وفي "باب الهمزة والواو وما بعدهما من الثلاثي" في هذا الباب عند ابن فارس جاءت الأفعال الجوفاء كلها من أصل ثلاثي، له معان مختلفة عن الثنائي المستعمل منها ومن ذلك: أوى يأوي إليه إواء. والآوي أحسن (40) في حين أن كلمة " أو" مثلاً كلمة شك وإباحة، و (أي) كلمة تعجب واستفهام (41).
ولو نظرنا في "باب الهمزة والياء وما يثلثهما في الثلاثي " فستتضح لنا الصورة أكثر فقد وجدت أن " الأد" يعني القوة، وكذلك:"الأد" يدل على القوة (42) والحفظ مما يدل هنا على توافق المضعف الثلاثي مع الفعل الأجوف.
وقد تصفحت باب الباء فوجدت بونًا شاسعًا بين (بعْ) التي تعني الثقل والإلحاح و (بيع) التي تعني بيع الشيء. وكذلك (بان) التي تعود إلى اللزوم والإقامة في حين أن (بان يبين) تعود إلى بعد الشيء وانكشافه.
وصيغة الأمر الأجوف في اللغتين تابعة للمستقبل فيها حسب ما هو في سائر الأبنية يوضح ذلك موسكاتي بقوله:" يظهر في الأمر صوت المد الطويل المناسب بين الأول والثالث، مثلاً: الأكدية: كون k?m " أثبت"، والعبرية والسريانية والأثيوبية q?m " قم" (العربية: قم) بسبب إسقاط صوت المد الطويل في المقطع المغلق)؛ الأكدية: ?? m ، والعبرية ?? m، والسريانية s?m " والأثيوبية m ضع" (العربية: شِمْ، للسبب نفسه في أعلاه) .. وصوت المد المتميز يبقى وهو طويل (كذلك في العربية) في تصريف الأفعال المزيدة في الصدر (43).
والذي نراه أن العربية في صيغة الأمر الأجوف للواحد المخاطب لا تسقط صوت المد الطويل بل تقصره فقط، فالأصل qoom قوم والمنطوق qom. والعامية المصرية يحافظون في نطقهم على صوت المد الطويل كاملاً، نسمع كثيرًا: (ياخى قوم). ويقصر أيضا صوت المد الطويل في العربية عند إسناد الفعل الأجوف إلى ضمير المخاطبات نحو: أيتها النساء قمن.
وقد اتفقت اللغتان في وجود صوت المد الطويل عند إسناد الأجوف إلى ياء المخاطبة وواو الجماعة، نحو???? = قومي=?????? قوموا. وتبقى الواو في صورة الضمة الطويلة الصريحة عند إسناد الفعل الأجوف العبري إلى ضمير المخاطبات في مثل ??????= قمن.
والصيغة المصدرية الشائعة من الفعل الأجوف تحافظ على الواو أو الياء في صورة الضمة الطويلة الممالة، نحو: ???? قيام???? صيام. وهذا مما يؤكد أن اللغتين تتعامل مع الفعل الأجوف على أنه ثلاثي الأصل ويندر أن تنفي هذا الزعم بعض التغييرات الصوتية المعينة. ويتأكد الأصل الثلاثي لدينا إن نظرنا إلى لغة ثالثة أخت لهما هي الأثيوبية، ففيها مثلاً bayana بمعنى: تحقق، و dayana بمعنى: دان، فقد بقيت هذه الأفعال الجوفاء على صورتها البنائية الثلاثية (44).
ونأتي إلى الحديث عن الفعل المضارع الأجوف في حالة الجزم، نلاحظ أن النحاة العرب يرون أن الواو – كصوت صامت – حذف للالتقاء الساكنين نحو: يقولُ لم يقلْ. والحق أن الذي حدث هو تقصير الضمة الطويلة فصارت ضمة قصيرة مع الجزم yaqol ? yaqool ويحدث شبيه بهذا في العبرية حين يقع الفعل المستقبل الأجوف بعد واو القلب في نحو??????? vayyaqom قصرت حركة القاف هنا بعد أن كانت ضمة طويلة في قولهم yaaqoom ويفسر هذا أستاذنا الدكتور محمد بحر عبد المجيد الذي يقول:" الفرق بين اللغتين أن في العربية جزمًا وتأكيدًا للنفي، وفي العبرية جزم وتأكيد للإثبات. وسبب الجزم في العبرية هو أن واو القلب تجذب النبرة في الفعل المضارع إليها، وتكون النبرة على حرف المضارعة، ويحدث تأثير رجعي للنبرة، وتكون نتيجة هذا الجذب تخفيف الضغط على المقطع الأخير في الفعل، فيحدث أن حركة فاء الفعل الأجوف تقصر. وهذا هو الذي يحدث أيضًا في العربية، وليس نتيجة لالتقاء الساكنين كما يقول النحاة العرب. فالجزم قطع، وهنا قطع للحركة الطويلة. وربما الخلط عند النحاة العرب بين حروف المد والسكون هو الذي دعاهم إلى القول بأن الحذف هنا نتيجة التقاء ساكنين" (45).
المبحث الثالث: الحذف الصوتي في الفعل المعتل اللام
اصطلح علماء العربية القدامى على تسمية الفعل المعتل اللام بـ "الناقص" نحو: غزا، سعى. وَسُمِّيَ بذلك لنقصانه بحذف آخره في بعض التصاريف كـ غزت، ورمت، وقيل: سمي ناقصًا لعدم قبوله بعض حركات الإعراب كما سمي أيضًا (ذا الأربعة)؛ لأنه عند إسناده لتاء الفاعل يصير معها على أربعة أحرف نحو: غزوت، ورميت.
أما علماء العبرية فقد قسموا "الأفعال المعتلة اللام على ضربين: ضرب لامه حرف لين، وضرب عينه ولامه حرف واحد، وهذا الضرب يمثل ذا المثلين فأما الضرب الذي لامه حرف لين فهو الذي لامه عندنا ألف أو هاء" (46).
ويرى بعض العلماء أن الواو والياء في الأفعال الناقصة لا تمثل لام الفعل، بل هي مجرد صوائت، وليس لها قيمة فونيمية، لكي يخبرنا بأن هذه
ـ[أبو ريان]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 04:04 م]ـ
سؤالي هو كالتالي:
هل تحسب الضمائر من احرف الزيادة كـ " واو الجماعة، والف الاثنين، ونون النسوة، وتاء الفاعل، ياء المخاطبة "
ميدان الدراسة الصرفية الأسماء المعربة والأفعال المتصرفة