وبلغ كسرى خبرهم فخرج في أهليهم يبكون فلما رآهم اغتم لهم وأمر أن يُبنى عليهم دير وسمي دير الجماجم، وقال غيره: إنه وقعت بين إياد وبين بني نهد حرب في مكانه فقل فيها خلق من إياد وقضاعة ودفنوا قتلاَهم هناك فكان الناس إذا حفروا استخرجوا جماجمهم فسمي بذلك وإياد كانت تنزل الريف معروف ذلك عند أهل هذا الشأن، وعند هذا الموضع كانت الوقعة بين الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث التي كُسر فيها ابن الأشعث وقُتل القراء".
3 - تاريخ دمشق (36/ 103)، و تهذيب الكمال (17/ 376). وفي تاريخ الطبري (3/ 629): "وفي هذه السنة- يعني سنة اثنتين وثمانين- كانت وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث في قول بعضهم. قال الواقدي: كانت وقعة دير الجماجم في شعبان من هذه السنة وفي قول بعضهم كانت في سنة ثلاث وثمانين" انتهى. وقال خليفة بن خياط "تاريخ خليفة بن خياط (1/ 75) ": "أول وقعة كانت بينهم يوم تستر يوم النحر آخر سنة إحدى وثمانين والوقعة الثانية بالزاوية في المحرم أول سنة اثنتين وثمانين والوقعة الثالثة بظهر المربد في صفر يوم الأحد سنة اثنتين وثمانين والوقعة الرابعة بدير الجماجم كانت الهزيمة في جمادى لأربع عشرة ليلة خلت من سنة اثنتين وثمانين والوقعة الخامسة في شعبان سنة اثنتين وثمانين ليلة دجيل" انتهى. وعند ابن الأثير (2/ 311 - 316): أن موقعة الزاوية سنة اثنتين وثمانين، والجماجم في نفس السنة أو في سنة ثلاث وثمانين ومسكن سنة ثلاث وثمانين أيضا. وعند ابن عساكر (34/ 487): أن الزاوية سنة ثلاث وثمانين وهو غريب!. وعند ابن الجوزي في المنتظم (2/ 289 - 294): أن الجماجم سنة اثنتين وثمانين أو ثلاث وثمانين. وعند الذهبي في تاريخ الإسلام (1/ 684 - 686): أن الزاوية سنة اثنتين وثمانين، و حكى الخلاف في الجماجم ووجهه بقوله: ولا شك أن نوبة دير الجماجم كانت أياماً، بل أشهراً، اقتتلوا هناك مائة يوم، فلعلها كانت في آخر سنة اثنتين، وأوائل سنة ثلاثٍ" انتهى. وعند ابن كثير في البداية والنهاية (9/ 39 - 48): أن الزاوية سنة اثنتين وثمانين، ودير الجماجم سنة اثنتين وثمانين وامتدت إلى سنة ثلاث وثمانين. وعند ابن خلدون (3/ 61) أن الجماجم سنة اثنتين وثمانين.
4 - تاريخ دمشق (36/ 84).
5 - تاريخ دمشق (36/ 104،105).
6 - تاريخ خليفة (1/ 218).
7 - تاريخ دمشق (36/ 105).
8 - التاريخ الكبير (5/ 368).
9 - - مشاهير علماء الأمصار (1/ 164).
10 - طبقات الحفاظ (1/ 2).
11 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - (1/ 81).
12 - الطبقات الكبرى (6/ 112).
13 - تاريخ الإسلام للذهبي (2/ 185).
14 - تقريب التهذيب (1/ 461، 462)، والحافظ -رحمه الله- إن كان قد أخذ ذلك من قول لبعض المؤرخين بأن الجماجم كانت سنة ست وثمانين فذاك، مع أنه خلاف ما قاله من تقدم ذكره من أئمة أهل السير. وإن لم يكن كذلك فلا يعدو أن يكون سهوا. والله أعلم بحقيقة الحال، وإليه المرجع والمآل.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[12 - 12 - 09, 09:19 ص]ـ
الثاني: مكان، وسبب الوفاة:
اختلف في ذلك أيضا، كما اختلف في وقت الوفاة، ويتحصل في ذلك اثنا عشر قولاً مجموعة من كلام المؤرخين، أذكرها أولا ثم أحاول التوفيق والتقريب بينها مقتديا بأئمتنا في توفيقهم بين الروايات:
القول الأول:
أنه غرق في نهر البصرة. حكاه البخاري عن مسدد، فقال: قال مسدد غرق ابن أبي ليلى بنهر البصرة (1)، كما أطلقه البخاري في الكبير، حيث قال في ترجمة عبد الرحمن: "عبد الرحمن بن يسار وهو ابن أبي ليلى الأنصاري غرق بنهر البصرة" (2).
القول الثاني:
أنه غرق بالفرات: حكاه ابن عساكر عن الإمام أحمد: "قال صالح بن أحمد: حدثني أبي قال: فقد عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن شداد في الجماجم اقتحم بهما فرساهما الفرات فذهبا" (3).
القول الثالث:
أنه قتل بالجماجم. نُقل عن غير واحد. قال أحمد بن حنبل: "أبو البختري وعبد الرحمن بن أبي ليلى قتلا بالجماجم سنة ثلاث وثمانين" (4).
القول الرابع:
أنه فُقد بالجماجم. حكاه ابن عساكر وغيره، وأخرج ابن عساكر بسنده عن أبي فروة قال: فقد عبد الرحمن بن أبي ليلى ليلة الجماجم على فرس له (5).
القول الخامس:
إطلاق القول بأنه مات بالجماجم. قال البخاري: قال أبو نعيم: مات في الجماجم سنة ثلاث وثمانين (6).
القول السادس:
¥