طَوْلت ? طُلت ? هَيِبت ? هبت
فإذا كانت الواو مكسورة، فتتحول الفتحة مع الحرف الأول إلى كسرة مثل:
خَوِفْتُ ? خِفْت
مَوِتْتَ ? مَوِتَّ ? مِتَّ." (34)
والتفسير الصوتي المقبول للفعل الأجوف المسند إلى تاء الفاعل مثلاً على النحو التالي:
- الأصل التاريخي مع الضمير
qawamtu sayartu
- تحويل الصيغة
qawumtu sayurtu
- حذف حركة الفاء
qwumtu syurtu
- نقل حركة العين
quwmtu suyrtu
- حذف الواو أو الياء لالتقاء ساكنين
qumtu surtu
الفعل المستقبل الأجوف:
لخص علماء العربية القدامى صورة المستقبل الأجوف في تغييراته الصوتية في أنه يعل إعلال ماضيه، حتى يجري الفعل على وتيرة واحدة فلا يختلف، ولذا قالوا في المستقبل: "يقوم" والأصل: يَقْوُم "والفعل" يصوغ" أصله " يَصْوُغ. نقلوا ضمة الواو إلى الصاد فصار " يصوغ" على وزن "يفعُل". أما الفعل:"يبيع" أصله: "يَبْيِع "نقلوا كسرة الياء إلى الباء فقالوا: "يبيع" على وزن "يفعِل" (35).
ومن الأفعال الجوفاء "يخاف" "يهاب" يقول ابن يعيش عنهما:" نقلوا الفتحة من الواو والياء في "يخوَف" و"يهيَب" إلى ما قبلهما، وهو الخاء والهاء، ثم قلبتا – أي الواو والياء – ألفين لتحركهما في الأصل وانفتاح ما قبلهما الآن، ففي هذين الفعلين أعني "يخاف" و"يهاب" نقل وقلب، وفي "يقوم " و"يبيع" نقل فقط.
وتميل العبرية إلى تغيير التركيب المقطعي لأصل الفعل المستقبل الأجوف ???????، فهو مكون من قطعتين yaq/ wum تتحول نهاية المقطع السابق لتصبح بداية المقطع الجديد، وينطق المقطع الأول طويلاً مفتوحًا هكذا ?????? yaa/ quum ومثله المعتل العين بالياء نحو???? ?? يغني فأصله????????.
هذا معناه أن الذي يظهر في المستقبل في العربية والعبرية هو ضمة طويلة أو كسرة طويلة، بعد حذف الواو أو الياء. ويفترض هنا وجود الصامت المحذوف الذي هو الصامت الثالث في الكلمة، في حين أن أنصار الثنائية يرون أن الفعل الأجوف أصله ثنائي، ولا يوجد معنا صامت ثالث فيه، وليست الضمة الطويلة دليلاً على الواو المحذوفة، ولا الكسرة هي الدليل على الياء المحذوفة. وقد ذكر جزينيوس Gesenius أن ممن يؤيد فكرة أن الفعل الأجوف ثنائي الأصل بوتشر Bottcher و" مولر Muller " و"شتاده stade " و"فلها وزن Welhausen " وأثبتوا ذلك بتصريف الفعل الأجوف في الماضي والمستقبل نحو: قال، باع، خاف، طال في العربية qaam ، meet ، boo?، عبريًّا وانتهوا إلى أن الذي يظهر في المستقبل هو ضمة طويلة كما في ????? يقوم، أو كسرة طويلة كما في ?????? يضِيع (37).
ويبدو لنا أن اللغويين العرب القدماء على حق حين نظروا إلى الأفعال الجوفاء على أنها ثلاثية الأصل، ونختلف معهم فقط في التفسير الصوتي لهذا التحول من "يقْوُل" إلى "يقُول" ومن "يبْيِع" إلى يبِيع" فهم لا ينصون على حذف الواو، وإنما يرون فيها مجرد نقل ضمة الواو وكسرة الياء إلى ما قبلها، والأمر عندنا أن بداية المقطع الثاني ( wu) أو ( yi) تحول إلى ضمة طويلة وإلى كسرة طويلة مما يدل على إقساط رمز الواو والياء.
وقد ذهب بعض اللغويين المعاصرين إلى "أن الأصول الثلاثية الصوامت لا تمثل المرحلة النهائية من مراحل التحليل، إذ الواقع أن من بين هذه الأصول الثلاثية أنواعًا من الأفعال تعد ثنائية، ولا تعد ثلاثية، إلا لاعتبارات صرفية، تلك هي الأفعال المضعفة والمعتلة التي لا يكون فيها لتكرار الصامت الثاني، أو لإضافة حرف العلة تأثير يذكر في تغيير المعنى الأساسي الذي يفيده الأصل الثنائي، وذلك نحو (ندّ) فإنه أصل ثنائي يفيد معنى الحركة أو الابتعاد، سواء ضعف ثانيه فقيل (ندّ) أو مد أوله فقيل: (ناد) أي "تحرك أو تمايل من النعاس " (38).
إن ما يهمني في النص السابق هو عبارة " إضافة حرف العلة (لا يكون له) تأثير يذكر في تغيير المعنى الأساسي الذي يفيده الأصل الثنائي" هذا الحكم يحتاج منا إلى اختيار إحدى مواد المعجم لنتبين من خلاله مدى التأثير وعدمه، ويعيننا في ذلك كثيرًا معجم مقاييس اللغة لابن فارس، وليكن المثال لدينا من باب الهمزة:
-قال ابن فارس في باب (أث) " هذا باب يتفرع من الاجتماع واللين، وهو أصل واحد".
- قال ابن دريد: أث البيت أثا: إذا كثر. ونبت أثيت. " (39).
¥