ـ[غاية المنى]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 09:11 م]ـ
مرحبا بك أخي الفاضل
الأصل في صيغة (فاعل) أن تدل على مجرد الحدوث، ولكنها قد تستعمل للثبوت فيكون لها حكم الصفة المشبهة، فإن كانت إرادة الثبوت واضحة من السياق لا لبس فيها نحو زيد صادق، عمرو عادل، فهي صفة مشبهة وإن لم تضف إلى مرفوعها، فإن أضيفت إلى مرفوعها نحو طاهر القلب، صادق النية، ذائع الصيت ... كانت إضافتها إلى مرفوعها قرينة تتعين بها إرادة الثبوت فتجري مجرى الصفة المشبهة.
والأصل في الصيغ الخاصة بالصفة المشبهة نحو (حليم، أشِر، ضخم، حسَن، ضيّق ... إلخ) أن تدل على الثبوت فإذا أريد إخراجها عن أصلها وجعلها للحدوث احتِيج إلى قرينة تدل على إرادة الحدوث، وهذه القرينة هي تحويلها إلى صيغة فاعل فتقول: أراك حالما عني الآن، أي تحلم عني بمعنى يقع منك فعل الحلم ... ومثل ذلك في بقية الصفات المشبهة.
وأما موضع الاستشهاد في الآية فهو قوله تعالى (وضائق به صدرُك) إذ إنه لما كان المراد مجرد الحدوث عُدل عن صيغة الصفة المشبهة (ضيّق) إلى اسم الفاعل (ضائق) ليكون ذلك قرينة تدل على إرادة الحدوث كما تقدم، وما كان هذا إلا لأن المراد هو مجرد الحدوث أي (لعل صدرك يضيق به في ساعة ما) وليس المراد الثبوت (لعل صدرك يتصف بالضيق اتصافا ثابتا أو شبه ثابت).
تحياتي ومودتي
لكن أستاذ علي كيف يكون نحو: زيد صادق، عمرو عادل صفات مشبهة؟ ما القرينة التي دلت على الثبوت هنا؟!!
ـ[علي المعشي]ــــــــ[17 - 10 - 2010, 01:43 ص]ـ
لكن أستاذ علي كيف يكون نحو: زيد صادق، عمرو عادل صفات مشبهة؟ ما القرينة التي دلت على الثبوت هنا؟!!
الضابط الأساس هو إرادة الثبوت، وأما القرينة اللفظية فهي دليل على هذه الإرادة، وإنما يُحتاج إلى القرينة إذا لم تكن إرادة الثبوت مفهومة، فأنت إذ أطلقت نحو زيد صادق، عمرو عادل، فلانٌ فاجر، دون قيد فإنما يفهم السامع أنك تريدين الثبوت ولا يشترط هنا أن تضيفي مثل هذه الصفات إلى مرفوعاتها لأنها جرت بحسب الاستعمال مجرى حسن وكريم، مع ملاحظة أني لا أقصد أن إطلاق أي صفة (على وزن فاعل) يعني أنها صفة مشبهة، ففي نحو زيد قائم، وعمرو حاضر ليست صفات مشبهة، وإنما قصدت بعض الصفات التي جرت العادة أن تستعمل عند إطلاقها للدلالة على الثبوت نحو عادل وصادق وفاجر وكامل وصافٍ ونحو ذلك، ومع هذا إذا كان في السياق ما يدل على احتمال الحدوث حملت على الأصل أي اسم الفاعل.
تحياتي ومودتي.
ـ[غاية المنى]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 06:34 ص]ـ
الضابط الأساس هو إرادة الثبوت، وأما القرينة اللفظية فهي دليل على هذه الإرادة، وإنما يُحتاج إلى القرينة إذا لم تكن إرادة الثبوت مفهومة، فأنت إذ أطلقت نحو زيد صادق، عمرو عادل، فلانٌ فاجر، دون قيد فإنما يفهم السامع أنك تريدين الثبوت ولا يشترط هنا أن تضيفي مثل هذه الصفات إلى مرفوعاتها لأنها جرت بحسب الاستعمال مجرى حسن وكريم، مع ملاحظة أني لا أقصد أن إطلاق أي صفة (على وزن فاعل) يعني أنها صفة مشبهة، ففي نحو زيد قائم، وعمرو حاضر ليست صفات مشبهة، وإنما قصدت بعض الصفات التي جرت العادة أن تستعمل عند إطلاقها للدلالة على الثبوت نحو عادل وصادق وفاجر وكامل وصافٍ ونحو ذلك، ومع هذا إذا كان في السياق ما يدل على احتمال الحدوث حملت على الأصل أي اسم الفاعل.
تحياتي ومودتي.
إذن هل يمكن أن نقول: إن المشتقات في بداية سورة الواقعة هي صفات مشبهة؟: (إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة)
ـ[علي المعشي]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 09:10 م]ـ
إذن هل يمكن أن نقول: إن المشتقات في بداية سورة الواقعة هي صفات مشبهة؟: (إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة)
مرحبا أختي الكريمة
لعلك تلحظين قولي في الرد السابق: " مع ملاحظة أني لا أقصد أن إطلاق أي صفة (على وزن فاعل) يعني أنها صفة مشبهة، ففي نحو زيد قائم، وعمرو حاضر ليست صفات مشبهة، وإنما قصدت بعض الصفات التي جرت العادة أن تستعمل عند إطلاقها للدلالة على الثبوت نحو عادل وصادق وفاجر وكامل وصافٍ ونحو ذلك، ومع هذا إذا كان في السياق ما يدل على احتمال الحدوث حملت على الأصل أي اسم الفاعل"
وأما الكلمات المصوغة على وزن فاعل في الآيات التي ذكرتِها من سورة الواقعة فلا يجري عليها كلها حكم واحد لاختلاف دلالاتها، فكلمة (الواقعة) هنا بمنزلة الجامد لأنها اسم للقيامة، وأما (كاذبة) فالأقرب أنها بمعنى المصدر (تكذيب) وبذلك تكون قد فارقت أصلها أي الوصفية، فلا هي اسم فاعل ولا صفة مشبهة، وأما الوصفان (خافضة، رافعة) فليسا مما جرت العادة على استعماله للثبوت نحو صادق وفاجر حتى تترجح فيه الصفة المشبهة بدون قرينة، بل إن المعنى أن القيامة حينما تقوم فإنها تخفض أهل الكفر والعصيان وترفع أهل الإيمان والطاعة، فإذا ضممنا هذا المعنى إلى مجيء الوصفين على (فاعل) كان الوجه فيهما أن يكون على الأصل وهو اسم الفاعل.
تحياتي ومودتي.