تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

)) [درء تعارض العقل والنقل 177\ 1]

ويقصد أن عدم مخالفة العقل أمر غير منضبط فالعقول تختلف وأوجه المخالفة تختلف فإذا علقنا التصديق بثبوت شيء عليها فقد علقناه على أمر غير منضبط [مستفاد من منهج الأشاعرة في العقيدة (الكتاب الكبير) للشيخ سفر الحوالي]

وقال ((أن وجوب تصديق كل مسلم بما أخبر الله به ورسوله من صفاته ليس موقوفا على أن يقوم عليه دليل عقلي على تلك الصفة بعينها فإنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخبرنا بشيء من صفات الله تعالى وجب علينا التصديق به وإن لم نعلم ثبوته بعقولنا ومن لم يقر بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله فقد أشبه الذين قال الله عنهم {قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة ليس مؤمنا بالرسول ولا متلقيا عنه الأخبار بشأن الربوبية ولا فرق عنده بين أن يخبر الرسول بشيء من ذلك أولم يخبر به فإن ما أخبر به إذا لم يعلمه بعقله لا يصدق به بل يتأوله أو يفوضه وما لم يخبر به إن علمه بعقله آمن به وإلا فلا فرق عند من سلك هذا السبيل بين وجود الرسول وإخباره وبين عدم الرسول وعدم إخباره وكان ما يذكره من القرآن والحديث والإجماع في هذا الباب عديم الأثر عنده وهذا قد صرح به أئمة هذا الطريق.)) [شرح الأصفهانية 10 - 11]

قال الإمام مالك رضوان الله عليه: (مُحال أن نظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علّم أمته الاستنجاء، ولم يعلّمهم التوحيد)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لابد أن يكون مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم إذ كانت فروع الدين لا تقوم إلا بأصوله فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس؟ ومن هنا يعرف ضلال من ابتدع طريقا أو اعتقادا زعم أن الإيمان لا يتم إلا به مع العلم بأن الرسول لم يذكره) [درء التعارض 1/ 233]

وحتى في الرد عليهم ينبغي اتباع طريقة القرآن والسنة، قيل لعبد الرحمن بن مهدي (إن فلاناً صنَّف كتباً يردُّ فيها على المبتدعة. قال: بأي شيء: بالكتاب والسنة؟ قالوا: لا ولكن بعلم المعقول والنظر. فقال: أخطأ السُّنَّة، وردَّ بدعةً ببدعة) [صون المنطق 131 للسيوطي].

-ومن ذلك الدعوة إلى الاحتكام إليه فيما شجر بين المسلمين من خلافات في كل مجال والرجوع إليه عند النوازل التماساً للخروج من الأزمات وحل المشكلات والارتقاء بواقع المسلمين. قال تعالى (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [سورة النساء الآية 65].

-وتبيين أن القرآن هو الكتاب المرجع الأوّل للتوحيد والعقيدة والمنهج والتشريع،وأن ما خالف القرآن من عقائد ومناهج وقوانين جاهلية هي باطلة مردودة. قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) [سورة النساء الآية 60]

وأنّ الله تعالى قد كفانا بكتابه عمّا سواه وأغنانا به عن آراء المخلوقين الناقصين الضعفاء وأهوائهم، قال الشافعي رحمه الله (فكلُّ ما أنزل الله في كتابه = رحمةٌ وحجَّةٌ، علمه من علمه، وجهله من جهله، ولا يعلم من جهِلَه، ولا يجهل من علِمَه) [الرسالة ص 19] وقال رحمه الله: (فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها) [الرسالة: 20]

وأن تصديق خبره والاتعاظ بموعظته وتذكيره واتباع أمره واجتناب ما نهى عنه خيرٌ كله لا شر فيه ويسر لا عسر معه،قال العلامة أبو محمد بن حزم: (إن كل أمر من الله تعالى لنا فهو يسر وهو رفع الحرج وهو التخفيف ولا يسر ولا تخفيف ولا رفع حرج أعظم من شيء أدى إلى الجنة ونجى من جهنم وسواء كان حظرا أو إباحة ولو أنه قتل الأنفس والأبناء والآباء) [إحكام الأحكام].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير