ولا علاقة لكلامه انه لو رحم لما جاز ان تكون العزيز الحكيم.فانت توهمت ان العزيز الحكيم لا تكون الا مع الشدة. وهذا ليس صحيحا.فلا وجه للقياس والله اعلم.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:45 م]ـ
. . . ولا علاقة لكلامه انه لو رحم لما جاز ان تكون العزيز الحكيم.فانت توهمت ان العزيز الحكيم لا تكون الا مع الشدة. وهذا ليس صحيحا.فلا وجه للقياس والله اعلم.
الأخ الفاضل أبو عيشة
شكر الله لك مداخلتك، ولكنى لم أتوهم شيئا مما قلته أخى الكريم، وأنت اذا طالعت أقوال المفسرين فى الآية 118 من سورة المائدة لوجدت أكثرهم قد وجد موضع الفاصلة مشكلا بالفعل، واليك نماذج من بعض أقوالهم:
جاء فى تفسير الكشاف للزمخشرى:
" فإن قلت: المغفرة لا تكون للكفار فكيف قال: (وإن تغفر لهم)؟ قلت: ما قال إنك تغفر لهم، ولكنه بنى الكلام على: إن غفرت، فقال: إن عذبتهم عدلت، لأنهم أحقاء بالعذاب، وإن غفرت لهم مع كفرهم لم تعدم في المغفرة وجه حكمة لأن المغفرة حسنة لكل مجرم في المعقول، بل متى كان الجرم أعظم جرماً كان العفو عنه أحسن "
وجاء فى تفسير الطبرسى (مجمع البيان):
" وإنما لم يقل فإنك أنت الغفور الرحيم لأن الكلام لم يخرج مخرج السؤال ولو قال ذلك لأوهم الدعاء لهم بالمغفرة. على أن قوله: {العزيز الحكيم} أبلغ في المعنى وذلك أن المغفرة قد تكون حكمة وقد لا تكون والوصف بالعزيز الحكيم يشتمل على معنى الغفران والرحمة إذا كانا صوابين ويزيد عليهما باستيفاء معان كثيرة لأن العزيز هو المنيع القادر الذي لا يضام والقاهر الذي لا يرام وهذا المعنى لا يفهم من الغفور الرحيم والحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها ولا يفعل إلاّ الحسن الجميل فالمغفرة والرحمة إن اقتضتهما الحكمة دخلتا فيه وزاد معنى هذا اللفظ عليهما من حيث اقتضى وصفه بالحكمة في سائر أفعاله "
وجاء فى تفسير الفخر الرازى:
" الوجه الرابع: انا ذكرنا أن من الناس من قال: إن قول الله تعالى لعيسى:
{أَءنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ?تَّخِذُونِى وَأُمّىَ إِلَـ?هَيْنِ مِن دُونِ ?للَّهِ}
انما كان عند رفعه إلى السماء لا في يوم القيامة، وعلى هذا القول فالجواب سهل لأن قوله {إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} يعني إن توفيتهم على هذا الكفر وعذبتهم فإنهم عبادك فلك ذاك، وان أخرجتهم بتوفيقك من ظلمة الكفر إلى نور الايمان، وغفرت لهم ما سلف منهم فلك أيضاً ذاك، وعلى هذا التقدير فلا إشكال
ثم يقول: " المسألة الثالثة: روى الواحدي رحمه الله أن في مصحف عبد الله [وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم سمعت شيخي ووالدي رحمه الله يقول {?لعَزِيزُ ?لحَكِيمُ} ه?هنا أولى من الغفور الرحيم، لأن كونه غفوراً رحيماً يشبه الحالة الموجبة للمغفرة والرحمة لكل محتاج، وأما العزة والحكمة فهما لا يوجبان المغفرة، فإن كونه عزيزاً يقتضي أنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأنه لا اعتراض عليه لأحد فإذا كان عزيزاً متعالياً عن جميع جهات الاستحقاق، ثم حكم بالمغفرة كان الكرم ه?هنا أتم مما إذا كان كونه غفوراً رحيماً يوجب المغفرة والرحمة، فكانت عبارته رحمه الله أن يقول: عز عن الكل. ثم حكم بالرحمة فكان هذا أكمل. وقال قوم آخرون: إنه لو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم، أشعر ذلك بكونه شفيعاً لهم، فلما قال: {فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} دل ذلك على أن غرضه تفويض الأمر بالكلية إلى الله تعالى، وترك التعرض لهذا الباب من جميع الوجوه "
وجاء فى تفسيرالقرطبى: " وقال: {فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} ولم يقل: فإنك أنت الغفور الرحيم على ما تقتضيه القصة من التسليم لأمره، والتفويض لحكمه. ولو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم لأوهم الدعاء بالمغفرة لمن مات على شِرْكه وذلك مستحيل؛ فالتقدير إن تبقِهم على كفرهم حتى يموتوا وتعذّبهم فإنهم عبادك، وإن تَهدهم إلى توحيدك وطاعتك فتغفر لهم فإنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليك ما تريده؛ الحكيم فيما تفعله؛ تضل من تشاء وتهدي من تشاء. وقد قرأ جماعة: «فإنك أنت الغفور الرحيم» وليست من المصحف. ذكره القاضي عِياض في كتاب (الشّفا). "»
وجاء فى تفسير الشوكانى:
(إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ) تصنع بهم ما شئت وتحكم فيهم بما تريد {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ} أي القادر على ذلك الحكيم في أفعاله، قيل: قاله على وجه الاستعطاف كما يستعطف السيد لعبده. ولهذا لم يقل إن تعذبهم فإنهم عصوك؛ وقيل: قاله على وجه التسليم لأمر الله والانقياد له، ولهذا عدل عن الغفور الرحيم إلى العزيز الحكيم. . . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} يقول: عبيدك قد استوجبوا العذاب بمقالتهم {وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ} أي من تركت منهم ومدّ في عمره حتى أهبط من السماء إلى الأرض لقتل الدجال، فزالوا عن مقالتهم ووحدوك (فَإِنَّكَ أَنتَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ)
وقوله: {إن تعذّبهم فإنّهم عبادك وإن تغفر لهم فإنّك أنت العزيز الحكيم} فوّض أمرهم إلى الله فهو أعلم بما يجازيهم به لأنّ المقام مقام إمساك عن إبداء رغبة لشدّة هول ذلك اليوم، وغاية ما عرّض به عيسى أنه جوّز المغفرة لهم رحمة منه بهم، وقوله: {فإنّك أنت العزيز الحكيم} ذكر العزيز كناية عن كونه يغفر عن مقدرة، وذكر الحكيم لمناسبته للتفويض، أي المحكِم للأمور العالم بما يليق بهم "
وهكذا ترى أخى الكريم أن الآية لم تخلو من بعض الاشكالات لدى العديد من المفسرين، وأن الأفهام قد تفاوتت فى ادراك مغزاها، وللحديث بقية ان شاء الله
¥