تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 05:31 م]ـ

المبحث السابع: (وفاته)

وفيه مطلبان:

الأول: وقت الوفاة:

اختلف في وقت وفاته على خمسة أقوال:

القول الأول:

أن ذلك كان سنة إحدى وسبعين. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: سنة إحدى وسبعين فيها أصيب عبد الله بن شداد وعبد الرحمن بن أبي ليلى (1). لكن هذا القول وهم بلا شك؛ فقد قال أبو عبيد نفسه: " ... وأخبرني يحيى بن سعيد عن سفيان أن ابن شداد وابن أبي ليلى فقدا بالجماجم" (2)، وذكر أبو عبيد وغيره أن وقعة الجماجم كانت سنة ثلاث وثمانين. (3)

القول الثاني:

أن ذلك كان سنة إحدى وثمانين. ذكر ذلك ابن نمير حيث قال: "قتل بدجيل سنة إحدى وثمانين" (4). وهذا القول خطأ أيضاً؛ لأن وقعة دجيل بعد وقعة الجماجم، والجماجم كانت سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين. ورُوي مثله عن الفضل بن دكين، لكن المحفوظ عنه أن عبد الرحمن قُتل بالجماجم (5).

القول الثالث:

أن ذلك كان سنة اثنتين وثمانين. ذكره خليفة في تاريخه عند الكلام على حوادث سنة اثنتين وثمانين قال: "افتقد ليلة دجيل بمسكن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن شداد بن الهاد، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود (6). وحكاه صاحب وفيات الأعيان، وصاحب تذكرة الحفاظ. وهذا القول يأتي في المرتبة الثانية من حيث الشهرة والصحة أيضا.

القول الرابع:

أن ذلك كان سنة ثلاث وثمانين. وهو قول الجمهور، وهو الأشهر والأظهر، كما نص عليه غير واحد:

- قال الإمام أحمد: "أبو البختري وعبد الرحمن بن أبي ليلى قتلا بالجماجم سنة ثلاث وثمانين" (7).

- قال البخاري: "عبد الرحمن بن يسار وهو بن أبي ليلى الأنصاري غرق بنهر البصرة. قال أبو نعيم: مات سنة ثلاث وثمانين في الجماجم" (8).

- قال ابن حبان: "غرق في دجيل يوم الجماجم سنة ثلاث وثمانين" (9).

- قال السيوطي: "قيل: مات سنة إحدى وسبعين. والصواب: سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم (10).

- قال ابن تغر بردي: وفيها (أي سنة ثلاث وثمانين) توفي عبد الرحمن بن يسار (11).

وسبب استظهار هذا القول أنهم أجمعوا على أن ابن أبي ليلى خرج مع ابن الأشعث، كما ذكره ابن سعد (12). فموته سواء كان في وقعة الدجيل أوالجماجم فذلك كان سنة ثلاث وثمانين على الأشهر؛ أما من قال إنه قتل سنة اثنتين وثمانين، فيمكن توجيه قوله بما ذكره الذهبي: " ... ولا شك أن نوبة دير الجماجم كانت أياماً، بل أشهراً، اقتتلوا هناك مائة يوم، فلعلها كانت في آخر سنة اثنتين، وأوائل سنة ثلاثٍ" (13).

القول الخامس:

أن ذلك كان سنة ست وثمانين: قال الحافظ: مات بوقعة الجماجم، سنة ست وثمانين (14). كذا قال، ولم أجده لغيره ممن ترجم لعبد الرحمن بن أبي ليلى. والمؤرخون والحفاظ على أن الجماجم سنة اثنتين، أو ثلاث وثمانين، كما تقدم قريبًا.


1 - تاريخ دمشق (36/ 103) , وتهذيب الكمال (17/ 376)، وذكره بصيغة التمريض في طبقات الحفاظ (1/ 2).
2 - في معجم البلدان لياقوت (2/ 503): "ديرُ الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة. قال أبو عبيدة: الجمجمة القدح من الخشب وبذلك سمي دير الجماجم لأنه كان يعمل فيه الأقداح من الخشب والجمجمة أيضاً البئر تحفر في سبخة فيجوز أن يكون الموضع سمي بذلك. قال ابن الكلبي: إنما سمي دير الجماجم لأن بني تميم وذُبيان لما واقعت بني عامر وانتصرت بنو عامر وكثر القَتلَى في بني تميم بنو بجماجمهم هذا الدير شكراً على ظفرهم وهذا عندي بعيد من الصواب وهو مقول على ابن الكلبي وليس يصح عنه فإنه كان أهدى إلى الصواب من غيره في هذا الباب لأن وقعة بني عامر وبني تميم وذبيان كانت بشعب جبلَةَ وهو بأرض نجد وليس بالكوفة ولعل الصوابَ ما حكاه البلاذري عن ابن الكلبي أن بلاداً الرماح وبعضهم يقول بلال الرَماح وهو أثبت بن محرز الإيادي قتل قوماً من الفرس ونصب رؤوسهم عند الدير فسمي دير الجماجم، وقرأت في كتاب أنساب المواضع لابن الكلبي قال: كان كسرى قد قتل إياداً ونفاهم إلى الشام فأقبلت ألف فارس منهم حتى نزلوا السواد فجاءَ رجل منهم وأخبر كسرى بخبرهم فأنفذ إليهم مقدار ألف وأربعمائة فارس ليقتلوهم فقال لهم ذلك الرجل الواشي انزلوا قريباً حتى أعلم لكم علمهم فرجع إلى قومه وأخبرهم فأقبلوا حتى وقعوا بالأساورة فقتلوهم عن آخرهم وجعلوا جماجمهم قبة
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير