الاشكال الاول: ماذكره الرضي في شرح الكافية 2/ 379 ونص كلامه:
" أقول: وأنا إلى الآن لم يظهر لي فرق جلي بين بدل الكل من الكل وبين عطف البيان، بل لا أرى عطف البيان إلا البدل، كما هو ظاهر كلام سيبويه، فانه لم يذكر عطف البيان، بل قال: أما بدل المعرفة من النكرة فنحو: مررت برجل عبد الله ...........
قالوا: الفرق بينهما أن البدل هو المقصود بالنسبة دون متبوعه بخلاف عطف البيان فانه بيان، والبيان فرع المبين فيكون المقصود هو الأول
والجواب: أنا لا نسلم أن المقصود بالنسبة في بدل الكل هو الثاني فقط، ولا في سائر الأبدال، إلا الغلط، فإن كون الثاني فيه هو المقصود دون الأول ظاهر، وإنما قلنا ذلك، لأن الأول في الأبدال الثلاثة منسوب إليه في الظاهر ولا بد أن يكون في ذكره فائدة لم تحصل لو لم يذكر"
الاشكال الثاني: ما ورد من موارد التي لا يجوز ان يعرب عطف البيان بدلاً
والجواب ما نقله السيوطي في النكت 2/ 154 والهمع 3/ 134 وياسين في حاشيته على الالفية 222 (مخطوط) عن ابن هشام في حواشي التسهيل:" انهم يغتفرون في الثواني ما لا يغتفرون
في الاوائل وقد جوزوا في (انك انت) كون انت توكيداً وكونه بدلاً مع انه لا يجوز إن انت"
وجعل ابن هشام في المغني 2/ 98 كونهم يغتفرون في الثواني ما لا يغتفرون في الاوائل من
القواعد الكلية وسرد امثلة لذلك.
قال الدكتور فاضل السامرائي في معاني النحو 3/ 185:
"وقد اجازوا اعراب عطف البيان بدل كل من كل اذا لم يكن ثمة مانع من الموانع المذكورة
والحق فيما ارى ان هذا ضرب من التعسف ولا ارى عطف البيان إلا البدل ولا داعي لإدعاء
الفروق بينهما ويمكن الاكتفاء بباب واحد وهو البدل او البيان وكل ما قيل في البدل يمكن ان
يقال في البيان وبالعكس واصطلاح البدل اولى وذلك لتعدد انواعه ............ فان كلمة (بدل)
اذل على المعنى من كلمة (بيان) .......... وعلى كل فالاكتفاء بباب واحد وهو البدل اولى
كما ذهب اليه الرضي والله اعلم"
هذا ما وجدته حول هذا الموضوع واسأل الله ان يوفقني لما فيه رضاه