ـ[عمرمبروك]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 10:56 م]ـ
في البداية (أشكر جميع الزملاء على هذه الكلمات التشجيعية , وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الخالص , أنه قريب مجيب الدعوات)
تتمة المحاضرة
الأصل في "خمسة عشر" واللغات فيهاوالأصل في خمسة عشرة -وقد وردت على لسان سيبويه وفي كتابه ومثلها أربعة عشر، وثلاثة عشر، وست عشر وسبعة عشر، وثمانية عشر- الأصل فيها العطف؛ ما معنى أن الأصل فيها العطف؟
معناهُ أن خمسة عشرة معناها: خمسة وعشرة، فهي على معنى حرف العطف، ولذلك بُنِيَتْ، وهنا يأتي هذا السؤال؛ ما سبب بناء الجزء الأول على الفتح؟
سبب بناء الجزء الأول أنه كبعض الكلمة -أي: أنه كصدر الكلمة- وهذه عبارة ذكرها ابن يعيش وغيره، معناها: أننا إذا قلنا أي كلمة -أية كلمة- مثل: محمد. لو قلنا: إن صدر الكلمة -يعني: إن أولها- باعتبار الحرف الميم؛ فالميم في كلمة محمد مضمومة، آخر حرف في محمد الدال، علامات الإعراب تجري على الدال لا على الميم؛ يعني نقول: محمد نبينا -صلى الله عليه وسلم- الضمة فوق الميم هكذا "مُـ" لكن الضمتين أو الضمة على دال محمد علامة إعراب.
يدلك على هذا أنك إذا نصبته فقلت: أحب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أكثر مما أحب نفسي التي بين جنبيَّ وأكثر من حب ولدي ووالدي والناس أجمعين.
قلت أحب "محمدًا" في الوقف الدال مفتوحة، وذلك لأن الكلمة في موضع النصب، لكن ارجع إلى الميم، لم نقل: أحب مَحَمَّدَا -بفتح الميم من أجل فتحة الدال- كذلك إذا جئت به مجرورًا؛ ماذا تقول؟
صلى الله على محمد، في الضبط تقول: صلى الله على محمدٍ، الدال إذن مكسورة، لكن الميم -صلى الله على "مُـ" مضمومة؛ لماذا؟ لأنها صدر كلمة، وكذلك بُنِيَتْ "خمسة"، والفتح أخف، مع أن الأصل في البناء في الخفة السكون.
لكن انظر إلى أن الأول مبني؛ لماذا؟ مبني لأنه كصدر الكلمة، يعني كالحرف الأول -كالميم من "محمد"- وأيضًا لو اعتبرنا أن الصدر باعتبار المقطع الصوتي "مُحَـ" الحاء مفتوحة، تظل مفتوحة، والكلمة مرفوعة، وتظل مفتوحة، والكلمة منصوبة، وتظل مفتوحة والكلمة مجرورة؛ فأنت تقول في جميع الأمثلة: "مُحَـ الميم مضمومة، والحاء مفتوحة أبدًا مهما تغير موقع الكلمة من الإعراب؛ لأن الجزء الأول مبني دائمًا فهو صدر الكلمة، والإعراب لا يجري على الصدر، وإنما يجري على العجُز يعني على الآخر.
تغيير أواخر الكلمات بتغير العامل أو بتغير موقعها في الجملة هو الإعراب؛ فأنت تقول هكذا: مُحَمَّدٌ نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأحب مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم- وصلى الله على مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- إذن حين نقول: بُنِيَ الصَّدْرُ من خمسة عشرة؛ لأن الصدر بمثابة صدر الكلمة، ونحن في صدر الكلمة نبنيها، والأصل فيها العطف، يقول ابن يعيش: والبناء في المركب يظل مع التعريف، وتلك مسألة في غاية الأهمية والخطورة أن العدد قد يُعَرَّفُ، والتعريف يكون بـ"أل" وأنت قد عرفت أن الأعداد صدرها مبني على الفتح، وعجزها مبني على الفتح، وفي الجمل الثلاث ما يوضح الحال قبل التعرض لمسألة التعريف التي لا تتناقض والبناءَ.
أقول لك: خمسة عشر رجلًا عندنا؛ ما إعراب خمسة عشرة رجلًا عندنا؟ إعرابها: مبتدأ، فاز خمسة عشر متسابقًا؛ فاعل. ولكنه مبني على فتح الجزأين، وتقول: مررت. لا تَقُولُ: بخمسةِ. هذا فحش، وإنما تقول: مررت بخمسة عشرة رجلًَا، أيضًا الباء حرف جر، وخمسة عشرة مبني على فتح الجزأين.
الجزء الأول -وهو خمسة- والجزء الثاني -وهو عشرة- هكذا، إذن نحن في الجمل الثالث -في حال الرفع- نبني خمسة عشرة على فتح الجزأين، وفي حال النصب نبني خمسة عشرة على فتح الجزأين، وفي حال الجر نبني خمسة عشرة على فتح الجزأين؛ إذن هو مرفوع أو منصوب أو مجرور مبنيّ على فتح الجزأين.
دخول الألف واللام على خمسة عشرفإذا جئنا بالتعريف أدخلنا الألف واللام على الجزء الأول، فنقول: أعجبني الخمسة عشر رجلًا. يريد ابن يعيش أن يذكرك، أن يقول لك: احذر أن تظن أن الألف واللام حين دخلت على المركب ما عاد مركبًا وأنه بالألف واللام قد انفصل، وهذا لا يليق.
تقول: أعجبني الخمسة عشر رجلًا. وتقول: سَلَّمت على الخمسة عشر رجلًا. وتقول: أكرمت الخمسة عشرة رجلًا. فالتعريف لا يتنافى والبناء على فتح الجزأين؛ فأنت تفتح الجزأين في خمسة عشرة ونحوه؛ معرفًا كان هذا العدد المركب أم منكَّرًا.
هذا ما أراد أن يبينه لنا ابن يعيش -عليه رحمة الله- في أن البناء لا يسقطه أن يكون العدد المركب معرفا بـ"أل"؛ لأن بعض الناس قد يتوهم أن الألف واللام قد غيرت مجرى الأمور، وأنه لم يعد هناك من تركيب، وبالتالي لم يعد هناك من بناء على فتح الجزأين، وهذا لا يكون بحال من الأحوال، مثل: ثلاثة عشرة وخمسة عشرة، صور كثيرة من التركيب ذكرها ابن يعيش.
خلاصة:
ما هو سبب بناء الجزء الأول من العدد خمسة عشر؟
ذكر الدكتور في هذه المحاضره القيمة (أن سبب بناء الجزء الأول من الكلمة؛ أنه كصدر الكلمة فمثلاً كلمة (مُحَمد) فإن الميم والحاء (مُحَـ) مضمومه في جميع الحالات سواء كانت كلمة محمد مرفوعه أو منصوبه أو مجروره (فإن صدر الكلمة لا يتغير بتغير الحالة الإعرابية , وإنما يتغير آخر الكلمة وهو حرف الدال).
-
رأي سيبويه في (خمسة عشر) أن الأصل فيها العطف ومعنى ذلك أن معناها [خمسة وعشرة (فهي على معنى حرف العطف، ولذلك بُنِيَتْ)
- ابن يعيش يرى أن سبب بناء الجزء الأول في (خمسة عشر)؛ لأنه كبعض الكلمة.
- أن خمسة عشر مبنية على فتح الجزأين في حالة الرفع والنصب والجر.
- يرى ابن يعيش أن دخول الألف واللام على خمسة عشر لايؤثر على بنائها فهي مبنية على فتح الجزأين
.
هذا والله أعلم.,,
لاتبخلوا علينا بتوجيهاتكم واستنباطات التي ستفيدنا كثيرا, فنحن في زمن الطلب.
¥