هل في القرآن مجاز
سائل من القصيم بعث إلي رسالة يقول فيها: كثيرا ما أقرأ في كتب التفاسير وغيرها بأن هذا الحرف زائد كما في قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فيقولون بأن (الكاف) في " كمثله " زائدة، وقد قال لي أحد المدرسين بأنه ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز، فإذا كان الأمر كذلك فما القول في قوله تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ وقوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
الجواب: الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة وكل ما فيه فهو حقيقة في محله ومعنى قول بعض المفسرين أن هذا الحرف زائد يعني من جهة قواعد الإعراب وليس زائدا من جهة المعنى، بل له معناه المعروف عند المتخاطبين باللغة العربية. لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم كقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يفيد المبالغة في نفي المثل، وهو أبلغ من قوله: (ليس مثله شيء) وهكذا قوله سبحانه: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير،
وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها، وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة تصرفها في الكلام، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذلك من مجاز اللغة أي مما يجوز فيها ولا يمتنع، فهو مصدر ميمي كـ " المقام " و " المقال " وهكذا قوله سبحانه: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ يعني حبه، وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها، وهو من باب الإيجاز والاختصار لظهور المعنى. والله ولي التوفيق.
الدعوة العدد 1016 الاثنين 6 ربيع الأول سنة 1406 هـ.
وقال ابن عثيمين رحمه الله
وأكبر دليل على امتناع المجاز في القرآن: أن من علامات المجاز صحة نفيه، وتبادر غيره لولا القرينة؛ وليس في القرآن ما يصح نفيه؛ وإذا وجدت القرينة صار الكلام بها حقيقة في المراد به.
وقال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
وقد أوضحنا في رسالتنا المسماة: منع جواز المجاز، في المنزل للتعبد والإعجاز.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:24 م]ـ
لنمازح آل الشهري قليلا
فإذا كنتما والد وولده
فلماذا يعق الولد والده بقبوله المجاز بينما والده لا يقبل به؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي جمال، والأخ محمد الشهري (أبو عبدالرحمن) ممن نتعلم منهم وفقه الله. وأخشى أن يكون صنيعي على حد قول الشاعر:
رام نفعاً فضر من غير قصد = ومن البر ما يكون عقوقا!
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2004, 07:39 ص]ـ
الأخ جمال الشربيني وفقه
لتعلم أنني لا أعرف الشيخ عبد الرحمن إلا عن طريق الشبكة أسأل الله أن يجمعني وإياه في الفردوس ولو يحصل أن التقي به في غير الشبكة لقاء وجها لوجه فلي الشرف أن أقابله.
وأما لخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف فلا يفسد للود قضية.
الشيخ عبد لرحمن وفقك الله وبارك الله فيك على تواضعك وإنما أنا طويلب أتعلم منكم حفظكم الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 08:06 ص]ـ
ولكن يا عميد آل الشهري
مع كل الإحترام البالغ
أليس غريبا قولكم بنفي المجاز في القرآن الكريم مع أنه أظهر من شمس في نهار صيف؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 Nov 2004, 11:18 م]ـ
ادعاء ان المجاز اوضح من الشمس .. دعوى عريضة جدا .. والحديث عن المجاز فرع عن تصوره .. وانا اتحدى كل مثبت للمجاز ان يأتي بتعريف معقول للمجاز ..
التعريف المشهور عند اهل البلاغة ... المجاز هواللفظ المستعمل في غير ما وضع لها ... الاسد ان استعمل فى الحيوان المعروف حقيقة وان استعمل فى الانسان الشجاع كان مجازا .. لماذا؟ لان هذه اللفظة لم توضع للانسان ولكن للحيوان .. هذا التعريف وهو افضل ما عند البلاغيين ... غير معقول .. لماذا؟ لان تحديد المجاز .. لا يمكن الا بعد .. معرفة الوضع .. وهذا مستحيل لا يكون الا بكهانة كما قال ابن القيم رحمه الله ..
اتحدى كل مثبت للمجاز ان ياتي بدليل على ان الاسد فى الاول وضع للحيوان .. ثم استعمل بعدذلك فى الشجاع من الناس .. ماذا لو عكسنا وقلنا ان الاسد وضع بداية للانسان ثم استعمل بعد ذلك فى الحيوان ... ليست الدعوى الاولى اولى من الثانية ...
وارجو من المشرفين فى الاخير لو يفرد هذا الموضوع لنقاش اوسع وامثل والسلام عليكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:31 ص]ـ
أبا المعز
ليست حلبة ملاكمة هنا
وإذا كان لفظ الاسد لم يوضع أساسا للحيوان الحقيقي فلأي مسمى وضع؟؟
وما رأيك بالرقبة؟؟
هل قوله تعالى ((فتحرير رقبة))
يعني الحقبقة؟؟
وهل تتحرر الرقبة دون الإنسان؟؟
وهل الجدار له إرادة فيقول عنه القرآن ((يريد))؟؟
وهل مريم أخت هارون في قوله ((يا أخت هارون))؟؟
لدينا مئات الشواهد التي في إنكار المجازفيها يؤول بذلك التعبير في اللغة إلى خبيصة
¥