ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[10 - 12 - 09, 09:08 م]ـ
قال الشيخ بشار عواد في تحقيقه على تاريخ بغداد , ج 11, ص 530 عن حسن غريب عند الترمذي:
"وهاذ العبارة تدل على ضعف الحديث عند الترمذي كما هو واضح للدارس لعبارة الترمذي"
http://www.al-fikrah.net/uploads/forums/hasan_bastr.jpg
أقول: هذا الاستنباط ليس سديدا، بل تطبيقات الترمذي تخالفه، من ذلك:
قال الترمذي في باب ما جاء فيمن سأل الشهادة: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي حدثنا القاسم بن كثير المصري حدثنا عبد الرحمن بن شريح أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الله الشهادة من قلبه صادقا، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه. قال أبو عيسى: حديث سهل بن حنيف حديث حسن غريب لا أعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح، وقد رواه عبد الله بن صالح عن عبد الرحمن بن شريح. فهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، والقاسم بن كثير المصري، قال النسائي: ثقة. أما أبو حاتم فقال: صالح الحديث. ولا تعارض بين هذين القولين، وقد تابعه عبد الله بن صالح. ومع هذا قال الترمذي: حسن غريب. فلو صحت القاعدة التي بنى عليها الشيخ عواد لكان هذا الإسناد ضعيفا، وليس كذلك.
وقال: حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سعد بن أوس عن بلال بن يحيى العبسي عن شتير بن شكل عن أبيه ابن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، علمني تعوذا أتعوذ به، قال: فأخذ بكتفي، فقال: قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي -يعني فرجه-. قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس عن بلال بن يحيى. وهذا حديث إسناده صحيح. وبلال بن يحيى العبسي الكوفي قال فيه ابن معين: ليس به بأس. وهذا القول من ابن معين يساوي توثيق غيره، وقال ابن القطان: صحح الترمذي حديثه. (تهذيب التهذيب في ترجمة بلال)
وكثير من الحديث الذي قال فيه الترمذي: حسن غريب، حديث في إسناده راو مختلف فيه، والراوي المختلف فيه ليس ضعيفا قولا واحدا، بل مال المزي وابن القطان وغيرهما إلى تحسين حديثه، لأنه لو اتفقوا على ثقته، فهو صحيح، وإن تواطؤوا على تضعيفه فهو ضعيف، وإن اختلفوا فينظر في هذا الخلاف، فليس كل مختلف مردودا، كما أنه ليس كلهم مقبولا. والله أعلم
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[10 - 12 - 09, 09:24 م]ـ
قال الشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي في: شرح حديث جابر الطويل في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم (ص 71 – 81) / منهج الإمام الترمذي في أحكامه على الأحاديث في كتابة ((السنن)): http://www.islamid.com/books/attarefe-04.doc
القسم الثاني:
ما كان فيه ضعف ويطلق عليه لفظ (حديث حسن) مجرداً، وقد يغتر البعض بإطلاق هذه اللفظة من الإمام الترمذي، ويظن أنه يريد بها الحسن الاصطلاحي عند أهل الاصطلاح وليس كذلك، بل إن الترمذي عليه رحمة الله إذا أطلق هذه العبارة فإنه يريد أن الخبر ضعيف وليس بصحيح والأدلة على ذلك معروفة:
- أن الترمذي بين ذلك في علله: وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً.
فالترمذي إحترز من إطلاق الحسن على من رواه متهم بالكذب ولا يكون شاذاً، ولم يحترز – كما ذكر – ممن دونه وهو في دائرة الضعيف، فهو عرف الحسن لكنه لم يبين انه يحتج به او لا يحتج به.
ولذا قد يطلق الحفاظ على حديث حسن ويريدون به استقامة متنه وحسنه، مع أنه مردود سنداً، وهذا وجد في كلام الأئمة الحفاظ المتقدمين.
- ومنها أن هذا معلوم لمن سبر وتتبع منهج الإمام الترمذي في سننه، وقارن أقواله وأحكامه على الأحاديث بأقوال وأحكام الأئمة.
- ومنها أن الترمذي رحمه الله نص في كثير من المواضع على ما يدل على ضعف الحديث، كأن يعل الحديث بعلة تضعفه، أو ينص على ترجيح غيره عليه، فالترمذي يعقب في بعض المواضع بعد قوله: (حسن)
* فيقول: (ليس إسناده بمتصل)
* ويقول أيضاً بعده: (ليس إسناده بذاك القائم)
* ويقول أيضاً: (ليس إسناده بذاك)
¥