تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال عن قول ابن هشام يارعاكم الله]

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 06:59 م]ـ

السلام عليكم:

قال ابن هشام في أوضح المسالك:

يَنْقَسِمُ المُسْتَتِرُ إِلَى مُسْتَتِرٍ وُجُوباً، وإلى مستتر جوازًا, ثم قال: المستتر وجوبًا هُوَ مَا لا يَخْلُفُهُ ظَاهِرٌ وَلا ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ, وقال: وَالمستتر جوازًا هو مَا يَخْلُفُهُ ذَلِكَ، وَهُوَ المرفوعُ بِفِعْلِ الْغَائِبِ أَو الغَائِبَةِ، أَو الصِّفَاتِ المَحْضَةِ .. الخ.

ثم قال: تبِيهٌ: هَذَا التقسيمُ تَقْسِيمُ ابْنِ مَالِكٍ، وَابْنِ يَعِيشَ وَغَيْرِهِمَا، وَفِيهِ نَظَرٌ (إِذ الاسْتِتَارُ فِي نَحْوِ: (زَيْدٌ قَامَ) وَاجِبٌ، فَإِنَّهُ لا يُقَالُ: (قَامَ هُوَ) عَلَى الفَاعِلِيَّةِ، وَأَمَّا (زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ) أَوْ (مَا قَامَ إِلاَّ هُوَ) فَتَرْكِيبٌ آخَرُ، وَالتَّحْقِيقُ أَنْ يُقَالَ: يَنْقَسِمُ الْعَامِلُ إِلَى مَا لا يَرْفَعُ إِلاَّ الضَّمِيرَ المُسْتَتِرَ: كَأَقُومُ، وَإِلَى مَا يَرْفَعُهُ وَغَيْرَهُ: كَقَامَ.

سؤالي: كيف يقول: الاستتار في نحو: (زيد قام) واجب, وقد قبله قال: المستتر جوازًا هو المرفوعُ بِفِعْلِ الْغَائِبِ أَو الغَائِبَةِ؟! ثم أرجو أن تشرحوا لي قوله: يَنْقَسِمُ الْعَامِلُ إِلَى مَا لا يَرْفَعُ إِلاَّ الضَّمِيرَ المُسْتَتِرَ: كَأَقُومُ، وَإِلَى مَا يَرْفَعُهُ وَغَيْرَهُ: كَقَامَ.

ـ[الشيخ كمال]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 09:05 ص]ـ

أقول، وبالله التوفيق إن ابن هشام يرى أن الاستتار في جميع الأفعال واجب، وليس كما ذهب ابن مالك، وابن يعيش، وغيرهما أن الاستتار في زيد قام جائز، وحجتهم في ذلك أن أقوم، ونقوم لا يجوز فيهما أن تضع مكان الضمير المستتر اسما ظاهرا أو ضميرا منفصلا، لا يجوز ما أقوم إلا أنا؛ لأن في هذا إثبات الفعل للضمير ونفيه عنه في نفس الوقت، ولا يجوز أقوم زيد، أما قام فيجوز فيه ذلك، تقول: زيد ما قام إلا هو، وزيد قام أبوه، وابن هشام لا يرى هذه حجة على جواز استتار الضمير؛ لأن هذه تراكيب أخرى، أما ما قام إلا هو فقد انفصل الضمير لوجود إلا الاستثنائية، ولولا ذلك لما انفصل الضمير؛ لأن الضمير لا ينفصل مع إمكان اتصاله، وأما قام أبوه فلا يمكن وضع الضمير مكان (أبوه)، ولذلك استعاض عن هذا التقسيم بأن قسم الأفعال إلى ما لا يأتي بعده إلا الضمير المستتر كأقوم، وما يأتي بعده الضمير المستتر وغيره كقام. والله أعلم.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 01:02 م]ـ

جزاك الله خيرا:

وماذا يقصد بقوله: وَأَمَّا (زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ) أَوْ (مَا قَامَ إِلاَّ هُوَ) فَتَرْكِيبٌ آخَرُ.

ـ[الشيخ كمال]ــــــــ[11 - 10 - 2010, 02:55 م]ـ

يعني أن استدلالهم بهذه التراكيب على جواز استتار الضمير في الفعل قام لا يصح؛ للتباين بينها وبين قام هو، وقد وضحت هذا في مشاركتي السابقة. والله أعلم.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 12:23 ص]ـ

سؤالي: كيف يقول: الاستتار في نحو: (زيد قام) واجب, وقد قبله قال: المستتر جوازًا هو المرفوعُ بِفِعْلِ الْغَائِبِ أَو الغَائِبَةِ؟!

عندما قال ابن هشام (المستتر جوازًا هو المرفوعُ بِفِعْلِ الْغَائِبِ أَو الغَائِبَةِ) إنما قال هذا على رأي ابن مالك وابن يعيش وليس كما يرى هو، بدليل أنه قال بعده (تبِيهٌ: هَذَا التقسيمُ تَقْسِيمُ ابْنِ مَالِكٍ، وَابْنِ يَعِيشَ وَغَيْرِهِمَا، وَفِيهِ نَظَرٌ)

ثم ذكر بعد ذلك رأيه الذي يتبناه فقال (إِذ الاسْتِتَارُ فِي نَحْوِ: (زَيْدٌ قَامَ) وَاجِبٌ) فهذا معناه أن ابن هشام يخالف ابن مالك وابن يعيش وغيرهما ممن يرى استتار الضمير المسند إليه فعل الغيبة جائزا، وإنما استتاره عند ابن هشام واجب.

وتفصيل ذلك مبين في الرد على سؤالك في نافذة (ما معنى كلام الصبان).

ثم أرجو أن تشرحوا لي قوله: يَنْقَسِمُ الْعَامِلُ إِلَى مَا لا يَرْفَعُ إِلاَّ الضَّمِيرَ المُسْتَتِرَ: كَأَقُومُ، وَإِلَى مَا يَرْفَعُهُ وَغَيْرَهُ: كَقَامَ.

يرى ابن هشام أن التقسيم الأمثل ليس تقسيم ابن مالك السابق وإنما هو بحسب العامل حيث ينقسم إلى: عامل لا يرفع إلا المستتر وهو المضارع المسند إلى ضمير المتكلم حيث يكون مرفوعُه ضميرا ليس غير، وهذا الضمير واجب الاستتار نحو أقوم، نقوم، ومثله الأمر المسند إلى المفرد المخاطب المذكر نحو قمْ وإن لم يمثل له في عبارته، وعامل يرفع المستتر وغيره، ومثَّل له بالماضي نحو قام إذ يصح إسناده إلى المستتر (زيد قام) ويصح إسناده إلى الاسم الظاهر (قام زيدٌ).

وماذا يقصد بقوله: وَأَمَّا (زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ) أَوْ (مَا قَامَ إِلاَّ هُوَ) فَتَرْكِيبٌ آخَرُ.

لعل جواب الشيخ كمال واضح، وقد فصلتُ المسألة في ردي على السؤال نفسه في النافذة الأخرى.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[13 - 10 - 2010, 11:53 م]ـ

ولولا ذلك لما انفصل الضمير؛ لأن الضمير لا ينفصل مع إمكان اتصاله،

لكن الضمير في (ما قام) منفصل سواء وُجدت (إلا) أو لم توجد, لأنك عندما تقدر الضمير المستتر تقدره منفصلا, أي تقول: هو أو هي ... الخ ومعنى كلامك هنا أنه إذا لم توجد (إلا) لكان الضمير متصلا, فهلا وضحتَ أخي, أو يوضح لنا أستاذنا المعشي, وبارك الله فيكما ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير