نحن مأمورون بطاعته .. نعم ..
والاجتهاد والتحري في المسائل ومناقشة الأحاديث الخاصة بالأمور الدنيوية المحضة لا يعتبر مخالفةً منا له صلى الله عليه وآله وسلم .. بل هو امتثال وطاعة له حيث قد أخبرنا أن مهمته تختص أولاً وقبل كل شيئ بالأمور الدينية .. وأن الأمور الدنيوية نحن اعلم بها ..
فقد يكون منها ما هو خاص بأحوال ومعارف تلك الفترة الزمنية .. ومنها ما هو صالح لكل الأزمنة وكل الأحوال ..
هذا اجمالاً ..
********************
هل يمكنك تحديد أمور الدين وتفريقها من أمور الدنيا؟
عندما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
العلماء يفسرون (من أمرنا هذا: الدين ووسائله .. ولم يدر في خلدهم أن أمور الدنيا داخلة في هذا التحذير ..
بمعنى أن أمور الدين وأمور الدنيا ليست مجهولة أوغريبة المعنى ..
ويقول العلماء أيضاً: الأصل في أمور الدين (العبادات) التوقيف إلا بدليل ..
وأن الأصل في أمور الدنيا والعادات: الإباحة إلا بدليل ..
أمور الدين لا تعلل .. لا نملك أن نعرف علة تحديد ركعات الظهر بأربع ركعات .. وتحديد شهر رمضان بالصيام .. كما أنها لا تتغير ولا يجوز الاجتهاد فيها .. فقد حدد الشارع مستوى العزائم والرخص فيها .. فلا نزيد ولا ننقص شيئاً من عندنا ..
بينما توجيهات وأوامر القرآن وتوجيهات وأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمور الدنيا معللة وذات غايات منطقية ومعقولة ..
وفي كلامه المتعلق بالشأن الدنيوي ما هو مرتبط بالتشريع .. فالإسلام يوازن بين الوحي والعقل .. والدين والدنيا .. ولا يغلب أحدهما على الآخر ..
كلامه المتعلق بالشؤون الدنيوية فيه تشريع يستهدف اعتبار المقاصد الشرعية والمبادئ الإسلامية العظيمة .. باعتبارها هي الثابت الذي يجب مراعاته .. فمثلاً: في البيوع .. كل أقواله تستند إلى مطلب أساسي: العدل وعدم أكل أموال الناس بالباطل ..
قد تتغير طرق وأنواع البيع والمبادلة والتجارة .. لكن يجب أن تحتكم في نهاية المطاف إلى قوانين تؤدي إلى:عدم أكل أموال الناس بالباطل ..
ولنقل إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يخطئ في أي اجتهاد .. ولا حتى في المسائل البسيطة الدنيوية .. وأنه كان يأمر بشيئ .. ثم يأمر بشيئ آخر لظهور ما يستدعي التحول إلى الأمر الجديد .. مع بقاء القيم والمبادئ والثوابت كما هي ..
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أفعال وأوامر في قضايا مختلفة .. ونجد الخلفاء الراشدين يقررون خلاف ما ورد عن النبي .. ليس اعتراضاً ولا تكذيباً له .. بل لأنهم يجدون أن في ما قرروه في زمنهم مصلحة معتبرة جلية ..
المسلمون في هذا العصر مطالبون بـ طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء به وبالخلفاء الراشدين في منهجهم الحكيم في التعامل مع أمور الحياة ومتغيراتها .. فلا يقفوا عند ظاهر النصوص بدون التأمل في الغايات والمقاصد ..
والله أعلم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 10:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجمعة مباركة أيضا، ولا تسند إلي السيادة.
الحمد لله، وبارك الله في جهودك أخي الحبيب. فنحن لا نختلف أصلا، والمؤدى واحد. فالخلاف إذن خلاف تنوع لا تضاد.
وكم من حب زاد في قلبي من أخ أرشدني إلى الصواب. وأنا سني، وأنت سني. وأنا غيور على السنة، وأنت أيضا غيور على السنة. والمسألة اجتهادية، فلا إنكار على الأمور الاجتهادية. وجزيت خيرا
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 10:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجمعة مباركة أيضا، ولا تسند إلي السيادة.
الحمد لله، وبارك الله في جهودك أخي الحبيب. فنحن لا نختلف أصلا، والمؤدى واحد. فالخلاف إذن خلاف تنوع لا تضاد.
وكم من حب زاد في قلبي من أخ أرشدني إلى الصواب. وأنا سني، وأنت سني. وأنا غيور على السنة، وأنت أيضا غيور على السنة. والمسألة اجتهادية، فلا إنكار على الأمور الاجتهادية. وجزيت خيرا
أشهد لك بالورع والغيرة على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وأحييك على كريم خطابك معي .. وتواضعك الفريد ..
وما قلتُه في هذا الموضوع هو رأي قد يكون مجانباً للصواب .. ولم أتعمد الخطأ أو الانتقاص من مكانة السنة النبوية ..
غفر الله لي ولك وللأخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع ..
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبورك لك في عمرك وجهودك
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:47 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا مسلم
نعم، الصحيح يجوز أن يجتهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم لا خلاف بين المسلمين قاطبة وجوب اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاعته طاعة مطلقة. ولا يجوز لنا أن نترك كلامه لاحتمال وارد في نفوسنا، أما عدولنا عن الأخذ بقول من أقواله لعدم توفر العلة فيه، فلا يعني هذا مخالفتنا لقوله وتركنا له، وقد حصل هذا لكثير من الصحابة رضوان الله عليهم، كعدول عمر في قطع اليد يوم المجاعة، وعدول بعض الصحابة عن تنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الصلاة في بني قريظة لعلة فهموها.
استاذي الكريم
أما مسألة الاجتهاد فالمثال واضح عندما سؤال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر (أهو أمر الله أم الحرب والمكيدة قال إنما هي الحرب والمكيدة) فالاجتهاد واقع بارك الله فيك وكذلك إن النبي صلى الله عليه وسلم اقر اجتهاد الصحابة بخصوص صلاة بني قريظة فكل منهم اجتهد وفهم أن الصلاة لا تكون الا في بني قريظة ومنهم من صلاها في الطريق وهذا لم يعترض عليه النبي صلى الله عليه وسلم بل أقره.
أما مسألة طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فقد اوجبت طاعته بابي هو وامي في كل قولٍ وفعل ولا يجوز معصية النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال وفيما روي عنه.
والله تعالى أعلم
¥