ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[06 - 09 - 2010, 10:06 م]ـ
الأستاذ عطوان حفظه الله
السلام عليكم
الذي أذكره أن حذف النون من الفعل في قولهم:"لا أنس" للتخفيف، ولكنني لا أذكر المصدر، ولعله (الخصائص) لابن جني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القول بالحذف تخفيفا لكثرة الاستعمال، متوجه وقوي وقد ذكره سيبويه رحمه الله، ومثل له بحذف النون في لم أك وحذف الياء في لا أدر (وقيل هي لغة هذيل)، وحذف الألف من لم أبل. وتبع سيبويه في ذلك الجمهور، وقال بعضهم هو حذف شاذ لا ينقاس عليه، لذا اكتفوا بما ذكره سيبويه، ووجهوا ما عدا ذلك توجيهات أخرى كالأفعال الواردة في القرآن الكريم نحو يسر ونبغ ويدع ... وما شابه. ومن يتتبع (لا أنس) خاصة يجد عليها من الشواهد ما يجعلها حرية بالانضواء تحت هذه القاعدة (الحذف تخفيفا لكثرة الاستعمال) ولعل الشواهد عليها أكثر من شواهد لا أدر.
والله أعلم
ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 09 - 2010, 01:04 ص]ـ
أستاذي الكريم على المعشي، ما رأيكم بالآتي تعليقاً على البيت:
هذه الأبيات من قصيدة للشاعر عمر بن أبي ربيعة بحسب ما وجدته على الشبكة، فما الذي يمنع من أن يكون هذا البيت من القليل النادر المسموع عن العرب؟، واعتراض الأساتذة الأفاضل على هذه النقطة لا يتوجه إلاّ إذا كان البيت لشاعر من الشعراء المحدثين؛ إذ يحق لهم أن يمنعوا ذلك بحكم أنّ القليل النادر لا يقاس عليه كما ذكر النحاة.
أما فيما يتعلق بقضية أنّ المتكلم لا يطلب من نفسه، فقد قيده العلامة الصبان في الحاشية بقوله: " أي الغالب فيه ذلك"، فيكون ما ذكر في البيت فيه خروج على هذا الغالب.
وقد وجدت شاهداً آخر ذكره الأستاذ عباس حسن في كتابه النحو الوافي وهو: "ولا أكنْ كقتيل العين بينكمو / ولا ذبيحةِ تشريق وتِنحارِ"، وهو شاهد صريح يؤيد جواز كون (لا) في البيت ناهية، وهو أيضاً شاهد على صحة ما ذهبت إليه من عدم اشتراط اتصال نون التوكيد بالفعل المجزوم في هذه الحالة.
نعم أخي الكريم، القصيدة لعمر بن أبي ربيعة وهي ثابتة في ديوانه المطبوع، وأما القول بأن (لا) ناهية فما زلت أراه واردا وليس ثمة مانع من أن يكون من النادر المسموع، وكذا التخفيف لأجل الوزن وارد عندي كما أسلفتُ.
تحياتي ومودتي.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 09 - 2010, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القول بالحذف تخفيفا لكثرة الاستعمال، متوجه وقوي وقد ذكره سيبويه رحمه الله، ومثل له بحذف النون في لم أك وحذف الياء في لا أدر (وقيل هي لغة هذيل)، وحذف الألف من لم أبل. وتبع سيبويه في ذلك الجمهور، ...
أخي الحبيب الأستاذ عطوان، هذا ما أقصده بحذف الألف للضرورة في الشق الثاني من جوابي السابق، أي أنه لجأ إلى التخفيف حتى يستقيم الوزن ولم يعمد إلى التخفيف لفرط ثقل في الفعل.
بل إن صح في نحو (لا أذكر ذلك) لا يصح في نحو (لا أنس) لأن النسيان من الأفعال التي لا دخل لإرادة المرء فيها
أخي، صحيح أن النسيان أمر غير إرادي ولكن لا يمتنع منه الأمر والنهي، يقال: انس هذا الأمر، ولا تنس ذلك الأمر، وعليه لا يكون هذا إشكالا وإنما الإشكال في كون المنهي هو المتكلم الواحد والفعل مبني للمعلوم لأن هذا لم يسمع عن العرب إلا نادرا، وعلى ذلك لا أرى القطع بامتناع هذا الوجه النادر هنا ما دام قد سمع نظيره وأقره بعض النحاة وإن كان نادرا، كما أن القول بالتخفيف لأجل الوزن وارد كما قدمتُ.
تحياتي ومودتي.