لو نُشِرَ موضوعُه، في المنتدى الشرعي العام.
ورابط الموضوع بمنتدى الدراسات الحديثية هو:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=195674 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=195674)
وسأورد هنا فقط، المقاطع التي عليها الملاحظات، ثم أعقبها بملاحظاتي وتعليقاتي.
قال الأخ الفاضل محمد المبارك حفظه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأحاديث الصحيحة
ممَّا ورد في المخترعات الحديثة
قلت (القائل عبد القادر مطهر):
هذا العنوان أخي الكريم، غير دقيقٍ، فليس كل ما أوردته أحاديثَ، بل لقد أوردت آثارًا أيضًا، كأثر
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، في فقرة الأنفاق الأرضية؛
كما إنه ليس كل ما أوردته صحيحًا؛ بل فيه الصحيح والضعيف، كما سأبين إن شاء الله تعالى.
وقال الأخ الفاضل محمد المبارك حفظه الله تعالى:
السيارات:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ولتُترَكنَّ القلاص فلا يُسعى عليها).
وهذا اخبارٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنَّه سيأتي زمنٌ لا تستخدم فيه الإبل للمواصلات والتنقل وحمل الأمتعة.
والجمال هي أقدر الحيوانات على أعباء السفر في الصحراء وأصبرها. ولذلك فلا يُتصوَّر عدم استخدام الجمال في الاحمال والمواصلات مع وجودها إلاَّ عند توفُّر وسيلة أحسن، وهي السيارات.
وقد رأينا في هذا الزمان تعطل الجمال عن حمل الأمتعة واستخدام الناس للسيارات بدلاً عنها، وهذا هو الواقع الملموس اليوم.
قلت (القائل عبد القادر مطهر):
قولك أخي الكريم أن المقصود من عبارة:
ولتُترَكنَّ القلاص فلا يُسعى عليها، هو: أن لا يُرْكَبُ عليها.
هذا التفسير، إنما هو واحدٌ، من ثلاثة تفاسير لها:
الأول:
هذا الذي ذَكَرْتَ، وبه قال: الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، في أضواء البيان في تفسير آية: ويخلق ما لا تعلمون، قال:
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يخلق ما لا يعلم المخاطبون وقت نزولها، وأبهم ذلك الذي يخلقه; لتعبيره عنه بالموصول، ولم يصرح هنا بشيء منه، ولكن قرينة ذكر ذلك في معرض الامتنان بالمركوبات، تدل على أن منه ما هو من المركوبات، وقد شوهد ذلك في إنعام الله على عباده، بمركوبات لم تكن معلومة وقت نزول الآية: كالطائرات، والقطارات، والسيارات ...
... وقوله صلى الله عليه وسلم: ولتتركن القلاص فلا يُسعى عليها، فإنه قَسَمٌ من النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه ستُترك الإبل فلا يُسعى عليها، وهذا مشاهدٌ الآن للاستغناء عن ركوبها بالمراكب المذكورة. اهـ. باختصار.
أضواء البيان 2/ 334 - 335.
كما قال بذلك، أيضًا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى، قال:
ذلك يعني أن هذه السروج، التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان، ليست سروجًا حقيقية توضع على ظهور الخيل، وإنما هي أشباه الرحال.
وأنت إذا تذكرت أن الرحال: جمع رحل، و أن تفسيره كما في المصباح المنير وغيره: كل شيء يعد للرحيل، من وعاء للمتاع ومركب للبعير. إذا علمت هذا، يتبين لك بإذن الله أن النبي صلى الله عليه وسلم، يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتكرت في هذا العصر، ألا وهي السيارات، فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال. اهـ.
السلسلة الصحيحة - 2683.
والتفسير الثاني هو:
أن القلاص تُترك وتُهمل، ولا يُهتم بها، وبه قال الإمام النووي رحمه الله تعالى، قال:
وأما قوله صلى الله عليه وسلم، وليتركنَّ القلاص فلا يُسعى عليها: معناه أن يزهد فيها ولا يرغب في اقتنائها، لكثرة الأموال، وقلة الآمال، وعدم الحاجة، والعلم بقرب القيامة.
وإنما ذُكرت القلاص لكونها أشرف الإبل، التي هي أنفس الأموال عند العرب، وهو شبيهٌ بمعنى قول الله عز وجل: وإذا العشار عطلت.
ومعنى لا يسعى عليها: لا يُعتنى بها، أي يتساهل أهلها فيها، ولا يعتنون بها. اهـ.
شرح النووي على صحيح مسلم 2/ 192.
والتفسير الثالث هو:
أنه لا يُرسلُ السعاةُ لجمع زكاتها، وقد قال به كل من القاضي عياض وصاحب المطالع، قالا:
معنى لا يُسعى عليها: أي لا تطلب زكاتها، إذ لا يوجد من يقبلها. اهـ.
شرح مسلم 2/ 192.
كما قال به أيضًا، ابن الأثير وابن منظور، قالا:
أي لا يَخْرج ساعٍ إلى زكاة، لِقلَّة حاجة الناس إلى المال، واسْتِغْنائهم عنه. اهـ.
النهاية في غريب الأثر 4/ 156، ولسان العرب 7/ 39.
¥