[ترجمة فضيلة الشيخ الدكتور مازن بن محمد السرساوي الأثري -حفظه الله-]
ـ[أبو حفص إسماعيل المصري]ــــــــ[07 - 01 - 08, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنشأ فأحسن الإنشاء،وقدم وأخر كما شاء، واختار من العالم الإنسي المرسلين والأنبياء،ثم ورثتهم الصالحين والعلماء،ثم أجزل لبعضهم من الفضل العطاء،وصلى الله على محمد أشرف راكب نزل البيداء،وعلى أصحابه الذين نالوا بصحبته العلاء،وعلى التابعين لهم بإحسان إلى أن يعيد الناقض البناء،وسلم تسليما ً كثيراً.
اعلموا إخواني - وفقكم الله -أن تراجم الرجال من أهم أبواب العلم حيث بها تتسق العروة ويؤتى بالمفقود من حلق اتصال سلسلة الخلف بالسلف وتتأتى الأسوة بالمشاهدة الحسية أو المعنوية ثم تتأتى التربية على أثر ذلك وعلى منوال ذاك فتخرج الأجيال المنشودة التي بها ينتصر المسلمون حيث إن القراءة عن الشجعان تورث الشجاعة وعن المتقين تورث التقوى وتأسي الرجل بغيره أحرى أن يتشكل على شاكلته ويعمل على نسقه، ويقرر هذا الكلام ما أورده الإمام أبو الفرج بن ا لجوزي رحمه الله تعالى في كتابه (الأذكياء) حين ذكر في المقدمة دواعي تصنيفه لمثل هذا الكتاب فقال: ((وفي ذلك ثلاثة أغراض: أحدها: معرفة أخبارهم بذكر أحوالهم- قلت: يعني السلف-، والثاني: تلقيح لباب السامعين إذا كان فيهم نوع استعداد لنيل تلك المرتبة وقد ثبت أن رؤية العاقل ومخالطته تفيد ذا اللب فسماع أخباره تقوم مقام رؤيته كما قال الرضي:
فاتني أن أرى الديار بطرفي ............. فلعلي أعي الديار بسمعي
وذكر عن المأمون قوله لإبراهيم: لا شيء أطيب من النظر في عقول الرجال، قال: والثالث: تأديب المعجب برأيه إذا سمع أخبار من تعسر عليه لحاقه)) اهـ.
وبعد هذا الكلام النفيس من الإمام ابن الجوزي رحمه الله استعنت بالله على كتابة هذه الترجمة الموجزة لشيخنا خادم السنة أبي عبد الله مازن بن محمد السرساوي الأثري حفظه الله تعالى
فأقول: (إسماعيل بن جاد).
ولد شيخنا حفظه الله بقرية بني عامر، مركز الزقازيق، محافظة الشرقية، بجمهورية مصر العربية.
حفظ شيخنا القرآن الكريم وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكرمه يومئذ رئيس الجمهورية في احتفال ليلة القدر، إذ كان من أوائل الجمهورية.
حصل شيخنا على الشهادة الثانوية الأزهرية، وكان من العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية.
قرأ شيخنا حفظه الله القرآن الكريم بالقراءات العشرة الصغرى من طريق الشاطبية والدُّرَّة، وحصل على ((عالية القراءات)) من معهد قراءات الزقازيق عام 1996 م.
سجل شيخنا بإذاعة القرآن الكريم بالقاهرة صغيرا، وكاد ينضم إلى صفوف قارئي القرآن فيها، ولكن شغله الله عز وجل عن ذلك بطلب الحديث الشريف، بسبب قراءته ((السلسلة الصحيحة)) لمحدث العصر العلامةالشيخ محمد ناصر الدين الألباني، برد الله مضجعه.
عني شيخنا بشعر العرب، وحفظ كثيراً منه، لاسيما شعر المتنبي وشوقي، واهتم بالأدب أول أمره، فحصل على المركز الأول بالأزهر على مستوى الجمهورية في شعر الفصحى، عامين متتاليين في المرحلة الثانوية، ونشرت آنئذ بعض قصائده في عدد من الصحف المصرية، وأذيعت إحداها في إذاعة القرآن الكريم
وكان منها
شيشان فخراً ها همو أولادي ........... هٌبِّي فما للنصر من أعْدادِ
يكفيك من خمل السلاح عبادةً ........... فالنصر عند الله للعبََّادِ
ومنها
غرناطة أنا لا أريدك مثلها ............. أنا لست أملك طارق بن زيادِ
التحق شيخنا بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، ثم تخصص في شعبة الحديث وعلومه، وكان تقديره –الذي لم يشاركه فيه أحد –في سني الدراسة الأربع ((ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى)) وكان الأول على الدفعة.
حصل شيخنا على درجة ((الماجستير)) في الحديث وعلومه، بتقدير ((ممتاز)) وكان موضوعه: ((علل الحديث ومعرفة الرجال والتاريخ)) للإمام علي بن ألمديني،دراسة وتحقيق، وكان مشرفاه: فضيلة المحدث العلامة الأستاذ الدكتور: أحمد معبد عبدالكريم–أمتع الله به -، وفضيلة الأستاذ الدكتور: محمد محمود أحمد هاشم–حفظه الله.
¥