في صبيحة يوم الخميس الموافق السادس من جمادى الآخر سنة 1391هـ توفى العالم الشيخ محمد نصيف في مدينة الطائف، ثم نقل جثمانه إلى جدة، وقد بلغ من العمر ثمانية وتسعون سنة ودفن في مقبرة الأسد بجدة.
قصة بداية مع الكتب
جاء في كتاب "محمد نصيف حياته وآثاره" قصة طريفة كانت هي بدايته مع الكتب:
كان محمد نصيف شغوفًا بجمع الكتب حريصًا على اقتنائها لينتفع وينفع بها، وكان أول عهده بالكتب عام 1319هـ حين أرسله جده إلى السوق ليشتري جارية تخدمه – أي تخدم محمد نصيف، ولما وصل إلى سوق العبيد ومعه حاجب القصر، ومع الحاجب ستة دنانير من الذهب، نظر محمد نصيف نظرة عابرة على الإماء اللاتي وجدن في هذا السوق، فإذا نفسه تشمئز من سوء معاملة الدلالات لهن وامتهانهن لكرامة هؤلاء الإماء، ثم قال في نفسه: إنني لا أريد أن أشتري جارية، ربما تكون في يوم من الأيام أمًا لأولادي وهي تباع والحالة هذه كما يباع الحمر والنعم، ثم عاد راجعًا من السوق وأمر الحاجب بالذهاب إلى القصر بعد أن أخذ منه الدنانير الست، وفي أثناء عودته مر بمكتبة لأحد العلماء يعرضها ورثته للبيع، فأقدم على شرائها بكاملها ثم عاد إلى جدة وأخبره بما حدث، ففرح بذلك واستبشر خيرًا لأنه تفرس فيه رغبة جامحة لطلب العلم وتحصيله، ومن ثم أوكل تعليمه إلى بعض المعلمين البارزين منهم الشيخ محمد باصبرين.
اهتماماته وولعه بالكتب ونشرها
كان الشيخ محمد نصيف مولعًا بالقراءة، كما كان يعنى بجمع الكتب الأمهات من المراجع والمخطوطات، حتى أصبحت مكتبته من أشهر المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي لاحتوائها على أكثر من تسعة آلاف مجلد في مختلف علوم الدين والدنيا، وكانت مفتوحة للعامة ينهلون مما في خزاناتها من المراجع والكتب، كما اهتم بنشر الكثير من الكتب السلفية التي كانت تطبع في الهند بناءا على توصية الشيخ محمد نصيف (مع بداية الدولة السعودية) ثم مصر لتوزع بالمجان.
كما كان مرجعا للباحثين وطلاب العلم، وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز فقد ذكر المؤرخ محمد علي مغربي حينما كلفني الشيخ محمد سرور صبان بكتابة بحث عن تاريخ الماء في جدة (ماء العين العزيزية عام 1367هـ) لم أجد مصدرا لهذه المعلومات سوى الشيخ محمد نصيف، وقد أجمع الناس على محبته لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة.
وكان كذلك مقدَّرًا من ولاة الأمر غاية التقدير، كان الملك عبد العزيز آل سعود، وولداه الملك سعود والملك فيصل، يبالغون في إكرامه ويزورونه في بيته، ولقد أمر الملك فيصل بن عبد العزيز بشراء قصر نصيف ومكتبته، وجعلهما ملكا للدولة وإبقائهما أثرا وتاريخا، يسميان باسم نصيف، ومازال الأمر كذلك إلى يومنا هذا، حيث كتبت لوحة "وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليا) – إدارة الآثار والمتاحف – مكتب الآثار بجدة – بيت نصيف".
كيفية انتقال مكتبة الشيخ محمد نصيف
انتقلت مكتبة الشيخ محمد بن نصيف رحمه الله للمكتبة المركزية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
ففي يوم السبت الموافق 21/ 4/1397هـ صدر قرار بتكليف لجنة لنقل مكتبة الشيخ محمد نصيف، وفي يوم الاحد الموافق 22/ 4/1397هـ تسلم كل فرد من أعضائها صورة من القرار وباشره اللجنة عملها في نقل المكتبة من وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف سابقا) بعد الإجماع الأول يوم الثلاثاء الموافق 24/ 4/1397هـ مع رئيس قسم الوسائل و المكتبات بوزارة التربية والتعليم الأستاذ محمد الخضري وأمين مكتبة العامة مساعد الرحيلي وقد احتوته مكتبة الشيخ محمد نصيف على الأتي:
1 - المخطوطات
2 - الكتب و المطبوعات الأخرى
فتم نقل الدفعة الأولى للجامعة يوم الاربعاء 21/ 6/1397هـ والدفعة الأخيرة يوم الاحد 25/ 6/1397هـ، ونقلت من مبنى المكتبة العامة بشارع المطار وكذلك الموجود في المبنى الجديد للمكتبة العامة بقصر خزام وأودعت أولا في قاعة الرسم بالمبنى رقم (4) لكلية الهندسة.
انظر التقرير المفصل المرفوع لسعادة عميد شؤون المكتبات بشأن موضوع تسلم ونقل مكتبة الشيخ محمد نصيف (الملحق ص).
أما اللجنة التي تولت الإشراف على نقل وتسليم مكتبة الشيخ محمد نصيف للمكتبة المركزية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فهم:
1 - الشيخ فهد الريماوي (رئيسا)
2 - الاستاذ برنس سرور (عضوا)
¥