تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالفاعل هنا هو الواو العائدة على الإسم المتقدم وهو (الناس) والمعنى تقديره هو كالآتي: أذن في الناس بالحج يأتي الناس إليك. وهنا نكرر السؤال: هل كلمة الناس ترادف كلمة الرجال في اللسان العربي المبين؟

[3] ما هو إعراب (رجالا) في قوله تعالى (يَأْتُوكَ رِجَالا)؟ إن معرفة إعراب هذه الكلمة يكشف الكثير. كلمة (رجالا) هي حال منصوب وعلامة نصبه التنوين نيابة عن الفتحة أي أنهم جاؤا بـ (حال) معين وليس بـ (جنس) معين، وكلمة (رجال) ليس جمعا سالما للمذكر كما ذكرت أنت ولكنها جمع تكسير والمفرد هو (راجل) ـ وعكسه راكب ـ وليس (رجل).

[4] ما هو إعراب قوله تعالى (وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)؟ حيث سيوضح لنا الإعراب كثير من الحقائق: (على) حرف جر دال على الإستعلاء والحروف كلها مبنية وليست معربة، (كل) إسم مجرور بـ (على) وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، مضاف، و (ضامر) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجملة كلها من حرف الجر والمضاف والمضاف إليه في محل نصب لأنها كذلك حال، أي أن الناس يأتون على حالين: سيرا وركبانا.

[5] أهم ما في الجملة ـ إعرابيا ـ هو قوله تعالى (يَأْتِينَ) فماذا نعربها؟ وحتى لا أثقل عليك سأعربها بنفسي: (يأتي) فعل مضارع ليس مجزوما لكونه ليس جوابا لشرط بل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر، ولكن أين الفاعل؟ النون الدالة على التأنيث هي الفاعل في محل رفع لكونها مبنية على الكسر، وأهم سؤال هنا هو لماذا نون التأنيث؟

كلمات مثل راجل أو رجال أو ضامر كلها مذكرة فلماذا قال (يأتين) ولم يقل (يأتون)؟ أتعرف لماذا؟ الإجابة ليست في (النحو) ولكنها في (البلاغة). النحاة يقولون أن النون هنا تعود على عاقل أي على الناس والبلاغيون سيقولون لك أن من عظيم بلاغة القرآن أن جاء بفعل واحد هو فعل (يأتي) وفاعله يعود لإسم واحد هو (الناس) ولكنه ـ أي الفاعل ـ جاء مرة مذكرا ومرة مؤنثا، وما ذلك إلا للدلالة ببلاغة رائعة على أن لفظ (الناس) يشتمل على الجنسين الذكر والأنثى أي الرجال والنساء.

أكتفي بهذا القدر وفي انتظار تعليقاتكم ونقدكم البناء والسلام

الحسيني

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 03:15 م]ـ

ولكن العالمين حقا يقولون (مشكل إعراب القرآن) وليس كما قلت (إعراب مشكل القرآن) فالعنوان الذي اخترنه أنت يعني أن القرآن الكريم فيه مشكل، والقرآن كتاب عربي مبين، أي ليس فيه مشكل، والله أصدق مني ومنك .. وحين كتب العالم الجليل كتابه المعروف (مشكل إعراب القرآن) ذكر في مقدمته أنه كان ينوي تسميته (إعراب مشكل القرآن) كتسميتك أنت، ولكن نور العلم والإيمان نبهه إلى خطأ التسمية فرجع عنها بنور العلم الذي قذفه الله في قلبه .. فانظر فعل العلماء ..

ـ[الحسيني المعتزلي]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 04:08 م]ـ

حضرة الأخ الفاضل / داوود أبازيد

بداية أحييك بتحية الإسلام وتحية الإسلام السلام، فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد:

هناك فرق منهجي بين قولنا (مشكل الإعراب) و (إعراب المشكل) فالقول الأول تم تعريف المشكل فيه بأنه خاص بالإعراب ـ عموما ـ أما القول الثاني فالمتعلق بالإعراب فيه هو المشكل فقط والمشكل هنا ليس معناه أن القرآن يحتوي على إشكالات ذاتيه في بنيته اللسانية ولكن معناه ما أشكل على الناس فهمه، فالإشكال ليس في النص ولكن في فهمنا للنص، وبالمناسبة صنف أبو قتيبه الدينوري كتابا وأسماه (تأويل مشكل القرآن) لأنه فطن للنقطه التي شرحتها لك للتو بينما قد لا يفطن غيره لمثلها، فالعقول تتفاوت.

بعد هذا التعليق أتمنى أن تغوص أعمق في متن الموضوع وألا تطيل الوقوف عند العنوان، ومع ذلك لا يسعني إلا أن أشكرك على تفاعلك مع الموضوع وعلى غيرتك على القرآن العظيم وأحب أن أطمئنك يا أخي الفاضل أنني والله أغير كذلك على البلاغ المبين، فكن رفيقا في نقدك، واسع الصدر، ملتمسا لأخيك الظن الحسن والكلمة الهينة.

مع تحياتي الأخوية

والسلام

الحسيني

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير