ترجمة العلامة المحدّث محمد بن ناصر الحازمي الحَسَني الضمدي (ت1283)
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة العلامة المحدّث
محمد بن ناصر الحازمي الحَسَني الضمدي (ت1283)
بقلم: محمد زياد بن عمر التكلة
هو الإمام العلامة المحدّث السَّلَفي، من أعيان علماء القرن الثالث عشر، ومن كبار مشايخ الحديث والمسندين في وقته، من أشراف تهامة.
لم أقف على تاريخ مولده، ولكن أفاد تلميذ أصحابه الشيخ أبو الخير العطار أنه بعد 1221 ظنًّا.
نص ترجمته في نشر الثناء الحسن لإسماعيل بن محمد الوشلي:
«قال: الشريف العلامة الإمام المحدّث شيخ مشايخنا محمد بن ناصر الحازمي، نشأ -نفع الله به (؟) - ببلده ضَمَد، وكان متفنناً مُتقناً محققاً في جميع العلوم، جائلاً في ميدان المنطوق منها والمفهوم، تُضرب إليه أكباد الإبل من البلاد القريبة والشاسعة في بيانها إذ كان مجليًّا، صلّى خلفه أئمة العلم في حلبة ميدانها، لا سيما في علم الحديث، فقد كان له فيه اليد الطولى، أخبرني سيدي وشيخي العلامة الإمام السيد عبد الرحمن بن عبد الله القديمي أنه لما وفد إليهم صاحب الترجمة بمدينة الزيدية، وذلك في عام ثلاثة وسبعين بعد المائتين والألف: قرأ عليه في جماعة في أول صحيح البخاري، فتكلم على متن الحديث معنى وإعرابا وغيرهما، وعلى رجال السند مولدا ومنشأ ونسبا وبلداً وتعديلا وجرحا، وما لكل راو في الصحيح وغيره من رواية، ثم إنهم أعادوا القراءة عليه في آخر الصحيح فتكلم على المتن والسند من غير فرق، فعُلم بذلك أنه لا يُجارى في هذا الميدان، ثم إنه كتب لهم إجازة عامة شاملة في كل ما تصح روايته وتحق درايته، وخصَّ سيدنا شيخ الإسلام محمد بن عبد الله الزواك بالسند المسلسل بالمحمدين، وقد أُخذت هذه الإجازات مع السند المذكور فيما أُخذ يوم قضية عسير لما نهب محمد بن عايض الزيدية، فالله المستعان. انتهى.
وقد ترجمه القاضي العلامة حسن بن أحمد عاكش الضمدي في تاريخه، ولم أقف على التاريخ ولا على حقيقة سائر أحوال المترجم له، وبالجملة فقد كان عديم النظير في وقته، نفع الله به (؟) آمين، وكانت وفاته سنة 1283». انتهت الترجمة.
شيوخه:
أخذ رحمه الله عن علماء تهامة واليمن، وقال: «عليهم تربيت وعنهم تلقيت»، ثم ارتحل للاستزادة من العلم والرواية إلى الحرمين.
فأخذ عن الوجيه عبد الرحمن الأهدل، والإمام محمد بن علي الشوكاني، وتلميذه العلامة محمد بن علي العمراني، وأحمد بن زيد الكبسي، وعلي بن إسماعيل اليماني، وعبد الحميد بن أحمد بن محمد قاطن، ومحمد المساوي، والزين جمل الليل، وإبراهيم بن محمد بن عبد الخالق بن علي المزجاجي، ومحدّث وقته الشاه محمد إسحاق الدهلوي -لقيه واستجازه في الحج، وسمع منه الأولية- ومحمد عابد السندي -ومما سمع منه الأوائل السنبلية-، والوجيه عبد الرحمن الكزبري الصغير، ومحمد بن علي السنوسي، وأبي الفوز أحمد المرزوقي المالكي، ويوسف بن مصطفى الصاوي، ومحمد بن محمد بن أحمد العًطوشي المغربي نزيل طيبة، وغيرهم.
عقيدته ومذهبه وعبادته:
كان رحمه الله محدّثاً سلفيًّا أثرياً، أفاده تضلعه واطلاعه في الحديث أيما إفادة، ورسالته في الصفات عظيمة، على نمط كتاب العلو للذهبي، ونصر فيها دعوة محمد بن عبد الوهاب صراحة، وردَّ فيها على الأشاعرة ومن سواهم من في الصفات.
كما نقل عنه صديق حسن خان في كتابه قطف الثمر (105) كلاماً حسنا في الأولياء جرى فيه على طريقة السلف، في وقت ساد الغلو فيهم.
أما في الفقه فنُسب أثريًّا، أي أنه يعمل بالدليل، دون تقليد مذهب معين.
كما ذُكر بالزهد والعبادة وتلاوة القرآن والطاعات، وأنه كان يجاور في مكة ابتداء من رجب إلى الحج كل عام.
ومن ثناء أهل العلم عليه:
قال تلميذه حسين بن محسن الأنصاري في إجازته لصديق حسن خان (المذكورة في الحطة 267): شيخنا الشريف المحدث العلامة محمد بن ناصر الحسيني الحازمي.
وقال العلامة صديق حسن خان في أبجد العلوم (3/ 194): الشيخ الإمام العلامة محمد بن ناصر الحازمي، الآخذ عن شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني.
ووصفه في موضع آخر (3/ 272) بالشيخ الماهر.
وقال العلامة محمد شمس الحق العظيم آبادي في غاية المقصود (1/ 68): العلامة المحقق، وبالخير من الله الموفَّق: محمد بن ناصر الحازمي.
¥