قال عبد الرحمن بن إبراهيم: قال محمد بن شعيب: قال الوليد بن سليمان: فحدثت أيوب بن أبي عائشة بهذا، فأخبرني أنه صحب عبد الله بن أبي زكريا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء ب - " قل هو اللّه أحد " وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
فكانت هذه أيضاً أدل، إذ يحكيها الوليد بن سلمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة فيحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا، أكثر دليلاً على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع، وبعد ما يحدث به عبد الله بن العلاء عنه، من لقيه العرباض.
والعرباض قديم الموت، روى عنه الأكابر: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وجبير بن نفير، وهذه الطبقة. ا.هـ
- قال أبو زرعة: مسرة بن معبد، شيخ لنا قديم، من أهل فلسطين، قد سمع من سالم بن عبد الله بن عمر، حدث عنه من الأجلة: ضمرة، ووكيع.
قال أبو زرعة: فذكرت لعبد الرحمن بن إبراهيم بعض حديثه.
فقال: قد حدث عنه وكيع بحديث فأخطأ.
قلت له: وما هو؟
قال: حدث عنه، عن سليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة أو تمسه النار، وإنما هو: مسرة عن الزهري.
قلت له: حدثنا سوار بن عمارة قال: حدثنا مسرة بن معبد عن الزهري، وسليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة، أو تمسه النار.
وحدثناه الوليد بن النضر عن مسرة بن معبد عن الزهري فقط.
قال أبو زرعة: فقد أصابوا جميعاً. ا.هـ
ـــــــــــــــ
- وقد نقل الرواة عن دحيم تفضيلا بين الرواة فأشبهها بعلم العلل
ما قال أبو زرعة:قال لي عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم:
شعيب بن أبي حمزة ثقة ثبت يشبه حديثه حديث عقيل والزبيدي فوقه.
وفي التاريخ الكبير لأبي زرعة نقولا أخرى
ــــــــــــــــــــــ
فصل:
وأكثر بلديُه أبو زرعة من نقل علم دحيم في تاريخه ولم يكن يذكره بلقبه إلا قليلا
نقل عنه في التواريخ والجرح والتعديل وأخبار الشاميين من الصحابة إلى عصرة
- وهذا مثال ونقل مطول يبرز علم دحيم بأخبار أهل البلده ومعرفته بالرواة وأحوالهم:
قال أبو زرعة: وحضرت مجلساً في المسجد الجامع بدمشق، حضره عبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد الله بن ذكوان، ومحمود بن خالد، فسأل محمود بن خالد عبد الرحمن بن إبراهيم عن سن عثمان بن عفان؟
فسألني عبد الرحمن عن ذلك
فقال لي: أيش عندك فيه؟
قلت: قد جاز الثمانين.
فقال: سنه سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال له محمود: فمعاوية؟
قال: ابن سبع وسبعين سنة، اجتمعوا عام الجماعة، ومعهم جرير البجلي - يعني سنة أربعين - فقال لهم معاوية: أنا ابن سبع وخمسين هذا عام الجماعة، وهي سنة أربعين، وتوفي معاوية سنة ستين.
قال أبو زرعة: وناظرت عبد الرحمن بن إبراهيم، قلت: أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تره، وأدركت أبا بكر وعمر، ومن بعدهما، من أهل الشام، من المقدم منهما، الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم؟
قال: ابن غنم المقدم عندي، وهو رجل أهل الشام.
ورآه مقدماً لمكانه من أمير المؤمنين، وحديثه عن عثمان ومعاوية، وابنه، وعبد الملك.
قلت: ولا تقدم عليهم الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال: ولفضله في نفسه؟
قال: المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
قلت له: فأي الرجلين عندك أعلم: جبير بن نفير الحضرمي أو أبو إدريس الخولاني؟
قال: أبو إدريس عندي المقدم، ورفع من شأن جبير لإسناده وأحاديثه، ثم ذكر أبا إدريس فقال: له من الحديث ما له، ومن اللقاء، واستعمال عبد الملك إياه على القضاء بدمشق.
قلت: فمن يكون معه من أصحابنا في طبقتهم؟
فقال: كثير بن مرة
فذاكرته سنه، ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام، وقول عوف فيه: أرجو أن تكون يا كثير رجلاً صالحاً.
فرآه معهما في طبقتهما.
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو: قلت - يعني لعبد الرحمن بن إبراهيم -: فمن يوازي عندك خالد بن معدان، في مذهبه، وعلمه؟
فذكر: ابن أبي عوف وراشد بن سعد.
قلت له: إن الوليد بن عبد الملك كتب يحمل القضاة على قول خالد، قلت له: فنجعله مع عبد الله بن محيريز، طبقة؟
قال: ابن محيريز المقدم عليه كثيراً!؟ كان الأوزاعي لا يذكر خمسة من السلف إلا ذكر فيهم ابن محيريز، ورفع من ذكره، وفضله.
قلت: فيكون مع ابن محيريز في طبقة ابن الديلمي، وهانىء ابن كلثوم، وابنا أبي سودة: عثمان وزياد؟
قال: هو أرفع منهم، وهم من رواته
قال أبو زرعة: ورأيته أجل أهل الشام عنده، بعد أبي إدريس، وأهل طبقته، وهو من قريش، من بني جمح، من أنفسهم، يكنى: أبا محيريز، من رهط أبي محذورة، وأبو محذورة من أنفس بني جمح.
وذكر يزيد بن الأسود، فقدمه، وفضله، وذكر استسقاء الضحاك به بدمشق.
قلت له: فقد حدثنا الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر: أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فعرفه، وقبله
وقال: وجه ذلك أنه فعله في إمرة معاوية، وفعله في إمرة الضحاك. ا.هـ
والله أعلم
¥