تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل هذا التعبير صحيح: قرأت كتابيْ زيد وعمر

ـ[تنقيح النظر]ــــــــ[18 - 09 - 2010, 07:38 م]ـ

سلام عليكم معشر الفضلاء

هل هذا التعبير صحيح:

قرأت كتابيْ زيد وعمر، وتريد أنك قرأت كتابا لزيد وآخر لعمر.

أو يكون معنى الكلام أن قرأت كتابين لزيد وكتابين لعمر؟

ـ[يوسف أحمد حسين]ــــــــ[19 - 09 - 2010, 12:02 م]ـ

السلام عليكم:

إن قلت (قرأت كتابي زيد وعمر) فإنك لم تقرأ سوى كتابين فقط والجملة صحيحة ولكن المعنى يختلف من ناحية أخرى بحسب المتكلم والسامع. فإن كنت تقصد كتابين واحد لزيد والآخر لعمر كأن تقول (قرأت تفسيري الزمخشري وابن كثير) فالسامع يفهم أنك قرأت تفسيرا لكل منهما. وهذا الفهم هو الأعم بين الناس. ولكن قد يفهم وهو بعيد أنك قرأت كتابين كل من زيد وعمر قاما بتأليف كل كتاب منهما. وقوله تعالى (إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى) هذا وإن كان بصيغة الجمع ولكنه على نفس النسق؛ فالكلام في صحف لإبراهيم خاصة وأخرى لموسى خاصة.

أرجو أن تكون المسألة واضحة.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 09 - 2010, 02:05 م]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أسأل الله أن يشرح صدورنا، وأن يلهمنا الصواب، وأن يستعملنا في الخير إنه سميع مجيب.

أهلا وسهلا بك أخي الحبيب تنقيح النظر. وأقدم شكري لأخي الكريم الفاضل يوسف أحمد حسين على ما أفاد به من نافع.

الجواب: يجوز الوجهان والمعنى في ذلك يفصل فيه المقام والمخاطب والسامع كما أن المعنى يأخذ صورا معمولية يكتسبها من أضرب التوجيه النحوي العاملي على اعتبار مضاف محذوف مثلا، وهو قانون كما تعرف، وقد ذكر أخي يوسف عارضا للمعنى بما يدل على السبيل، ويرشد للدليل.

أما من حيث التركيب ولغة العرب فإن الأفضل في العربية حين يتحد معنى المضاف ما ذكرتَ - أخي الفاضل -، وهو الذي حكم عليه سيبويه – رحمه الله – بقوله: " حد الكلام "، وذلك عندما تعرّض لقول العرب: وضعَا رِحَالَهما. قال سيبويه: " وقالوا وضعا رحالهما. يريد رحليْ رحالتين، وحدُّ الكلام أن يقول: وضعتُ رحلي الراحلتين " الكتاب 2/ 48

وقول سيبويه: " وضعتُ رحلَيْ الراحلتينِ " مثلُ مثالِك: (قرأتُ كتابي زيدٍ وعمرٍو) إلا أن الإضافة في مثال سيبويه لاسم اتفق مع اسمه، وهو أصل التثنية، وأنت خبير أن التثنية كما حدها ابن مالك في شرح التسهيل: " جعلُ الاسمِ القابلِ دليلَ اثنينِ متفقينِ في اللفظ ... ) شرح التسهيل باب التثنية

يريد ابنُ مالكٍ – رحمه الله، وفقّهنا بعلمه، وذكّرنا ما نسينا منه - أن رجلا ورجلا نثنيهما (رجلينِ)؛ لأنه اسم قابل للتثنية متفق في اللفظ، وهو في مثال سيبويه الآنف (الراحلتين) فهي جمع راحلة وراحلة، فقال: راحلتين.

أما في مثالك فقد اختلف اللفظ (زيد وعمرو)، والأصل في هذا عند النحويين أن اللفظ إذا اختلف رجع إلى الأصل، فأصل التثنية هي العطف كما سبق تِبيانه (رجل ورجل رجلان).

ومن هنا كان حد الكلام أن يقال: قرأت كتابي زيدٍ وعمرٍِو.

ويجوز - أيضا - (قرأت كتابَ زيدٍ وعمرٍو)، ومثله قوله تعالى: " بل مكر الليل والنهار) لم يقل – تبارك وتعالى -: (مكرا الليل والنهار) على أنه جائز كما ذكرت لك على التثنية.

ولعل اللبس دخل علينا – نحن المتعلمين – حين عرضَ النحويين لمسألة إضافة (كلا وكلتا)؛ فإن النحويين البصريين لا يجوّزون أن يقال: كلا خالد وناصر؛ لأنه من شروط إضافة (كلا وكلتا) أن يكون المضاف إليه كلمة واحدة (وهذا قيد منازع فيه) وهذا حديث آخر، ومن هنا حمل النحويون البصريون قول الشاعر:

كلا أخي وخليلي واجدي عضدا * في النائبات وإلمام الملمات

على الضرورة بل من نوادر الضرورات على تعبير النحويين.

بعد هذا وذاك أقول: إن العرب تتوسع في التركيب الإضافي حتى تنحو منحى بعيدًا، وقد حكى سيبويه عن العرب قولهم: " ما أحسن وجوههما ".

لاحظ - أخي - أن المضاف جمعٌ (وجوه)، وهم يريدون اثنين كما دل على ذلك المضاف إليه (هما)، ومثله قوله تعالى: " فقد صغت قلوبكما "

وحين يختلف معنى المضاف فإنه يجب إعادته في اللفظ لئلا يلبس على المخاطب أو يوهم ما يسوق إلى فساد المعنى.

وأسأل الله - جلت قدرته - أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[تنقيح النظر]ــــــــ[19 - 09 - 2010, 07:18 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا كثيرا.

سبب الإشكال أن الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله نقل في كتابه "الردود" ص168 عن كتاب "قطوف أدبية" ص461، لعبد السلام هارون أن هذا غلطا، وأن العطف يكون على المضاف لا على المضاف إليه.

فخالف المستقر عندي، فقلت أستشير أحبابي هنا.

فلما رجعت لكتاب "قطوف أدبية" وجدت الشيخ بكرا رحمه الله وهم في ذلك؛ إذ الموضع الذي أحال إليه رسالة كتبها الأب أنستاس الكرملي ينتقد فيها بعض ما جاء في تحقيق عبد السلام، ثم وجدت عبد السلام رحمه الله رد عليه وغلطه في ص485 وفصل في ذلك ونقله عن النحاة.

وأورد عليه: كيف نفرق بين وجهي العبارة ـ التي جعلتَها الصواب ـ إذا أريد بها مرة أن لكل واحد من الشخصين معجما خاصا، وأريد بها مرة أخرى أن الشخصين أشتركا في وضع معجم واحد؟

أكرر شكري لكما.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير