تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حكمه: قد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا أو يُتوقف فيه بحسب معرفة الراوي وما يظهر من ضبطه وتوثيقه.

قال الناظم:

وضده مختلف فاخش الغلط مؤتلف متفق الخط فقط

تعريف الحديث المؤتلف المختلف: "وهما قسم واحد" هو الحديث الذي اتفق في سنده أسماء وألقاب أو كنى أو أنساب الرواة خطا واختلفت لفظا. مثل عباس وعياش أو خياط وحباط، غنام وعثام، بشار ويسار، بشر وبسر، بشير ويسير ونسير.

حكمه: قد يكون صحيحا أو حسنا أو ضعيفا.

تنبيه: هذا القسم بالنسبة لنا اليوم لا إشكال فيه لأن سلف الأمة من المتقدمين كانوا لا يعجمون الحروف والإعجام هو تنقيط الحروف.

قال الناظم:

تعديله لا يحمل التفردا والمنكر الفرد به راو غدا

تعريف الحديث المنكر: هو الحديث الذي تفرد به راو ضعيف لا يحتمل قبوله إذا تفرّد، ويقابله الحديث المعروف.

وقال بعض العلماء في تعريف الحديث المنكر: هو الحديث الذي يرويه الضعيف مخالفا للثقة.

حكمه: مردود حتى لو فرض أن له شواهد من جنسه.

الحديث المعروف: هو الحديث الذي يرويه الثقة مخالفا للضعيف.

حكمه: قد يكون صحيحا أو حسنا، حسب ضبط الراوي.

قال الناظم:

وأجمعوا لضعفه فهو كرد متروكه ما واحد به انفرد

تعريف الحديث المتروك: هو الحديث الذي ينفرد بروايته راو متفق على ضعفه ورد حديثه.

حكمه: مردود حتى لو فرض أن له شواهد من جنسه وتنزل درجة حديثه إلى ما يقارب الوضع.

قال الناظم:

على النبي فذلك الموضوع والكذب المختلق المصنوع

تعريف الحديث الموضوع: هو الكلام الذي يتكلف قائله في اختلاقه ونظمه وتركيبه وتشقيقه ثم ينسبه كذبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

علامات الوضع: يعرف الوضع بوجود علامات في السند أو في المتن:

أ * علامات الوضع في السند أربع هي:

1 - أن يكون راوي الحديث معروفا بالكذب ولم يرو هذا الحديث ثقة.

2 - أن يعترف واضع الحديث بالوضع كحديث فضائل القرآن اعترف بوضعه ميسرة.

3 - ما نزله العلماء منزلة إقرار الراوي بوضعه الحديث، كأن يحدث عن شيخ يُعرف تاريخ وفاته، ثم يُسأل عن مولد ذلك الشيخ فيذكر تاريخا بعد تاريخ الوفاة ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده فهذا لم يعترف بوضعه الحديث ولكن كذبه في تاريخ الميلاد يتنزل منزلة إقراره بالوضع لأن الحديث غير معروف من طرق أخرى.

4 - وجود قرينة في الراوي تقوم مقام الوضع، كأن يضع الراوي الحديث لغرض دنيوي مثل ما فعل محمد بن الحجاج النخعي قال "الهريسة تشد الظهر" وكان يبيع الهريسة أو مثل ما أسنده الحاكم عن يوسف بن عمر التميمي قال كنت عند سعد بن طريف، فجاء ابنه من الكتُاب يبكي فقال: "مالك"، قال: "ضربني المعلم"، قال: "لأخزينه اليوم، حدثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: "معلمو صبيانكم شراركم، أقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين". قلت: "لو كان صحيحا ما قام معلم يدرس في الأمة أبدا وهذا ليس إلا من اختلاقه غضبا ورغبة في أن يقصم ظهر هذا المعلم انتقاما لابنه".

ب-علامات الوضع في المتن خمسة هي:

1 - ركاكة اللفظ: بحيث يدرك العليم بأسرار البيان أن هذا اللفظ لا يأتي ممن أوتي جوامع الكلم.

2 - فساد المعنى: مثل حديث: "أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا وصلّت عند المقام ركعتين".

3 - مخالفة لصريح القرآن: مثل: "ولد الزنا لا يدخل الجنة إلى سبعة أبناء" فإنه مخالف لقوله تعالى: "وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".

4 - مخالفة لصريح السنة المتواترة: مثل: "إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به حدثت به أم لم أحدث فهو مخالف للحديث المتواتر: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".

5 - مخالفة للقواعد العامة المأخوذة من القرآن والسنة: مثل: "من ولد له مولود فسماه محمدا كان هو ومولوده في الجنة" فهو مخالف أيضا لأنه معلوم أن من أسباب النجاة يوم القيامة الأعمال الصالحة لا الأسماء.

تنبيه: محرم على فاعله وليتبوأ مقعده من النار إن لم يتب ويبين ولا يجوز تداوله مطلقا والتكلم به إلا لتبيين بطلانه ومع هذا لا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بقولنا كذا وكذا وهو مكذوب عن النبي أو وهو باطل لا أصل له أو ما شابه ذلك من الألفاظ الزاجرة القوية ليتحفظ من شره وحتى لا يتوهم السامع وبالأخص العوام الذين يتناقلون المكذوب على أنه متواتر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فالحذر الحذر.

الخاتمة:

هذا ما يسره الله تعالى لي في هذه الرسالة الملخصة في علم الحديث، أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال وإذ لا يخلو كتاب من خطأ إلا كتابه، نسأله تعالى أن يغفر لنا الخطأ والزلل إنه سميع مجيب.

ومن أراد أن يستزيد فعليه بالرجوع إلى شرح الشيخ العثيمين رحمة الله وشرح الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله فإن في رسالتيهما ما يشفي العليل والغليل، فهي مملوءة بالأمثلة التوضيحية على كل قسم تقريبا، وفيهما من النفع ما لا أحصي ذكره الآن وما منعني أن أسوقه إلا التلخيص، فعذرا.

وجازى الله علماءنا خير الجزاء وأوفره وأجله وأعظمه فما جعلوا للحديث علما إلا لتحري الحق وتنزيهه فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب هو أحد الكاذبين" وفي حديث آخر "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، فنصيحة لي أولا وللقارئ الكريم علينا بالتحري، علينا بالتحري، فما أكثر ما نقول هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وما هو كذلك فلنتق الله ونخشاه فإن ذنوبنا عظيمة وإنا لنستزيد منها كما نأكل الطعام ونتنفس الهواء حتى بلغت قمم الجبال بل وعنان السماء وإن ربنا لحليم عنا إذ لم يعاقبنا حال المعصية وهو من العفو قريب وإنا لنطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا إنه هو الغفور البر الرحيم.

اللهم اجعلنا من المخلصين هداة مهتدين واجعلنا من ورثة جنة النعيم ولا إله الله وحده لا شريك له كلمة أرجو بها فرجا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الشرك وكان حنيفا، من الموحدين.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما فريدا.

كتبه في 17 رمضان 1426

الفقير لعفو ربه

حفيظ التلمساني السلفي

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير