاب النبوي شيء ووحي القرآن الكريم شيء آخر.

قال تعالى (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين).

الآية .. تؤكد أن كل الأنبياء الذين بعثوا في أقوامهم أو أممهم الخاصة أتاهم الله (كتاب وحكمة) .. وهذا ما نطلق عليه الكتب النبوية (الملة) .. والكتاب النبوي في الأمة ليس هو رسالة الله للعالمين (القرآن الكريم) الذي بين أيدينا .. وهو الرسالة المعنية في الآية المتعلقة بالسؤال ( ... جاءكم رسول مصدق لما معكم .... ) ..

لما معكم .. لما جاء به الأنبياء من الله لخاصة أممهم كـ (تشريع خاص بأممهم).

رسول مصدق .. المقصود هنا بالمصادقة هو الرسالة والتي هي (القرآن الكريم) كطرف .. والتشريع في المنهاج والشرعة الذي جاء به النبيين في سائر الأمم كطرف ثاني ... والمصادقة وثقها القرآن الكريم ..

من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة (الملة) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام. وكانت تمثل فترة معلومة. ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع ... هو المنتصف الزمني لعمر إستخلاف الإنسان المقرر منه تعالى في الأرض .. وما قبل حجة الوداع .. هو عهد الكتب النبوية أو المنهاج والشرعة الخاصة بالأمم. ومن تاريخ حجة الوداع .. والذي هو نهاية عهد الرسالات الخاصة في الأمم وبداية عهد رسالة الله الواحدة في الناس كافة ..

الإنتقال من مرحلة الإمتثال لتعليمات المنهاج والشرعة أو الملة الخاصة بالأمة إلى تعليمات أخرى لدين جديد يمثل رسالة الله (للناس كافة) .. من الأمور الصعبة في كل المجتمعات .. وأمة محمد (ص) تحديداً من أصعب الأمم التي تقتنع بالحق خارج خاصتها ... لذلك نجد أن إنتقال أمة محمد (ص) من تعليمات الملة والتسليم برسالة دين الإسلام مر بضروف (بينة) حتى إقتنعوا بالتخلي عن الإنضباط تحت تعليمات المنهاج والشرعة الخاص بهم و التسليم بتعليمات وضوابط رسالة الله لكل الناس في دين الإسلام (القرآن الكريم) .. وهناك الكثير من التفصيل بجوانب متعددة ولعل الآية الواردة في الطرح كانت تمثل لجزء من هذا الجانب .. سيما وأن القرآن الكريم هو المرجعية العلمية والثقافية والتاريخية لدين الإسلام .. سنجد أنه وثق (تاريخياً) أحداث أمة محمد (ص) في فترتي الملة والدين .. كذلك الضغوط التي مورست على أمة محمد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير