تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة نادرة للشيخ محمد ولد سالم عدود الشنقيطي. يرويها تلميذه الشيخ عادل رفوش]

ـ[صخر]ــــــــ[10 - 02 - 07, 02:55 ص]ـ

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله ,وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد

فقد يسر الله لي الاستماع لشرح الشيخ عادل رفوش على نظم التسهيل والتكميل للعلامة الشيخ محمد ولد سالم عدود حفظه الله وفي نهاية الشرح ذكر حفظه الله أنه من عادة العلماء في نهاية ختم الكتب أنهم يقرؤون اسنادا أو يذكرون فائدة أو شيئا من هذا القبيل تسمى عندهم "الختمات" وجريا على سنة العلماء فإنه ارتجل ترجمة لصاحب النظم

فتعالوا معي واستمعوا لهذه الترجمة النادرة

هو محمد سالم ابن عبد الودود الهاشمي اليعقوبي وقد تقدم ذكر نسبه في مستهل هذا النظم المبارك

وهذا الرجل قد عرفناه مدة من الزمن لم ننهل منها بالقدر الكافي ونعوذ بالله أن ندعي بأننا قد بلغنا عنده شيئا فإنما نعرف اسمه ونسبه وشخصه فأما علمه فشتان مابيننا وبين هذا الرجل فهذا الرجل من أفراد هذا العالم, ومن افراد علماء هذا العصر, وعدم العلم بالناس ليس تقليلا لاٌقدارهم ولا يلزم منه غمط حقوقهم وهو- ونقولها بملء الفم ويعرف هذا من يعرف- هذا الرجل من أكابر هذه الأمة ومن اشياخ العلم في مشارق الاٍرض ومغاربها ممن حصلت لهم رؤية هذا الرجل ومعاشرته يعرفون أنه من أفراد العلماء في هذا العصر وأنه ممن بلغ رتبة الإجتهاد وأنه أحاط بالعلوم إحاطة قل أن تجد له نظيرا فيها يعرف من العلوم الشيء الكثير ,ولاأقول علوم الشرع وعلوم العربية فله قصب السبق في هذا الباب وله القدح المعلى في هذا النصاب وإنما الشأن في العلوم الأخرى قل الحديث عنها وكثر الجاهلون بها وصار العلم بها من أغرب الغرائب وأعجب العجائب , فهو يلم بكثير من اللغات ولو على وجه الطرفة ويعرف اشياء من علم النجوم وعلوم الأفلاك وعلوم الرمل وأشياء من الحساب وأشياء من عادات الناس وطبعاتهم ولهجاتهم مما تكل به جهود كثير من المدعين في مثل أعصارنا

الشيخ أظن على ماأخبرني أنه من مواليد 1930ميلادية أي أنه الان في حوالي الثانية والسبعين من عمره وقد نشأ في بيت علم وفضل وحفظ القران ولم يبلغ التسع سنين حفظه وهو صغير جدا وحفظه على أمه وخالته وكان يحفظ أجزاءا منه على جدته ولم يقرأه على أبيه وإنما كان يقرأ على ابيه العلوم الصرفة المحضة ونبغ فيها وهو صغير, فقد حدثني حفظه الله أنه لم يزدد بعد السابعة عشر من عمره شيئا من اصول العلوم وإنما هي ثقافات واطلاعات يطلع فيها بين الفينة والأخرى أما العلوم وأصولها وأصول الكتب ومعارفه فيها فقد حازها قبل هذا السن المبكر أي بعيد بلوغه بقليل وقد ادرك فيه أبوه هذا النبوغ وهو صغير جدا فقد كان يحسن التكلم بالعربية ويحسن قرض الشعر وقد حدثني مرة أنه كان ذاهبا مع أحد العلماء من أصحاب أبيه ذاهبا ليستقي لأهل بلدته وعادتهم هناك أنهم يستقون على الأتن من الابار مع الخدم وكان وقتها عمره خمس سنين أو ست سنين الشك منه هكذا قال لي:" لاأدري هل كان عمري خمس سنين أو ست سنين" فذهب معهم ليستسقوا وأخذوا الروايا وهي جمع روية وهي التي تملأ بالماء تلك الأسقية الكبيرة التي توضع على ظهور الحمر والأتن فركب على إحدى الاتن وكانت عليها مايسمى بالبردعة موضوعة عليها هذه الروية فركب الشيخ فوقها ورأى خيوطا تنساب من تحتها فأدخل فيها رجله فظن نفسه أنه فوق فرس عتيق لايحابيه فرس ولايبلغه فرس في عظمه وظن نفسه أنه من شجعان العرب, ومن عظماء الخيالة الذين يسوقون الجيوش فانتظم هذا المعنى في قلبه وفي نفسه وهو صغير السن فقال يخاطب ّأتانه وهي أنثى الحمارفقال لها:

" سراتك سرجي والرشاء ركابي **وزندك في التقريب ليس بكابي"

فداك كراع والحرون وداحس ** وعلوى وجلوى وعطا وسكابي"وهذا من أغرب الأبيات لا يمكن أن يقولها إلا من وهبه الله هبة من عنده وإلا فمثل هذا النظم البديع وهذا المعنى الرائع يتقاصر عنه كبار الشعراء وأفصح البلغاء.

وسبب هذا أنني كنت أقرأ عليه وقتها في الألفية فمر بنا ذكر التعريف وذكر الشيخ أن من الأبيات التي جمع فيها التعريف بأل قول المتنبي:

"الخيل والليل والبيداء تعرفني ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير