تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قد شكك كثير من أساتذتنا الأفاضل بمنهج الدكتور تمام حسان, حتى أصبحنا إذا ذكر الدكتور تمام تذكرنا الدعوة إلى العامية, والتأثر بالغرب وما إلى ذلك من الأفكار السلبية حول هذا الرجل (علما وفكرا)

لكن في بداية اختياري لموضوع بحثي اخترت موضوعا له صلة وثيقة بالدكتور تمام حسان, تحدوني رغبة عظيمة حتى أعرف كنه هذا الرجل الذي تضاربت الأقوال حوله بين مؤيد مؤيد, وآخر معارض معارض بل محذر من مجرد الاطلاع على كتبه.

جمعت عددا من الأبحاث العلمية والكتب وكل ما له صل به, وبدأت القراءة, وفي أثناء ذلك احتجت لمهاتفة الدكتور, سبحان الله وجدته شخصا آخر ليس بالشخص الذي طالما حدثنا عنه ونظرنا إليه تلك النظرة الدونية, كان متواضعا ذا خلق جم لا يبخل بالمعلومة على طالبها وإن سمّاها البعض _سخيفة_, أذكر أني سألته سؤالا عن إحدى القرائن فأخذ يشرح القرائن قرينة قرينة مدعما ما يقول بالأمثلة, ولم يبدي تذمرا من أي سؤال أسأله, هذا على كثرة مشاغله وكبر سنه أطال الله في عمره ونفع به.

داوود في الوراق:

" ... فالسيد تمام حسان من دعاة تيسير قواعد اللغة، تيسيرا يزيدها تعقيدا لإفسادها والقضاء عليها، بدليل أنه جاء في زحمة دعوات محمومة سميت الدعوات الهدامة، مع مجموعة من أمثاله، وعلى رأسهم طه حسين وقاسم أمين وسلامة موسى وغيرهم

الذي لا يعلمه كاتب هذه الأسطر أن الدكتور تمام حسان قد تراجع عن شيء من آرائه كدعوته في كتابه: (اللغة بين المعيارية والوصفية) إلى استخدام الأحرف اللاتينية بدلا من الأحرف العربية, فمما أذكره أن تلميذه د. عبد الرحمن العارف الأستاذ في جامعة أم القرى في الكتاب المهدى إلى تمام حسان وعنوانه: "تمام حسان رائدا لغويا", قد ذكر أنه قرأ لأحد الباحثين تهجما على تمام حسان لدعوته إلى كتابة العربية بأحرف لاتينية, فسأل الدكتور تمام عن ذلك فأخبره بأنه رأي رآه أيام شبابه وكان لحماس الشباب واندفاعه دور في ذلك, ثم استدرك ذلك في الطبعات الأخيرة من ذلك الكتاب. (اللغة بين المعيارية والوصفية)

داوود:

" .... والدليل هو أن السيد تمام حسان قد نال درجة الماجستير من جامعة لندن، وكان موضوع رسالته " دراسة صوتية للهجة مدينة الكرنك " وهي من مدن محافظة قنا المصرية، التي ينتمي إليها، والدليل الآخر هو أن رسالته للدكتوراه من الجامعة نفسها كانت عن " دراسة صوتية للهجة مدينة عدن في اليمن " فهذه الاهتمامات بالعامية، توحي بأنه من أنصار العامية أصلا، ولذلك فمن غير المعقول أن يخلص في دراسة فقه اللغة العربية الفصحى، ولي مقالة مختصرة حول مذهبه النحوي ودعوته إلى تيسير قواعد اللغة، لا تصلح للدخول في فقه اللغة عند تمام حسان، ولكنها تبين مدى كذب الدعوة إلى التيسير، ومدى ما يقدمه دعاة التيسير من التعقيد والهدم ... "

والاستدلال على دعوته للعامية بأن دراسته كانت حول اللهجات العربية الحديثة فهذا قول لا يعضده الدليل, وهاهو بين أظهرنا فاسألوه, ثم أتمنى ممن يرى أنه يدعو إلى هدم لغة القرآن أن يعود إلى كتابه:"البيان في روائع القرآن".

أخلص من هذا إلى أن دعوة الدكتور تمام حسان-فيما يبدو لي- ليست دعوة هدامة _وإن كانت لا تخلو من المآخذ_وإنما كانت سعيا منه إلى إعادة صياغة القواعد التي قام عليها النحو العربي_وإن أسمى عمله هذا تجديدا_, و لم يبعد في ذلك عن رأي النحاة كثيرا.

لا أنسى أن أقول أن دراستي تلك لم تتم لأسبابها.

لكني تعلمت من هذا درسا لن أنساه فلن أكتفي بالحكم على إنسان بتصورغيري, بل لابد من الاطلاع على ما قدم تمام الاطلاع, ثم بعد ذلك يأتي الحكم, ألم يقل علماؤنا رحمهم الله: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.

شكرا لك معالي فالحديث ذو شجون.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 06:50 ص]ـ

لله دركن

ولا أزال أتذكر ما صدرته معالي في افتتاحيتها للموضوع مقولة تصفنا تماما، وتضعنا على مائدة التشريح إن جاز لي التعبير:

فإذ بي بين كماشتين!

حقيقة لعلنا لا نغفل ثراء الرجل المعرفي، وسعيه الحثيث نحو التيسير والتجديد، إلا أننا نقف ملتمسين له العذر ولغيره من دعاة التجديد كشوقي ضيف

وكتابه: (تجديد النحو)، و إبراهيم مصطفى وكتابه (إحياء النحو) من توهمهم في إنتاج مقولاتهم النظرية الداعية إلى القولبة لآليات النحو ومقولاته، ذلك التوهم الذي جعلهم بشيء من النظرة الحادة- إلى جذور النحو العربي - يتخبطون في مسائل لا تعد تجديدا، وإعادة صياغة كما يزعمون، وإنما تعد إعادة سبك، وتكرير منتوج معرفي 00

ولكن تظل رؤيتنا إلى جهدهم محل احترام وتقدير 000 وما تزال الآراء متضاربة بين مؤيد ومعارض 000

ونظل نحن بين كماشتين

ـ[الراقي1]ــــــــ[19 - 03 - 2010, 02:28 م]ـ

ما أحوجنا في الحقيقة إلى هذا النوع من النقاش الواعي للأفكار والموضوعات

ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[19 - 03 - 2010, 03:10 م]ـ

كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبى (صلى الله عليه وسلم):)

فالدكتور "تمام حسان"عالم فاضل شأنه شأن باقى العلماء له ماله وعليه ما عليه وكما يقولون لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير