4. عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211هـ) في كتابه الشمهور (المصنف).
5. سعيد بن منصور صاحب السنن. وهو مطبوع باسم: سنن سعيد بن منصور.
6. ابن أبي شيبة صاحب المصنف المعروف بمصنف أبي شيبة.
"وكانت طريقتهم في جمع الحديث أنهم يضعون الأحاديث في باب واحد، ثم يضعون جملة من الأبواب بعضها إلى بعض، ويجعلونها في مصنف واحد، ويخلطون الأحاديث بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ". وقد حملت هذه المصنفات الأولى عناوين مثل (مصنف) و (سنن) و (موطأ) و (جامع) وجمعت مادتها من الأجزاء والصحف التي دونت قبل مرحلة التصنيف.
وفي القرن الثالث الهجري استمر نشاط العلماء في التدوين وبدأوا يقصرون المصنفات على الأحاديث حاذفين أقوال الصحابة والتابعين من كتب الحديث، وقد رتبوا الأحاديث على طريقة المسانيد بأن جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة وإن تباينت المواضيع التي تناولتها، وممن عرف من أوائل المصنفين للمسانيد:
1. أبو داود الطيالسي (ت204هـ).
2. عبد الله بن الزبير الحميدي (ت219هـ).
3. أحمد بن حنبل (ت240هـ)، وهو المسند المشهور المتداول.
4. خليفة بن خياط (ت240هـ).
5. عبد بن حميد (249هـ).
6. عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255هـ)، طبع منه المجلد الأول.
7. أبو بكر أحمد بن عمرو البزار (ت292هـ).
8. أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327هـ).
9. أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح الشاشي (ت335هـ) في المسند الكبير.
وقد وصلت إلينا بعض هذه المسانيد ولا يمكن الجزم بفقدان المصنفات والمسانيد الأخرى، فهناك الألوف من المخطوطات العربية في مكتبات اسطنبول والمغرب والمكتبات الأخرى في أرجاء العالم، التي لا توجد لدينا فهارس شاملة عن بعضها وقد يكون فيها بعض المصنفات والمسانيد التي نحسبها مفقودة.
وعلى أية حال فإن هذه المسانيد لم تقتصر على جمع الحديث الصحيح، بل احتوت على الأحاديث الضعيفة أيضاً، مما يجعل من الصعوبة الافادة منها إلا من قبل العلماء المتضلعين في الحديث وعلومه، وكذلك فإن طريقة الترتيب تجعل من الصعوبة الوقوف على أحاديث حكم معين، لأنها لم ترتب على أبواب الفقه. مما حدا بالإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) إلى تصنيف كتابه (الصحيح) الذي يقتصر على الأحاديث الصحيحة وإن كان لا يستوفيها جميعاً، وجرى على منواله الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 361هـ) في صحيحه، وقد رتبا صحيحهما على أبواب الفقه تسهيلاً على العلماء والفقهاء عند الرجوع إليهما في حكم معين.
وقد اعتبر العلماء صحيحي البخاري ومسلم أصح كتب الحديث، وقد اعتمد كل منهما في تصنيف كتابه على كتب المسانيد وصحف الحديث الأخرى التي تلقاها سماعاً عن شيوخه الذين صنفوها أو نقلوها عن مصنفيها بإسنادهم إليهم، إضافة إلى الروايات الشفهية التي أضافها كل من البخاري ومسلم إلى صحيحيهما، وبذلك حفظا مادة كثير من كتب المسانيد المفقودة.
وقد تابعهم في الترتيب على أبواب الفقه معاصروهم والمتأخرون عنهم مثل:
1. ابن ماجة، محمد بن يزيد، (ت273هـ) في سننه.
2. أبو دواد، سليمان بن الأشعث السجستاني، (ت275هـ) في السنن.
3. الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة السلمي، (ت 279 هـ) في جامعه.
4. النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي، (ت 303 هـ) في سننه.
وقد اعتبر العلماء القرن الثالث أسعد عصور السنة وأزهاها، ففيه دونت الكتب الستة التي اعتمدتها الأمة، ونشطت رحلة العلماء، وكان اعتمادهم على الحفظ والتدوين معاً، فكان النشاط العلمي قوياً خلاله، فبرز العلماء والنقاد وتجلت ثمار هذا النشاط في تدوين الصحاح. وقد اقتصر دور العلماء في القرون التالية على الجمع بين كتب السابقين أو اختصارها بحذف الأسانيد أو تهذيبها أو إعادة ترتيبها، وهكذا أنصب اهتمامهم على الكتب المدونة، وقلت بينهم الرواية الشفهية، لذلك اعتبر الحافظ الذهبي رأس سنة ثلثمائة للهجرة الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من نقاد الحديث.
المراجع العلمية للمستوى الأول
- بحوث في تاريخ السنة المشرفة، د. أكرم ضياء الدين العمري.
- قواعد التحديث، للشيخ جمال الدين القاسمي.
- الحديث والمحدثون، للشيخ محمد أبو زهو.
- دراسات في الحديث، النبوي للأعظمي.
- صحائف الصحابة، للشيخ الصويان.
- مختصر الصواعق المرسلة، للبعلي الحنبلي.
- الحديث الضعيف، للشيخ د. عبدالكريم الخضير.
- تيسير مصطلح الحديث، للشيخ محمود الطحان.
- تدوين السنة النبوية، للشيخ د. أحمد مطر الزهراني.
- السنة قبل التدوين، للدكتور محمد عجاج الخطيب.
- معرفة النسخ والصحف الحديثية، للشيخ د. بكر بن عبد الله أبو زيد.
منقول من مكتبة همسات ثقافية