ومنها: حمل أحد القولين على حفظ الراوي، والآخر على كتابه، ومثال ذلك: قول الإمام أحمد في زيد بن الحباب العكلي: " كان كثير الخطأ" ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn14)) وقال فيه أيضاً: "ثقة، ليس به بأس" ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn15))
وقال فيه أيضاً:" كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ " ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn16))
ولا اختلاف بين القولين، فيحمل كثرة الخطأ إذا حدث من حفظه، والتوثيق إذا حدث من كتابه، وقد أشار الإمام أحمد إلى هذا فقال: " حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني معاوية بن صالح، حدثني أبو الزاهرية عن نمران أبي الحسن " قال أحمد: حدثنا به زيد من كتابه نمران، ومن حفظه نمار" ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn17))
ومنها: أن يكون أحد القولين متعلقاً بإمامة الراوي بفن معين كالمغازي ونحوها ومثال ذلك: قول ابن معين في زياد بن عبد الله البكائي: " لا بأس به في المغازي، وأما غيره فلا " ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn18))
ومنها: أن يحمل أحد القولين على أحاديث الراوي والآخر على ذات الراوي ومثال ذلك: قول الإمام أحمد في الأوزاعي: " حديثه ضعيف" وقال فيه أيضاً: "كان من الأئمة " وقال أيضاً: " ثقة"
ولا خلاف بين الحكمين، قال البيهقي: " يريد أحمد بذلك بعض ما يحتج به لا أنه ضعيف في الرواية، والأوزاعي إمام في نفسه ثقة لكنه يحتج في مسائله بأحاديث من لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمقاطيع " ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn19))
ثالثاً: الترجيح بين القولين: وهو تقديم أحد القولين على الآخر بوجه معتبر.
وهذه الوجوه كثيرة يصعب حصرها والإحاطة بها ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn20)) - وهي كل ما قوّى أحد القولين على الآخر- فمن هذه الوجوه:
1 - أن يكون أحد قولي الناقد قبل معرفة حال الراوي وسبر أحاديثه والقول الثاني بعد ذلك، فيرجح القول الثاني على الأول، ومثال ذلك: قول ابن معين في الجراح ابن مليح الحمصي: " لا أعرفه " ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn21)) وقال فيه أيضاً: " لا بأس به " ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn22))
والراجح من القولين هو القول الثاني، قال ابن عدي: " قول يحيى بن معين: لا أعرفه، كأن يحيى إذا لم يكن له علم برواياته يقول: لا أعرفه، والجراح بن مليح هو مشهور في أهل الشام وهو لا بأس به " ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn23))
ومثال آخر: وهو ما رواه أحمد بن محرز قال: سمعت يحيى بن معين وسئل عن داود بن عمرو الضبي؟ فقال: لا أعرفه، من أين هذا؟ قلت: ينزل المدينة، قال مدينتنا هذه أو مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم؟ قلت: مدينة أبي جعفر، قال: عمن يحدث؟ قلت: عن منصور بن أبي الأسود وصالح بن عمر ونافع بن عمر، فقال: هذا شيخ كبير، من أين هو؟ قلت: من آل المسيب، فقال: لا أعرفه، أما لهذا أحد يعرفه، قلت: بل بلغني عن سعدويه أنه سئل عنه فقال ذاك المشؤم، ما حدث بعد وعرفه فقال: سعدويه أعرف بمن كان يطلب الحديث معه منا، ثم بلغني عن يحيى بن معين بعد أو سمعته وسئل عنه فقال لا بأس به وبلغني أن يحيى سأل سعدويه عنه فحمده" ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn24))
2- مخالفة أحد القولين لما رواه الأكثر عن الناقد، ومثال ذلك: ما رواه أبو عبيد الآجري عن أبي داود عن أحمد في ترجمة يزيد بن عبد الله بن خصيفة المدني قال: منكر الحديث" ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn25)) وهذا القول مخالف لما رواه الأكثر عن الإمام أحمد، المؤيد بتوثيق النقاد على يزيد، فروى عنه ابنه عبد الله أنه قال: " ما أعلم إلا خيراً"
¥