ومثال آخر: وهو قول ابن معين في كثير بن شِنظير المازني: ليس بشيء" ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn39)) وقال فيه أيضاً: " ثقة" ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn40)) قال الحاكم: قول ابن معين فيه ليس بشيء، هذا يقوله ابن معين إذا ذكر له الشيخ من الرواة يقلّ حديثه ربما قال فيه ليس بشيء يعني لم يسند من الحديث ما يشتغل به" ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn41))
7- أن يستعمل الناقد في أحد قوليه لفظة " ليس بالقوي" ومراده نفي وصف الحافظ عن الراوي، أو أنه متوسط الحفظ، ومن ذلك قول النسائي في أحمد بن بشير الكوفي: "ليس بالقوي" وقال فيه أيضاً: " ليس به بأس" ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn42)) قال الحافظ: "تضعيف النسائي له مشعر بأنه غير حافظ" ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn43))
8- أن ينقلب المعنى على الناقل في أحد قولي الناقد بسبب سقط في كلام الناقد ومثال ذلك: ما نقله ابن حبان - في ترجمة بشر بن شعيب بن أبي حمزة الأموي – عن البخاري أنه قال فيه " تركناه" اهـ ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn44)) مع أن البخاري روى عنه في صحيحه. قال الحافظ: "وهذا خطأ من ابن حبان نشأ عن حذف، وذلك أن البخاري إنما قال: "تركناه حياً" فسقط من نسخة ابن حبان لفظة حياً فتغيّر المعنى" ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn45))
8- خطأ الناقل في فهم كلام الناقد، ومثال ذلك: قول عبد الله بن علي بن المديني: سمعت أبي يقول: حسن بن موسى الأشيب كان ببغداد، كأنه يضعفه" ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn46)) قال الحافظ: " هذا ظن لا تقوم به حجة، وقد كان أبو حاتم الرازي يقول: سمعت علي ابن المديني يقول: الحسن بن موسى الأشيب ثقة، فهذا التصريح الموافق لأقوال الجماعة أولى أن يعمل به من ذلك الظن" ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn47))
وعلق الخطيب على قول عبد الله بن المديني فقال: "لا أعلم علة تضعيفه" ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn48))
وقال الحافظ: " أحد الأثبات اتفقوا على توثيقه والاحتجاج به" ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn49))
9- ترجيح أحد القولين لموافقته لأقوال النقاد خاصةً المعتدلين منهم قال ابن شاهين:- في ترجمة عطاف بن خالد المخزومي- "وهذا الخلاف في عطاف يوجب التوقف، وليحيى فيه قولان، وهو عندي إلى قوله: "إنه ليس به بأس" أقرب، وقد وافقه على ذلك أحمد بن حنبل" ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn50))
وقال أيضاً:- في ترجمة عمر بن أبي سلمة - "وهذا الخلاف يُرجع فيه إلى قول أحمد بن حنبل: قال فيه: "صالح ثقة إن شاء الله"؛ لأن يحيى بن معين قال فيه قولين أحدهما موافق لقول أحمد، فالرجوع إلى قول أحمد ويحيى في أحد قوليه أولى من الرجوع إلى قول يحيى وحده" ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn51))
هذا ما تيسر جمعه ونقله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه أجمعين.
([1]) شرح علل الترمذي (1/ 321)
([2]) الرواة الثقات المتكلم فيهم ص (30)
([3]) ميزان الاعتدال (5/ 503)
([4]) رقم (3245)
([5]) الجرح والتعديل (7/ 170)
([6]) الميزان (5/ 503)
([7]) تنبيه: مسألة الجمع بين القولين والترجيح بين القولين في باب الجرح والتعديل أمر نسبي، ولذا فإن أمثلة جمع قولي الإمام هي نفسها ترجيح من جهة أخرى، فمثلاً إذا نقل عن الناقد قولان في توثيق راوٍ وتضعيفه، ثم جمعنا بين القولين بالتضعيف النسبي، فإننا نكون قد رجحنا قول التوثيق وقدمناه ووجّهنا قول التضعيف، وهكذا العكس لو جمعنا بين القولين بالتوثيق النسبي، فإننا نكون قد رجحنا قول التضعيف، ووجهنا قول التوثيق، وهذا ما يشير إليه صنيع الخطيب البغدادي في اختلاف قولي ابن معين في خلف البزار.
¥