تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن العقل لا ينفي ذلك، ولاحظ أن هدفه كان في الأساس هو (التفرد) للعبادة، أي البعد عن مشاغل الدنيا المتكاثرة في منطقة الخلافة والتي هي أقل في المناطق النائية البعيدة ..

وهذا الشيء يحصل في كل مكان ناءٍ بعيد عن الحضارة ..

ولذلك كانت هذه فكرة كثير ممن تفرد بالعبادة، وليس ذلك مربوطاً بالمكان الفاضل للعبادة كمكة والمدينة ..

وخير دليل على ذلك ما اشتهر من اتخاذ كثير من الزهاد والعباد مدينة (عبَّادان) في العراق مكاناً للعبادة لأنه مكان كان يخلو من مشاغل الحياة الموجودة في المدن الكبرى ..

أضف إلى ذلك أن الإمام العجلي روى أحاديث في فضل الإقامة في المغرب، وهي وإن كان فيها ضعف إلا أنها تقوي الفكرة السابقة ..

وأما القول بأنه للهرب من الفتنة فهو قول الذهبي، وهو قد خرج أيام الفتنة إلى المغرب، ولاشك أن لهذا التوقيت دلالة على أن للفتنة علاقة بأمر خروجه ولو كانت من بعيد ..

والفتنة عند الأغالبة لا شك ستكون أهون منها عند الخليفة ..

والله أعلم


ما نقلته عن حث سحنون ابنه على الرواية عن العجلي نفسه لم أقف عليها، وكل ما رأيته هو الحث على إتيان طرابلس الغرب ..

فحبذا لو أتحفتني بمصدر هذه الفائدة النفيسة ..

وجزاك الله خيراً على إثرائك للموضوع أنت وبقية الإخوة ..

أخوك: أبو معاذ

أخي أبومعاذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لأفريقية فقد اختلف في حدودها ويمكن أن ترجع إلى كتاب الدكتور الحسين شواط " مدرسة الحديث بالقيروان ... " حيث ذكر خمسة اقوال لحدود أفريقية منها 4_ قيل إنها بين طرابلس وقسنطينة، أي ما يقارب حدود البلاد التونسية حالياً (أي أن طرابلس ليست منها) 5_ قيل هي مدينة القيروان " انظر ص 32،31 من الكتاب.
أما جزمك بأن الإمام العجلي دخل تونس فلم يقل به أحد وكل ما ذكر في الكتب أنه استقر بطرابلس قادما إليها من مصر .. وقد ذكر الدكتور شواط في نفس الكتاب ص 457: هـ- الصلة بطرابلس الغرب: ... وأما أشهر من مثل هذه الصلة فهو: المحدث أبو الحسن ... وقد سمع منه جماعة من أهل القيروان ومن الوافدين عليها وأخذوا عنه علم الرجال ومنهم: سعيد بن إسحاق (ت294 ... ومالك بن عيسى (ت305).انتهى وقال صاحب كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب: ودخل (أي الإمام العجلي) مصر وتوجه إلى أطرابلس المغرب وأقام بها إلى أن مات. ج2، ص193 ..
وبالنسبة لرواية الإمام العجلي عن سحنون التي أشرت إليها، فكما قلت أنه أقصد أنه لعظم قدر الإمام العجلي والإمام سحنون فلن يغفل أحد عن ذكر ذلك. لو ثبت نقلك وأنت أشرت إلى العلة التي به إليس كذلك!؟ كما أن القرينة التي ذكرتها لا تستند إلى دليل قوي فلا يعول عليها ..
أما مسألة التفرغ للتأليف فقد لا يمكن أن نجزم أنه كان متفرغاً للتأليف وإلا لكانت له مصنفات عدة فشأنه في ذلك شأن الإمام يحي بن معين وأمثالهما من العلماء وما وصل إلينا منه عبارة عن سؤالات ابنه صالح له وقد ذكر صاحب طبقات الحفاظ: ... وحدث عنه ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل. وهو نفس الكتاب الذي أصله سؤالات إجتمعت لابنه صالح .. قال صاحب بغية الطلب: وابنه صالح بن أحمد كان من أهل العلم والرواية وله سؤالات سأل عنها أباه ... وكان خروجه إلى المغرب (أي الإمام العجلي) أيام محنة أحمد بن حنبل لأنه يقول في هذه السؤالات دخلت على أحمد بن حنبل وهو محبوس بصور وذلك أن المأمون احتمل أحمد ابن حنبل إليه من بغداد للمحنة في القرآن.
أما مسألة اختياره طرابلس للتفرد للعبادة وأن علي بن أحمد بن زكريا (راوي الكتاب عن ابنه صالح) قد أثبت ذلك وذكره عن العجلي.!!؟؟ فلم أجد من ذكر ذلك عن الإمام العجلي وكل ما هناك أنه ذكر أن الوليد قال قلت لزياد بن عبد الرحمن أي شيء أراد أحمد بن صالح بخروجه إلى المغرب فقال أراد التفرد للعبادة يحكي ذلك عن مشايخ المغرب قال وسمعت علي بن أحمد يقول نحو .. فلو كان لديك القول المنسوب للإمام العجلي اذكره لي وليس هنام إلا قول يقول أنه كان يحب التفرد للعبادة يعني في أصله .. والشيء الأخر الذي لا أوفقك عليه هو أنه انتقل إلى بيئة نائية!؟؟ فالذي يجهل تاريخ طرابلس وما قاله عنها من دخلها ليس له إلا أن يقول ذلك .. وللعلم فطرابلس لم تكن نائية وليست بعيدة عن الحضارة فقد ترجع نشأتها إلى القرن العاشر قبل الميلاد وقد واكبت الحضارة الإسلامية وقد تعرضت لكثير من الفتن والحروب مما لا يجعلها كثير من تاريخ المكتوب يضيع ..
أما مسألة خلق القرأن فلم تكن طرابلس ناجية كغيرها من مدن العالم الإسلامية من فتنة خلق القرآن ويكمن أن تقرأ ما ذكره الدكتور شواط بشأن فتنة خلق القرأن .. وأما قول الذهبي فلا يفهم منه أنه خرج هروبا من الفتنة بل فيه تحديد لزمن خروجه ويكمن لك أن تقرأ عن فتنة خلق القرآن أكثر وترى ما فعله القاضي ابن أبي الجواد في الإئمة والعلماء وخاصة ما حصل لموسى بن معاوية والإمام سحنون.
أما الشيء الأخير وهو حث الإمام سحنون ابنه محمد أن يقدم طرابلس فإن بها رجال مدنيون. فهذا دليل على وجود علماء على عكس ماذكرت وذكر غيرك .. والنص الذي ذكرته لك بأن يقدم على الإمام العجلي فقد يكون خطأ مني وكان عبارتي استنباطا من فهمي لكلام الإمام سحنون .. ولكن سابحث لك عن ذلك القول اذا كان موجود ذكرته لك مرة ثانية والا فاعلم أنه خطأ مني
وبارك الله فيك وفي كل من ساهم ويساهم في هذا الموضوع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك أبومحمد الطرابلسي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير