تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا

وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ

فقولهم: {إن هذا إلاّ أساطير الأولين}. يحتمل أنّهم أرادوا نسبة أخبار القرآن إلى الكذب على ما تعارفوه من اعتقادهم في الأساطير. ويحتمل أنهم أرادوا أنّ القرآن لا يخرج عن كونه مجموع قصص وأساطير، يعنون أنّه لا يستحقّ أن يكون من عند الله لأنهم لقصور أفهامهم أو لتجاهلهم يعرضون عن الاعتبار المقصود من تلك القصص ويأخذونها بمنزلة الخرافات التي يتسامر الناس بها لتقصير الوقت

النبأ والخبر:

قال الراغب: النبأ: خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة.

وحق الخبر الذي يقال فيه نبأ أن يتعرى عن الكذب كالتواتر، وخبر الله تعالى، وخبر النبي عليه الصلاة والسلام، ولتضمن النبأ معنى الخبر يقال: أنبأته بكذا كقولك: أخبرته بكذا، ولتضمنه معنى العلم قيل: أنبأته كذا، كقولك: أعلمته كذا.

قال الله تعالى: {قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون}، وقال: {عم يتساءلون * عن النبأ العظيم}، {ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم}، وقال: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك} وقال: {تلك القرى نقص عليك من أنبائها}، وقال: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك}، وقوله: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا} فتنبيه أنه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر فحقه أن يتوقف فيه، وإن علم وغلب صحته على الظن حتى يعاد النظر فيه، ويتبين فضل تبين.

ونبأته أبلغ من أنبأته، {فلننبئن الذين كفروا}، {ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر} ويدل على ذلك قوله: {فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير} ولم يقل: أنبأني، بل عدل إلى (نبأ) الذي هو أبلغ تنبيها على تحقيقه وكونه من قبل الله. وكذا قوله: {قد نبأنا الله من أخباركم}، {فينبئكم بما كنتم تعملون}.

ومنه نعلم الفرق بين النبأ والخبر أن: النبأ لا يكون إلا للأخبار بما لا يعلمه المخبر ويجوز أن يكون المخبر بما يعلمه وبما لا يعلمه، ولهذا يقال تخبرني عن نفسي ولا يقال تنبئني عن نفسي، وكذلك تقول تخبرني عما عندي ولا تقول تنبئني عما عندي، وفي القرآن " فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " وإنما استهزءوا به لأنهم لم يعلموا حقيقته ولو علموا ذلك لتوقوه يعني العذاب وقال تعالى " ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ "

والأنباء عن الشيء أيضا قد يكون بغير حمل النبأ عنه تقول هذا الأمر ينبئ بكذا ولا تقول يخبر بكذا لان الأخبار لا يكون إلا بحمل الخبر.

وقد استعمل القرآن الكريم الخبر والنبأ بمعنى التحدث عن الماضي، وإن كان قد فرق بينهما في المجال الذي استعملا فيه جريا على ما قام عليه نظمه من دقة وإحكام وإعجاز.

فاستعمل النبأ والأنباء فى الإخبار عن الأحداث البعيدة زمانا أو مكاناً، على حين أنه استعمل الخبر والإخبار فى الكشف عن الوقائع القريبة العهد بالوقوع، أو التي لا تزال مشاهدها قائمة ماثلة للعيان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير