وهو أول عالم لغوي في العالم يدرس "المعجم" باعتباره نظاما لغويا متكاملا تربطه علاقات محددة وليس مجموعة مفردات أو كلمات كما كان المستقر عالميا؛ فهو الذي نبه إلى فكرة النظام اللغوي للمعجم، وأن هناك كلمات تفرض الكلمات التي تستعمل معها؛ فهناك أفعال لا بد لها من فاعل وأخرى لا بد أن يكون فاعلها عاقلا.
وهو أول عالم لغوي عربي يخالف البصريين والكوفيين في دراسة الاشتقاق حين اقترح "فاء الكلمة وعينها ولامها"، كأصل للاشتقاق في حين كان أصل الاشتقاق عند البصرة "المصدر"، وأصله عند الكوفة "الفعل الماضي".
وهو أول من أعاد تقسيم الكلام العربي على أساس المبنى والمعنى رافضا التقسيم الثلاثي (اسم، فعل، حرف)، وجعل التقسيم سباعيا (اسم، فعل، صفة، ظرف، ضمير، خالفة، حرف) بحسب السلوك النحوي الخاص بكل قسم.
وكان أول من فرّق بين الزمن النحوي والزمن الصرفي، فقال بالزمن الصرفي الذي هو وظيفة الصيغة المفردة من دون جملة (ماض، مضارع، أمر) والزمن النحوي الذي يختلف عنه وقد يخالفه، مثلما هو الحال في قوله تعالى {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ... } فهو زمن مضارع صرفيا لكنه ماض نحويا.
كما كان تمام حسان من أكثر علماء العربية الذي سعوا إلى التضييق على فكرة الشذوذ والندرة وعدم القياس التي اعتادها النحويون، والتي تهدر ميراثا لغويا وتؤدي إلى جمود اللغة؛ فقال بالترخص في القرائن المبنية على تضافر القرائن في إيضاح المعنى وزيادة بعضها عن الحاجة إلى الإفادة، كما كشف عن نوع من الاستعمال يخالف القواعد ولكنه يقاس عليه، وأطلق عليه اسم الأسلوب العدولي.
تكريم وشهرة ناقصة
ورغم كثرة أوليات تمام حسان، فإن محصوله من التكريم والشهرة قليل بما لا يوازي ما ناله تلامذته، فسجله من التكريم يقول إنه حصل في عام 1972على الجائزة الأولى في مسابقة مكتب تنسيق التعريب بالرباط، وحصل على جائزة آل بصير الدولية عام 1984، وحصل على جائزة صدام للآداب عام 1987 .. إلى أن كرم أخيرا بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية في العام المنصرم 2005.
والدكتور تمام حسان (أبو هانئ) تشرف به الجوائز قبل أن يشرف بها، وهي سعت إليه ولم يسع إليها بل ظل عاكفا في محراب علمه مستصغرا ما دونه، ويكفي مصداقا لذلك أنه لا يكاد يظهر في الحياة العامة إلا نادرا ولا تكاد تعرف كاميرات التليفزيون طريقها إليه.
وللاستزادة حول جهود الدكتور تمام حسان ومشروعه الفكري:
* "العربية وعلم اللغة البنيوي: دراسة في الفكر اللغوي العربي الحديث" - للدكتور حلمي خليل- دار المعرفة الجامعية.
* والكتاب التذكاري الصادر عن الدكتور تمام حسان- مكتبة عالم الكتب.
إسلام أون لاين.
ـ[فياض علي]ــــــــ[14 - 05 - 2010, 02:43 م]ـ
تمام حسان ..
الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والآداب لعام 1426هـ ـ 2006م
الاسم: تمام حسان عمر ـ ويعد بحق (مجدد الدراسات اللغوية)
اسم الشهرة: تمام حسان
مقر إقامته حفظه الله: مصر.
وهو صاحب أول وأجرأ محاولة لترتيب الأفكار والنظريات اللغوية في اللغة العربية بعد سيبويه وعبد القاهر الجرجاني، وربما لم يوضع كتاب لغوي حديث ضمن قائمة أمهات كتب العربية إلا كتابه "اللغة العربية معناها ومبناها"، وقد وصفه غير قليل من علماء اللغة العرب بذلك، منهم - مثلا - سعد مصلوح، وقد أطلق عليه "الكتاب الجديد" بعد كتاب سيبويه الذي سمي "الكتاب" كما لو كان أصل كتب العربية وأهمها.
النشأة والتكوين:
ولد تمام حسان سنة 1336هـ/ 1918م بالكرنك محافظة قنا. حفظ القرآن الكريم وجوده. التحق بمعهد القاهرة الديني الأزهري وحصل فيه على الثانوية الأزهرية عام 1354هـ/ 1935م، ثم التحق بمدرسة دار العلوم العليا عام 1358هـ/ 1939م، وحصل على دبلوم دار العلوم عام 1362هـ/ 1943م. عين معلما للغة العربية بمدرسة النقراشي النموذجية عام 1364هـ/ 1945م، أرسل في بعثة دراسية إلى جامعة لندن عام 1365هـ/ 1946م، وحصل على الماجستير في علم اللغة عام 1368هـ/ 1949 وعلى الدكتوراة في علم اللغة سنة 1371هـ/ 1952م.
عين حسان مدرسا بكلية دار العلوم جامعة القاهرة في 1371هـ/ أغسطس 1952م، وأستاذا مساعدا بالكلية عام 1378هـ/ 1959م، فأستاذا لكرسي النحو والصرف بالكلية عام 1384هـ/ 1964م، ثم حاز منصبي رئيس القسم ووكيل الكلية.
¥