تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة الشيخ العلامة عبد القيوم الرحماني بمناسبة قدومه]

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[02 - 09 - 06, 03:27 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة الشيخ عبدالقيوم الرَّحْماني البَسْتَوي الهِنْدي

حفظه الله تعالى

بقلم تلميذه: محمد زياد بن عمر التُّكْلَة

عُفي عنه

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فهذا مشروع ترجمة لشيخنا العلامة، المجاهد، المفسِّر، المُسنِد، الخطيب، الداعية، الصالح، الزاهد، القُدوة، السَّلَفي، المعمّر، عبد القيوم الرحماني حفظه الله تعالى، المشهور بلقب مفسر القرآن، وأستاذ الأساتذة.

وجعلتها ترجمة متوسطة، ليست بالمطولة ولا المختصرة، وذلك وفاء لحق شيخي، وتذكرة لنفسي، وإفادةً لطلبة الشيخ ومحبيه، وتعريفاً بشيء من قدره الذي قدم هذه الأيام إلى المدينة النبوية، وتُعقد له مجالس قراءة الصحيحين بسنده المتصل بالسماع العالي، لعل أحداً يستفيد بذلك فيفيد أخاه الكاتب بالدعاء، أو يفيد باستدراكٍ أو معلومة تجدّ حال القراءة المرتقبة، والله الموفق والهادي.

اسمه ونسبه:

هو الشيخ عبد القيوم بن زين الله بن سليمان بن أمانَتْ بن خُدا بَخْش بن محمد سَليم خان.

وجده محمد سَليم هو من أسلم وسَلِمَ من الهندوسية، واسم أبيه بُودْهمل، وينتمي إلى الراجْبُوت، أعلى طبقة حاكمة عند الهندوس، وكان محمد سليم هذا حاكماً للمنطقة وما حولها تابعاً للمغول المسلمين (حكام الهند)، وتوجد بلدة قرب مدينة كُورَكْفُور () اسمها سَليم فور، على اسم جد الشيخ.

وأُسرة الشيخ ذات قَدْر ووجاهة في المنطقة، وتحمل لقب «خان».

ويُنسب شيخنا «الرَّحْماني» للمدرسة التي تخرَّج منها، وهي المدرسة الرحمانية الشهيرة في دِهْلي، كما يُنسب «البَسْتَوي» للإقليم الذي ينتمي إليه.

مولده:

وُلد شيخنا في قريةُ «دُودُوهْنِيا»، التي تبعد 4 كيلوات من بلدة «بَرْهْنِي» الحدودية مع مملكة نِيْبال، في محافظة «سَدْهارْت نَغَر» (بَسْتي سابقاً)، من ولاية يُو بي (أتْرابرادِش)، شمالي الهِند.

ودودهنيا قرية مسلمة، ولها تاريخها، حيث اشتهر أهلها بقوة البأس، وكسروا الهندوس في معارك كثيرة، آخرها أيام تقسيم الهند، ويبلغ سكانها الآن نحو أربعة آلاف نسمة، كلهم من قبيلة الشيخ.

وحدثني الشيخ مراراً أنه وُلد في 20 يناير 1920م (الموافق للتاسع والعشرين من ربيع الثاني سنة 1338).

ولكن حدثني عدد من أسرة الشيخ -منهم ابناه: ظَهير عالَم وحيدر عالَم- أن الشيخ أسن من ذلك ما بين خمس إلى عشر سنوات، استناداً إلى أقران الشيخ من أقاربه، وبعض الأحداث التاريخية.

وفي جواز سفر الشيخ أنه من مواليد 1918م (الموافق لسنة 1336)، وهكذا قال لي الشيخ في مناسبة سنة 1938م إن عمره عشرون سنة، والله أعلم.

طلبه للعلم:

حدثني شيخنا أول لقائي به في بلدة «بِجُوا» عصر الخميس 11/ 4/1426 قال: «لم يكن في دودوهنيا مدرسة ولا مكتبة، فبدأت تعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن على يد معلّم (مُلّا) في مسجد، ثم تلقيت التعليم الحكومي في مدرسة ابتدائية بقرية «سِيْوار» القريبة، درستُ فيها إلى الصف الرابع الابتدائي بالهندية والأُردية».

ثم ذهب شيخنا إلى جامعة سراج العلوم السلفية في «جَهَنْدا نَغَر» بمملكة نِيْبال -وهذه البلدة متاخمة لبلدة «بَرْهْنِي» الهندية، ولا يفصل بينهما إلا شريط حدودي عرضُه نحو 20 متراً- ودرس فيها الفارسية ومبادئ العربية على الشيخ محمد زمان الرحماني رحمه الله (ت1978م) -والد المفتي حالياً الشيخ عبد الحنان الفيضي- وغيره من الأساتذة، وأخبرني أن دراسته فيها ستة أشهر.

وبعد ذلك سافر إلى «الجامعة الإسلامية فيضي عام» بمدينة «مَوُو» -ويكتبها الهنود «مئو» - وأخذ الصّرف والنَّحْو على يد الشيخ العلامة عبدالرحمن النَّحْوي رحمه الله، واستفاد منه كثيراً، ويعتبره من أكثر أساتذته أثراً عليه، وقال لي: إنه أول رجل خرّج علوم البلاغة والنَّحْو والصَّرْف من القرآن، فيأتي -مثلاً- إلى قوله تعالى: ?ذلك الكتاب لا رَيْب فيه?، فيقوم بتجريد الكلمات ثم يذكر صَرْفها مع الاستشهاد لكل كلمة بآية، فيقول: ذلك، ذلكما: ?ذلكما مما علَّمني رَبِّي?، ذلكن: ?ذلكنَّ الذي لُمتُنَّني فيه?، وهكذا، ثم يأتي لكلمة الكتاب، ويورد عليها: ?كَتَب على نفسه الرحمة?، ?والله يكتب ما يُبَيِّتون?، ?وقالوا أساطير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير