نقول: إذا وجدت المعدود مذكرًا -ككلمة -كتابًا- هو تمييز منصوب، التمييز من أحد عشرة إلى تسعة وتسعين يكون مفردًا منصوبًا، قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} (ص: 23) أي: غلبني في الخطاب، قال: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}: مفرد منصوب، وقال -كما قرآنا آنفًا-: {أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} فـ {كَوْكَبًا} تمييز لأحد عشرة منصوب، كما أن {نَعْجَةٌ} تمييز لتسع وتسعين منصوب، فالتمييز من الأحد عشرة إلى التسعة والتسعين يكون مفردًا منصوبًا، وما بينهما -طبعًا، أعني: إلى التسعة والتسعين- معناها: أحد عشرة، وكذلك "اثني عشر وثلاثة عشر ... " إلى غير ذلك: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} (الأحقاف: من الآية: 15)، كل ما بين الأحد عشر إلى التسعة والتسعين يكون تمييزه مفردًا، هذا من حيث البناء، منصوبًا هذا من حيث الضبط والإعراب.
تقول الآحاد يخالف المعدود، والعشرة المركبة توافق المعدود؛ ما معنى هذا؟ معناه: أنك تقول: عندي ثلاثةَ عشرَ كتابًا، وتقول: عندي ثلاثَ عَشْرَةَ رواية، أو سيارة أو أختًا، أو فكرة؛ فالمعدود الذي هو تمييزك المنصوب ننظر إن كان مذكرًا جعلنا تاء في الآحاد، ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية تسعة عشر رجلًا، وثمانية عشررجلًا، وسبعة عشر رجلًا، وستة عشر رجلًا، وخمسة عشر رجلًا، وأربعة عشر رجلًا؛ فإذا كان التمييز مؤنثًا -أي: إذا كان المعدود مؤنثًا؛ فماذا نقول؟
نقول: إحدى عشرة امرأة، ونقول: ثلاثة عشرة امرأة، "امرأة": مؤنثة، فثلاث وأربع وخمس وست وسبع وثماني وتسع، تأتي كلها خالية من التاء، وتوضع التاء مع العشرة، فنقول: ثلاثَ عَشْرَةَ للبناء على فتح الجزأين هكذا: ثلاث عشرة امرأة، ونقول: أربع عشرة امرأة. ونقول: خمس عشرة امرأة، وست عشرة امرأة، وسبع عشرة امرأة، وثماني عشرة امرأة، وتسع عشرة امرأة ... وهكذا.
إذن التركيب الصحيح: أن الآحاد يخالف المعدود الذي هو مفرد منصوب، وأن لفظ العشرة يوافق المعدود -تذكيرًا وتأنيثًا- عشر رجلًا كتابًا، عشرة امرأةً قصةً رواية بلدة فكرة رسالة جامعية، ... وهكذا.
إذن نقول: المركب الذي هو العشرة مع الآحاد يُبْنَى عَلَى فَتْحِ الجزأين، وقد قال العلماء: إن الاسمين إذا رُكَّبَا صار بالتركيب اسمًا واحدًا -اسمًا بالسين، لا إثمًا بالثاء- أعاذنا الله من الآثام، ونجانا آمين. الاسم الواحد إذن أصله اسمان.
المصدر: جامعة المدينة العالمية.
خلاصة:
أحكام تمييز العدد
1 -
العددان (1، 2) لا يحتاجان إلى تمييز.
2 - الأعداد (3 - 10) تحتاج لجمع تكسير مجرور بالإضافة، مثل جاء ثلاثة رجال، وعشرة نسوة.
3 - الأعداد (11 - 99) يكون التمييز مُفرداً منصوباً، كقوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ..... } (26) سورة المائدة.
4 - العددان، مئة وألف يكون تمييزها مُفرداً مجروراً، كقوله تعالى: { ..... قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ ..... } (259) سورة البقرة.
وكقوله تعالى: { ..... وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (47) سورة الحج.
إعراب العدد وبناؤه
- الأعداد المركبة (11 - 99) باستثناء العدد (12) مبنية على فتح الجزأين:
في محل رفع، مثل: جاء تسعةَ عشرَ طالبا.
أو في محل نصب، مثل: اشتريتُ أربعةَ عَشَر كتاباً.
أو في محل جر، مثل: سافرتُ إلى خمسةَ عَشرَ بلداُ.
- العدد (12): يُعرب الجزء الأول منه إعراب المثنى، فيُرفع بالألف، ويُنصب ويُجرّ بالياء، ويُبنى الجزء الثاني على الفتح، (ويكون في محل جرّ الإضافة)، نحو: - وجدت في الكتاب اثنَتَيْ عشْرَة صفحةً بيْضاء.
- الأعداد غير المركبة تُعرب حسب موقعها في الجملة.
إ - الأعداد (3 - 10) تُعرب إعراب المُفرد، فتُرفع بالضّمة، وتُنْصب بالفتحة، وتُجَرّ بالكسرة. وكذلك المئة والألف.
ب - ألفاظ العقود، تُعرب إعراب جمع المذكر السالم، فتُرفع بالواو، وتنصب وتجرّ بالياء.
- لا تبخلوا علينا بملاحظاتكم وتوجيهاتكم السديده , فنحن في مجلس من مجالس العلم -.
ـ[قبة الديباج]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ..
يشرفني التتلمذ على يديك ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 10:54 م]ـ
استمر أخي عمر
بورك في علمك ونفع بك
وهاتِ إذنك (لا فض فوك)
ـ[العذب]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 01:17 ص]ـ
ما أجمل حضورك .. بارك الله فيك
ـ[الكوثر]ــــــــ[27 - 11 - 2006, 03:56 م]ـ
بُوركت أخي الكريم
ـ[البطل]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 08:38 م]ـ
بارك الله فيك استاذي عمر .. تلميذك البطل
وهل من نشط مثل عمر
¥